تعج الأرض الجنوبية بالتيارات المتنافرة المتأهبة للانقضاض غلى الأخضر واليابس بانتصار ساعة الصفر البعض منها ظاهر والبعض باطن وفي خضم التجاذب والتنافر والاحتقان برزت هبة شعبية جنوبية عرفنا أسبابها ودوافعها وتوقيتها ولا نعلم تبعاتها ومداها ما غير تكهنات فالواقع سريع التغيير كل يوم جديد دون مقدمات . واليوم تسود الجنوب حالة من الترقب وكتم الأنفاس مع إن النتيجة بالسلب محسومة ولكنها بلا شك تحدث هزة ودربكة حيث مقومات التحرير والاستقلال لم تتوفر على الأرض حتى ألان .
واعتقد أن المقصود من الهبة الشعبية الجنوبية تطهير الجنوب من الوجود الشمالي عسكري ومدني ككل و ممارسة أعمال شغب وتمرد واسع النطاق للضغط على السلطة لتصغي لمطالب شعب الجنوب ولاستعادة ما اخذ ونهب منهم باسم الوحدة ولا ندري مدى الاستجابة .
واعتقد أن الهبة الشعبية الجنوبية جاءت في صالح الرئيس هادي وتخدمه في الدرجة الأولى فالرئيس هادي يسعى لاستعادة المنشآت والمؤسسات الخاضعة تحت حماية مليشيات علي محسن الأحمر وحميد بن عبد الله الأحمر وغيرهم من الشيوخ الباسطين على ثروات الجنوب خصوصا في شبوة وحضرموت شفط على مدار الساعة تحت بند الحماية وغيرها من أساليب الابتزاز قابلها خجل واستحياء وتردد من قبل الرئيس هادي ولقد سنحت الفرصة المناسبة للضرب على وترها ففي مصلحة الرئيس هادي أن تعود المنشات إلى أهلها مقابل حصول مركز الدولة على نسبة محددة وكذا تمهيد الطريق لتنفيذ مخرجات الحوار وإقامة إقليم شرقي تلقائيا ويبقى السؤال هنا هل ستعاد ثروات الجنوب إلى أهلها بردا بسلام أم لابد من إراقة مزيدا من الدماء .
اعتقد أن دماء الشهيد سعد بن حبريش ومرافقيه لا تكفي لابد من فدية اكبر واكبر.. لابد من قطع المزيد من الرؤوس مقابل استعادة الوطن والثروة لابد من فدية اكبر يتقرب بها شعب الجنوب إلى أمراء الحرب في صنعاء لعلها تشفي قليلهم .