ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه رغم محاولات دول الخليج اتخاذ إجراءات صارمة ضد الشبكات المالية الجهادية، فإن المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى وجود طفرة في الدعم من القطاع الخاص للمتطرفين الإسلاميين بسوريا لا سيما من قطر والكويت. وأضافت الصحيفة أن إدارة أوباما حثت كلا البلدين كثيراً على كبح جماح التبرعات الخاصة للجهاديين، مع الاعتراف بوجود تكتيكات جديدة من بينها الاستخدام واسع النطاق لتويتر وغيرها من وسائل الإعلام الإجتماعية جعلت من الصعب تتبع جمع التبرعات . وقالت الصحيفة إنه عندما بحثت الأسرة الحاكمة بقطر للحصول على نصيحة بشأن العطاءات الخيرية، توجهت إلى عبد الرحمن النعيمي الذي يعمل وفقاً لمسؤولين أمريكيين وبشكل سري في تمويل تنظيم القاعدة. وأضافت الصحيفة أن النعيمي لديه سيرة ذاتية ممتازة تضمنت خبرة واسعة في جمع التبرعات وسنوات من العمل مع الجماعات الدولية لحقوق الإنسان، غير أنه كان يقوم بتحويل ملايين الدولارات إلى الفروع التابعة لتنظيم القاعدة بسوريا والعراق، حتى أنه قاد عمليات في أوروبا من أجل مزيد من الحريات للمسلمين. ولفتت إلى أن النعيمي كان أحد شخصيتين عرفتهما وزارة الخزانة الأمريكية كممولين رئيسيين لتنظيم القاعدة وفروعه الإقليمية بجميع أنحاء الشرق الأوسط، وأنه رغم أن المسؤولين الأمريكيين يعلنون بشكل روتيني عن خطوات لعرقلة شبكات تمويل الإرهاب، إلا أن الشخصيات التي تم الإعلان عنها مؤخراً هي أبعد ما تكون عن وصف عادية. وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد خدم كل من هؤلاء الرجال كمستشارين لمؤسسات مدعومة من الحكومة بقطر وتولوا مناصب رفيعة بالجماعات الدولية لحقوق الإنسان. أما الرجل الثاني فهو عبد الوهاب الحميقاني- أحد الشخصيات اليمنية التي تشارك بشكل كبير في التحول السياسي الذي تدعمه الولاياتالمتحدة باليمن. ولفتت الصحيفة إلى هذه الأدوار المزدوجة المزعومة - حيث إنهم يعززون القضايا الإنسانية والحقوق المدنية بذات الوقت الذي يدعمون فيه الجماعات المتطرفة- وهو أمر قالت الصحيفة إنه يعكس تحدياً متزايداً لمسؤولي مكافحة الإرهاب خلال محاولاتهم رصد فيض الأموال المتدفقة إلى جماعات المتمردين الإسلاميين في سوريا، وذلك وفقاً لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين. ونقلت الصحيفة عن خوان زاراتي، وهو مسؤول سابق بوزارة الخزانة ومؤلف كتاب "حروب الخزانة"، قوله إن الشخصيات التي لها يد في الأعمال المشروعة من جانب ويد أخرى في عالم الإرهاب وتقديم التمويل للقاعدة تحت عباءة شرعية إنما تعقد بشكل كبير "الدبلوماسية المالية" التي تشارك في محاولات تعطيل شبكات دعم الإرهاب، وخاصة التمويل من القطاع الخاص من الجهات المانحة في الخليج الغني بالساعين لمساعدة المتمردين في سوريا. وذكرت الصحيفة أن النعيمي كتب في تغريدة على موقع التواصل الإجتماعي تويتر رداً على تلك الاتهامات "إن المزاعم الأمريكية جاءت رداً على انتقاده للسياسات الأمريكية، بما في ذلك هجمات الطائرات بدون طيار باليمن ودعم الولاياتالمتحدة للإطاحة الأخيرة بالحكومة المصرية المنتخبة ديمقراطياً".