في ظل وجود عدم الثقة بين الشطرين وفي ظل فشل الوحدة الحالية وكما أن الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية)ودولة الشمال (الجمهورية العربية اليمنية) تخلل الوحدة بينهما أخطاء كبيرة وظلم كبير لحق بالشريك الجنوبي من إقصاء وتهميش وحرب،لذا لا بد من ترتيب الأوراق من جديد،وإعادة صياغة الوحدة المتفق عليها،وهذا لن يكون إلا باستعادة كل من الجنوبيين والشماليين،لدولتهم السابقة ،،ثم يبدأ كل طرف بمعالجة مظالمه كاملة واستعادة حقوقه،وثروته وأرضة ومناصبة،وتوزيعها على شعبه توزيعا عادلا، والتخلص من كل سلبيات الماضي، والبدء ببناء دولة مدنية حديثة ديمقراطية ،فمثلا:على الدولة في الشمال التخلص والتحرر من القوى التقليدية والقبلية الحاكمة والمهينة على كل مقدرات،الشمال، ومن كل رموز الفاسد والعصابات النافذة فيهم من عشرات السنين، وسعهم لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة،وكذالك في دولة الجنوب،.... وحين يصل كل من الدولتين في الشمال والجنوب،إلى مرحلة متقدمة من التقدم الديمقراطي والنضج السياسي،حينها يمكن بناء الوحدة اليمنية القوية العادلة ،الوحدة التي ناضل من اجلها الاباء والأجداد.وهذا أيضا ما قاله الرئيس السابق علي سالم البيض,بأنه يمكن للجيل القادم ان يحقق الوحدة الحقيقية،المدروسة. أما الوحدة الحالية وبهذه الطريقة فلم ولن يقبلها أي جنوبي اوشمالي عاقل،حيث أن القوى الحاكمة والنافذة في الشمال تتعامل مع الجنوب على أنه تابع،وفرع عاد إلى الأصل،ولاتعترف به ،على انه كان دوله،أوكشريك في صنع القرار،وأيضا الجنوبيين يشعرون بألاقصاء والتهميش والسيطرة على الأرض والمناصب والوظائف والثروات الجنوبية من قبل الشمال،فضلا عن عشرات ألاف المبعدين المدنيين والعسكريين،وحرمان الجنوب من المشاريع والخدمات وتدمير البنى التحتية من مطارات وموانئ ومصانع ومؤسسات ومشكلات كبيرة لاتعد ولاتحصى،. إذا،في هذا الحال ، وفي ظل الثورة الجنوبية التي ترفض ألوحدة الحالية،وفي ظل أيضا ألثورة في الشمال التي تنادي بالتغيير والظلم،رغم أن الثورة أجهضت،وسرقت،وفي ظل أيضا وضع حرج للغاية وحروب في الشمال ،وثورات في الجنوب وإغتيالات وتفجيرات كل ينسبها إلى الطرف الأخر، وحتى مخرجات الحوار لم تعد مرضية للجنوبيين وكذا بعض القوى في ألشمال وإذا استمر هذا الوضع وسيستمر بهذه الطريقة التدميرية البطيئة وسيخسر فيها الطرفان الشمالي والجنوبي،وتتدهور البلاد، _ فالحل الأمثل للبلاد إما إقليمين شمالي وجنوبي فدرالي في ظل الوحدة ، وأما أن يستعيد كل طرف دولته،وفق خريطة طريق ليرتب كل طرف بيته ووضعه الداخلي لفترة زمنية محددة، يستعيد فيها كل حقوقه وسيادته ,والانتقال إلى دولة ديمقراطية مدنية حديثة، ثم ألشروع في ألوحدة المنشودة ألتي ترضي الشمال والجنوب..