شهدت مدينة عدن إعتباراً من اليوم الجمعة حالة إختناق في حركة تموين السيارات بالوقود وذلك بعد توقف السيارات في طوابير أمام محطة واحدة في إطار المحافظة وهي محطة 26 سبتمبر التابعة لفرع شركة النفط اليمنية بعدن التي ماتزال تعمل مع توقف العمل في بقية محطات الوقود التابعة للشركة . وكان قد بدأ نفاذ كمية الوقود من محطات القطاع الخاص في المحافظة نتيجة توقف عملية تموينها مع محطات الشركة من قبل منشأة البريقة التابعة لفرع شركة النفط بعدن والتي شهدت هي الأخرى منذ يوم الثلاثاء الماضي إضراباً شاملاً كان قد دعا لتنفيذه مجلس تنسيق اللجان النقابية بشركة النفط اليمنية بعد تجاهل الجهات المعنية لمطالب العاملين ومحاولة قيادة الشركة التنصل عن تنفيذ بنود إتفاق سابق كانت قد وقعته مع مجلس تنسيق اللجان النقابية . في سياق ذلك أصدر مجلس تنسيق اللجان النقابية بشركة النفط اليمنية يوم أمس الخميس بياناً تحصل "عدن الغد" على نسخة منه حمل من خلاله الجهات المعنية والمسئولة في الشركة ووزارة النفط المسئولية الكاملة عن تصعيد العمال وموظفي الشركة في مختلف الفروع التابعة لها إضرابهم ليشمل إعتباراً من صباح اليوم ( السبت ) الموافق 17 / مارس / 2012م تموين الطائرات في كافة مطارات الجمهورية . وتضمن البيان الذي تلقى ( عدن الغد ) نسخة منه تقدير مجلس التنسيق العالي لمواقف العمال وصمودهم في كافة الوحدات في عموم فروع الشركة بمختلف محافظات الجمهورية والذي تجلى أكثر بحسب البيان من خلال تلاحمهم مع زملائهم المتعاقدين في سبيل تحقيق مطالبهم الحقوقية العادلة .
وأشار البيان أيضاً إلى أن الشركة قد قامت خلال الفترات السابقة بتوظيف العديد من العمال المتعاقدين مع تجاهلها للعمال المتعاقدين لديها منذ سنوات والذين يعتبرون وفق القانون اليمني بحكم العمال الفعليين مع تمتعهم بنفس الحقوق والواجبات المترتبة للموظفين الأساسيين وهو ما تم الاتفاق عليه في المحضر الموقع بين مجلس التنسق والقيادة العليا للشركة ممثلة بالمدير العام التنفيذي . وأضاف البيان : " وعليه فإننا سوف نضطر لتصعيد الإضراب والتوقف بشكل عام عن العمل بما في ذلك المطارات وذلك إعتباراً من تاريخ 17/ مارس / 2012م وحتى يتم تحقيق مطالب العمال وتتبيث المتعاقدين " . من جانبه أكد نائب رئيس مجلس تنسيق اللجان النقابية عبد الله قائد مسعد في تصريح ل ( عدن الغد ) بأن البيان الصادر عن مجلس التنسيق ما هو إلا البداية لفترة الإضراب الحقيقي الذي سينتقل في حالة عدم استجابة الجهات المعنية وتلبيتها لمطالب العاملين بالشركة ليشمل المطارات والجمارك والموانئ والكهرباء وعدد من الجهات الأخرى وهو ما سيؤدي بالتالي لشل الحياة بشكل عام خصوصاً بعد أن فقدت قيادات الشركة السيطرة على الموقف بتكاثف العمال مع نقابتهم ، منوهاً بأن قضايا ومطالب العاملين غير قابلة للنقاش أو التأجيل ويجب على الجهات المعنية العمل على تلبيتها في أسرع وقت ممكن . يذكر بأن عمال وموظفي الشركة بفروعها في مختلف محافظات الجمهورية كانوا قد بدأوا إضرابهم الشامل عن العمل إعتباراً من يوم الثلاثاء الماضي الموافق 13 / مارس باستثناء تنظيم نوبات لتوفير الحد الأدنى من الخدمات المرتبطة بالاحتياجات الضرورية في المشافي والكهرباء والمياة حسب ما جاء في بيانات سابقة . ويأتي هذا الإضراب حسب توضيح الأخ أمين العام اللجنة النقابية بشركة النفط في محافظة عدن ياسر عبده صالح للمطالبة بمعالجة الكثير من القضايا التي تهم العاملين في الشركة والتي سبق لها أن طرحت على القيادة العليا للشركة عدة مرات ومن أهمها مطالب العاملين في الشركة بإيجاد هيكل أجور عادل ومناسب وتتبيث العمال المتعاقدين والذين تجاوز تعاقد العديد منهم عشر سنوات وإعادة تنظيم اللائحة الداخلية للشركة وإيقاف التوظيف العشوائي والتعيينات والترقيات المنافية للقانون , فضلاً عن معرفة أسباب وضع الكفاءات في البيوت ليحل محلها أشخاص غير جديرين أو ذوي كفاءة كافية لشغل وظائفهم , إضافة إلى قضايا الشركة وأصولها المهدورة وتحصيل مديونيتها الطائلة لدى الغير ومعرفة المتسببين فيها ومحاسبتهم