تعد رابطة علماء اليمن من أهم الهيئات على مستوى اليمن , لكنها شهدة خلال الفترة الماضية تبايناً واضحاً بين رموزها ومواقف متباينة من الاوضاع التي تمر بها البلاد ، عدد من اعضاء الهيئة لاسيما الذين أعلنوا تاييدها للثورة الشعبية شاركوا في تأسيس حزب اتحاد الرشاد كأول حزب سلفي في اليمن لكنهم أعلنوا انسحابهم منه ولا يزال سيرهم وخوضهم للعمل السياسي والحزبي يسير ببطء وحذر. ولمعرفة موقف الهيئة من القضايا الوطنية كان لنا هذا ألقاء من أحد رموزها ,ونائب رئيس إدارة جمعية الحكمة اليمانية الخيرية ,بفرع عدن الشيخ / جمال ابوبكر السقاف فإلى التفاصيل. حاوره / الخضر عبدالله : س - بداية شيخ جمال البكري .. شهد الوطن العربي ثورات الربيع العربي ..أين يقف التيار السلفي من هذه التغيرات ؟ ج - في البدء أحب التنويه على أن رؤية أي تيار إسلامي ليس بالضرورة أن تكون هي رؤية الإسلام أو أن من خالفها فقد خالف الإسلام وعليه فهي رؤى مبنية على الاجتهاد وقابلة للنقاش والأخذوالرد والتيارالسلفي من ضمن التيارات الإسلامية الموجودة في الساحة والتي وقفت أمام هذه التغيرات مواقف مختلفة بحسب منطلقاتها لهذه الثورات ومدى تصوراتها للأحداث فمنهم من أيدهاوشارك فيها وآخرأبدى تخوفه فلم يوافقهاأويرفضهابإطلاق وثالث رفضهاوحذرمنها . س - كيف تقراوؤن المشهد اليمني بعد مرور عام ونيف على توقيع المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة الوفاق؟ هل تعتقدون أن اليمن عدت مرحلة الخطر؟ ج - لايخفى أن البلدان التي قامت فيها ثورات الربيع العربي تمربمراحل صعبة وحرجة للغاية ومنهابلادنا اليمن لكنه وبالرغم من ذلك في نظري هو(مخاض لابد منه)لتجاوز عقودمن الظلم والاستبدادوهدرالقدرات ونهب الثروات وتعطيل الطاقات ومامن تغييرإلاوله ضريبة وعلى قدرالضريبة يكون التغييرالمنشود وأنامتفائل بأن مستقبلناسيكون أفضل ومايجري الآن من محاولة الوقوف والحيلولة دون هذاالتغييرفيه دلالة على ذلك فصاحب النفس الطويل والصبرالجميل والحكمة العالية هومن ينتصرفي النهاية . س- هل أنتم راضون عن الحوار الوطني وما موقفكم منه ؟ ج - الحوارالوطني كماهومعلوم لايمثل مكونات الشعب حقيقة فقداستثنى اهم مكون وهم العلماء وهذا يدل على حجم الاملاءات المفروضة في تشكيله لكن هذالايعني أني ضده بل نحن مع كل مايحقق لبلادناالأمن والاستقرارولاشك أن الحوارمدخل لهذاالأمرعلى الرغم من القصورالواضح في تشكيله وأدائه وآليته . س- عندما انطلقت الثورة الشعبية لحطنا تبايناً واضحاً في موقف السلفيين من هذه الثورة بين مؤيد ومعارض ومحايد فما هو ما سر التباين؟ ج- أشرت في الإجابة على السؤال الأول إلى طرف من هذاالتباين واؤكدهناعلى أن كل متغيرأومستجديقع في الأمة يحدث مثل هذاالتباين خصوصاأن مصادرالمعلومات تختلف النظرة إليهامن حيث ثقتهاودقتهامن شخص لآخرالأمرالذي سيؤدي للاختلاف بين السلفيين كماهوعندالساسة أنفسهم ولايخفى حداثة عهدالسلفيين بالسياسة والخوض فيهاعلى هذاالنحو فتباينهم طبيعي بل وإيجابي في نظري. س- ألا تعتقدون أن هذا التباين قد يكون له أثر سلبي على مستقبل الحركة السلفية في المستقبل لاسيما بعد الانجازات التي حققتها الثورة؟ ج- لاأظن أن له أثرسلبي كبيرفالقواسم المشتركة الثابتة في التيارالسلفي كثيرة وواضحة لديهم ممايقلل الآثارالسلببة عند الاختلاف والاختلاف كماقدمت واردوطبيعي إلاأن الناس لم يتعودوا إلاعلى القول الواحدوالرأي الفردي ومن فوائدالتغييرتنوع الآراءوالأقوال وانفتاح السلفيين على العمل السياسي سيمنحمهم قوة في المستقبل إذاتعاملوامعه بحكمة وتؤدة ورفق وبصيرة لأنهم يحملون مقومات النهوض بالأمة وثقة الناس بهم كبيرة. س- شيخ جمال ..موقفكم من حزب اتحاد الرشاد هل كنت مع أو ضد، هل كان لكم موقف خاص بكم خارج عن جماعة الحكمة؟ ج- الساحة تتسع لأكثرمن حزب سلفي والرشاد خطى خطوة في هذاالطريق آمل أن يوفق ويسدد وعليناكسلفيين نصرته وعدم الاستعجال عليه والصبرعلى ماقديصدرمنه من مواقف اجتهادية لاتوافق آخرين إذهوحديث عهدبالاحزاب ولايستغرب من كل حديث عهدبأمر ما ان يقع في الخطأ المهم أن يتعلم ويستفيد وهذاالمقصودمن دخول السلفيين لمعترك السياسة الاستفادة وأخذالخبرة في إدارة الحكم وتوسيع دائرة تأثيرهم في المجتمع.. س- هناك شخصيات محسوبة على جمعية الحكمة دخلوا في الرشاد وخرجوا مبكرين وعادوا إلى عباءة الحكمة كيف تقرأ تصرفهم وتراجعهم؟ ج- اقرأه من وجهين:(1)سعة أفق القائمين على الجمعية وتحررهم واتساع صدورهم للاجتهادوالاختلاف.(2)إن الذين خرجوا ثم عادواهم علماءأفاضل اجتهدوا ورأ واأن يرفدواحزب الرشادبخبراتهم في هذاالمجال إذ أنهم ممن لهم مشاركة في الثورة وحضورفي الساحات وعودتهم نتاج سلوكيات وممارسات ادبية لاعلاقة لهابخلاف جوهري ولذاقديعودون إليه إذازالت هذه الاسباب وتعذرصدورتصريح اوتأخرحزب السلم والتنمية. س- شيخ اليوم الوطن يعيش مرحلة مفصلية هامة مهدد بالتشظي أين السلفيين من قضايا الوطن لماذا صوتكم لا يزال خافتاً؟ ما هو موقفكم من القضية الجنوبية هل أنتم مع خيار الفيدرالية أم لديكم رؤية أخرى لحل هذه القضية؟ ج- في الحقيقة لم نصمت ولكن لم نخدم إعلامياومايجري في بلادنالسنابمنأى عنه بل نحن قريبون ولكن في الصمت أحيانا(موقف)وبياناتنافي القضاياالتي مرت باليمن منشورة ومعروفة. ويؤسفني أن بلادناتحت الوصاية الدولية والاقليمية فلاقولي ولاقول غيري سيحدث فرقا في الوقت الحالي،ومع ذلك فنحن أمة إيجابية عاملة ومثمرة وسنتعامل مع أي وضع قادم تؤول إليه الأمورفيدرالية كما يتضح من معالم الوثيقة الموقع عليهامؤخرا أوغيرهاممايكون فيه حقنلدماءاليمنيين .أمارأئيي وأمنيتي فمع بقاءاليمن موحدامهماكان مرالأن الفرقة والأنفصال أشدمرارة(وكدرالجماعة خيرمن صفوالفرد )فكيف بكدره. ومع ذلك ومع هذافأنا كما تقدم مع كل مايحقن دماء اليمنيين .فلست مع القائل وحدة حتى الموت ولاالانفصال حتى الموت. س- بصفتكم احد كوادر جمعية خيرية كيف تنظرون إلى مستقبل العمل الخيري في ظل المتغيرات الراهنة؟ ج- قدمت ان نظرتي للتغيير إيجابية وتفائلية وعليه فالعمل الخيري جزء من هذه النظرة فمامن ولادة إلاويسبقها مخاض وما ثمة فرج إلا بعد شدة ومامن عسرإلاومعه يسر(إن مع العسريسرا) وبلادنا مصدرالفرج والتنفيس للأمة. قال صلى الله عليه وسلم:(وإني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن) أي التنفيس للأمة. س- شيخ جمال اليوم تشهد المناطق الجنوبية غليان .. كيف تقرأ المشهد الجنوبي من الهبة الشعبية ؟؟ ج- القضية الجنوبية طال الكلام فيها ونجمع على ان الجنوب تعرض للظلم والضيم ولكن الاختلاف حاصل في الحلول وقدرأينا ذلك فمن قائل بالأنفصال وآخربالفدرلية وثالث مع بقاء الوحدة ومعالجة أخطاء وممارسة النظام السابق الهالك. أما الهبة الشعبية فمن خلال أهدافها وأسباب انتفاضتها والقائمين عليهايتضح أنهاأسلوب من الأساليب العصرية في التغييرخصوصافي ظل الانفلات الأمني الذي لم تحرك الدولة حياله شيئاشريطة ضمان عدم اختراقها بما يخرجهاعن هدفها وهذامنوط بالقائمين عليهاومدى قدرتهم على ضبطها. وفي الاخيرأشكرلكم اتاحة الفرصة للقاء بالقراء من خلالكم وأسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه وأن يحقن دمائنا وأن يخذل الكائدين والمتربصين ببلادنا .