ويل لكم يا ابناء حضرموت خاصة والجنوب عامة ان حاولتم ان تخرجوا من بيت الطاعة اليمنى الشمالي لأنك استرققتم بقوة الحديد والنار وصرتم مملوكين لهم فلم يعد لكم او في مقدوركم أي قرار لان العبد ليس له قرار ! وويل لكم فقد جئناكم بمدد الجيوش والدبابات والطائرات وكل انواع الأسلحة الفتاكة ولربما المحرمة الكيماوية وغيرها ) ويل لكم الويل فقد اعددتمونا بنذر حرب اخرى عليكم ومن ورائنا البعض من (المشايخ ) الذين سيفتوا لنا تشريعا بقتلكم .. ولكن ...
ولكنكم هذه المرة قلبتوا كل التوازنات والمعادلات وقلبتم الخرطة الثورية بنمط لم يشهدها المحتل ولم تدر بخلده ! وبما انكم انتم الامه الحضرمية قد علمتم الامم دروسا في الاخلاق والدين والمبادئ والأمانة والحضارة والرقى والتمدن والسلم الاجتماعي فلا غرو ان بجعبتكم الكثير والكثير من الدروس والعبر والمواعظ والثقافات ومنها هذه الثقافة الثورية بنمط جديد وايقاعه قوى وعنيف تناظر مع ما تذروه وتلقى به الريح في مكان سحيق ..انها الهبة الشاملة العنيفة والقوية على المحتل وعلى الباغي الذى تدور عليه الدوائر ..وحتى الان قد احدثتم شرخا او ثقبا في جدار الحرية ..
احدثتم ثقبا في جدار الظلم لكى يتنفس منه المعذبون ...
وكانت الحرب الاولى في صيف 1994م عندما توجهت الجحافل البربرية الهمجية من اليمن الشمالي تغزو حضرموت والجنوب (هذه الغزوة ذكرتني بغزوة بعض القبائل على قبائل اخرى غرضها السلب والنهب فلا يهمهم ان تزهق ارواح واهراق الدماء ولكن هذه تعد من الجاهلية الحمقى والذين كانوا يقومون بها متجردون من الاواصر الدينية كليا فلا يهمهم حساب او عقابا ولا بعثا او نشورا).
ولكنها قامت الحرب الشاملة على حضرموت والجنوب واستبيحت كل الأراضي وانتهبت كل الخيرات والثروات ومن اجل هذا تنزلت مقولات الوحدة والحفاظ عليها وكأنها (آيات مقدسه ) وقورنت الوحدة بالحياة لهم أما دونها هي الموت ..
فكانت الخطة المرسومة لديهم المواجهة القتالية لأية فئه تريد ان تنهض او تتحرر من ربقتهم وبما انهم يمتلكون كل القوى على الارض والبحر والجو فكان الامر سهلا لهم بأن يقمعوا كل من تسول له نفسه مواجهتهم ,فكانت المقاومة ولاتزال الى القريب مقاومه سلميه رتيبة الخروج الى الشوارع والتجمعات في (مليونيات )وهذا الامر لا يهمهم طالما وان الكل سيعود أدراجه الى ما كان عليه في أمسه ,ولطالما أن جميع المصالح الحيوية من الثروات النفطية والمرافق السيادية لم تمس ولم تصب بضرر فهذا الامر فلا ضرر يصيبهم من ذلك .
الهبه وما أدراك ما الهبه وثقافة الهبه !
فمنذ القدم ومصطلح أو كلمة الهبه موجوده عند الجضارمة خاصة في التغني عند موعد حصاد الارض من سنبلها وسمسمها وعملية (لفوف )أي تجميع القصب وحصاده فيصدحون بأنشودة : كنان الرأس لا هبت هبوب الشمالي ..وهى تعنى للإنسان في ذلك الوقت اذا هبت هذه الهبه من ناحية الشمال لأنها بارده جدا فلم يعد لك مكان الا ان تعود راجعا الى بيتك وتنشد (الكنان ) أي الدفيء والامان في احضان بيتك الدافئ .
فانطلقت هذه الكلمة (الهبه ) من الافواه التي تدرك ماذا تعنى هذه الكلمة من ابعاد ومعانى أي بمعنى فلا يكن لكم ايها الخصوم المحتلون الا أن تعودوا الدفء بلدانكم ان اردتم السلامة ..
اذن هي الهبة الشاملة وهى كالريح سرعان ما تسرى وتنتشر على كل شير في حضرموت والجنوب والكل سيأخذ سلاحه ولتكن المواجهة فهل انتم ايها المحتلون قادرون على محاربة الشعب كل الشعب ؟؟لا أعتقد ذلك لان القبائل استلهمت الهبة من ثقافتها ومن عنصر سر وجودها وبقائها في حضارة الاف السنين ولن يجعلوكم ابدا في امن او استقرار لان الدم قد اهرق والارواح قد ازهقت وصار الشباب بالآلاف المؤلفة تتسابق الى ميادين التحرير والاستقلال .
فلا مناص لكم الا ان تسلموا وتعودوا بجحافلكم الى اكنتكم قبل ان ترمل النساء وتيتم الاطفال وخراب البيوت الذى تضحون بهم وتقدمونهم محرقة في سبيل أن تزيد ثرواتكم على حساب تعاسة الاف الاسر التي ستذهب ضحايا لنواياكم الشريرة والخبيثة في استعمار الشعوب وتهب ثرواتهم لان المجتمع اليمنى لا يتحمل مصائب وويلات اكثر مما هو فيه فارجعوا الى دياركم وأرضكم سالمين ..فهل من عقلاء لديكم ..؟؟
والان وحضرموت والجنوب عامة في محنة عظيمه وهى من الابتلاءات الربانية التي قدرها على هذين الشعبين (في حضرموت والجنوب )وعليه أن يواجه قدره بالإيمان والصبر والتآزر والتكاتف ونبذ كل عوامل الفرقة والانقسام ونبذ كل المندسين والمأجورين والعملاء والخونة حتى تنتصر قضيتهم التي هي قضية .
ومطلب إنساني لا يريد الحضرمى والجنوبي الا أن يعيش فوق ثرى ارضه متمتعا بكل خيراته وثرواته لانهم لم يعتدوا على ارض الغير ..بل يريدوا الانعتاق والحرية والاستقلال فشعارهم الان (النصر او الموت )فلا خيار آخر هكذا اطلقوها مدويه قويه مجلجلة ..وما النصر الا من عند الله تعالى ..وما النصر الا صبر ساعة .
(ان تنصروا الله ينصركم فلا غالب لكم ) اللهم انصر اهلنا واخوتنا فى حضرموت والجنوب نصرا مؤزرا ورد كيد عدوهم في نحورهم ..امين .