قد نزعت الرحمة والإنسانية من قلوب جنود الاحتلال اليمني الذين نفذوا ابشع مذبحة في تاريخهم الدموي على الاطلاق ، فقد اطلقوا قذائفهم بدقة عالية وبدم بارد نحو مجلس عزاء الشهيد فهمي محمد قاسم في سناح لا لشيء سوى لإرواء نهمهم وإشباع رغباتهم التي جبلوا عليها في حب القتل وسفك الدماء والرقص على الأشلاء . هؤلاء القوم دمويون منذ الازل وتاريخهم الاجرامي يشهد عليهم ، فجرائم الابادة الجماعية التي ارتكبوها بحق الجنوبيين في حربهم الاحتلالية في العام 1994م ليست عنا ببعيد ... وإلا لما استهدفوا تجمعاً يغص بالأطفال والرجال العزل المسالمين الامنين بتلك الوحشية التي لم نجد لها مثيلاً في تاريخ الامم الانسانية السوية سوى عند الكيان الصهيوامريكي الغاصب ؟ّّ!!! . وحقيقة ان هذه المذبحة التي لم نفق بعد من هول فاجعتها ؛ إذ لم نكن نتصور ان تصل الجرأة بالمحتل اليمني الى ان يقصف بدباباته تجمعاً للأطفال والعزل بتلك الصورة الهمجية البربرية ، قد جعلتنا نستشعر بالمسئولية الجسيمة الملقاة على عاتق كل جنوبي وبدون استثناء ، والعمل جنباً الى جنب بعيداً عن الخلافات والمماحكات ، وذلك من اجل التحرير والاستقلال واستعادة دولتنا المغتصبة على كامل التراب الوطني ..!!!. نعم ان المصلحة الوطنية تحتم علينا التلاحم والاصطفاف في وجه العدو- الذي كشر عن انيابة وراح ينهش في الجسد الجنوبي في حضرموت وشبوة والضالع وعدن وسائر مدن الجنوب - حتى لا تذهب دماء الشهداء وانين الجرحى ادراج الرياح ويبقى الجنوب يرزح تحت وطأة لاحتلال الذي نراه يستغل خلافات القيادات لتحقيق مصالحه وأطماعه الاحتلالية ويبذل قصارى جهوده من اجل شق الصف الجنوبي .
والاهم من هذا وذاك ان نوجد ادوات نضالية اخرى وبدائل تضمن لنا حق الدفاع عن النفس التي كفلتها كافة الشرائع السماوية والأرضية لان السلمية البحتة لم تعد تجدي نفعاً مع هذا المحتل الهمجي الذي اثبتت الايام انه من طينة – اذا جاز لي التعبير – الصهاينة والتتار ....!! . اخيراً ستظل تلك المذبحة وصمة عار في جبين الاحتلال اليمني والأنظمة العربية والعالمية وكل من يتواطأ معها ....!!!.