بعد معاناة ما يقرب من العام , عاد بالأمس أصحاب سوق الحلويات بمدينة الشحر لافتتاح مجمعهم الذي اشتهر باسم ( ماركيت الحلوى ) لبيع مختلف أصناف الحلويات اللذيذة التي تصنع محلياً ولها شهرة ورواج داخلياً وخارجياً .ان هذا الماركيت ليس مجرد مجمعاً يضم بائعي الحلويات فيه وانما صرحاً ومعلماً تاريخياً لطالما تميزت وافتخرت به المدينة ويعود بناؤه الى حقبة الخمسينات من القرن العشرين وقد حافظ على طابعة المعماري من تلك الفترة الى ان هدمته ايادي الحقد والكراهية وناكري الجميل . هذا السوق وللأسف قد تعرض للحرق المتعمد في تاريخ 24 / 2 / 2013م على يد مجموعة من أبناء المناطق الشمالية انتقاماً من العصيانات المدنية التي كان يدعو إليها آنذاك الحراك الجنوبي السلمي , مستغلين خلو السوق من الزوار والباعة واغلاق المحلات التجارية . ألا ان نشطاء الحراك استطاعوا كشف الجناة منهم وفضحهم حيث قاموا بإشعار ادارة الامن بالمدينة عنهم إلا أنها لم تحرك ساكناً .
أثناء الإحراق المتعمد للسوق وبينما هرعت إحدى السيارات الصغيرة المخصصة لبيع الماء بإخماد قام عدد من العابثين المتمركزين بوسط السوق , بفتح نيران بنادقهم الرشاشة عليها وكادوا ان يصيبوا سائقها .في حين اصابت الطلقات إطارات السيارة واجزاء من بدنها , في فعلة نكراء ماكان يتوقعها اهالي المدينة .
عاماً كاملاً مر على هؤلاء الباعة المساكين وهم يفترشون الارصفة على مضض يستنشقون ادخنة السيارات ويعانون من وهج الشمس واتربة الغبار , لقد كانوا صابرين علّ وعسى ان تسارع السلطة المحلية وتفي بوعود كانت قد قطعتها على نفسها بسرعة اصلاح الاضرار وتعويضهم التعويض العادل لخسائرهم تلك , ولكن الامد طال عليهم بعد ان تنكرت لهم هذه السلطة وتنكر ايضا المقاول الذي كلف بعمل كل الاصلاحات لتستمر معاناتهم سنة كاملة , ولولا تضامنهم وتعاونهم مع بعضهم البعض لطال الامد عليهم وتجاوز العام .
لقد ساهم الباعة في تحمل اعباء طلاء الجدران وتوفير اسلاك الكهرباء والماء وتوفير طاولات كبيرة لتستودع منتوجاتهم متسائلين في الوقت نفسه عن تلك المبالغ التي رصدت لإعادة اعمار الماركيت والتي قدرت بثلاثة ملايين وخمسمائة الف ريال , في أي شئ صرفت ؟ ومن استفاد منها ؟ .
هاهم اليوم وبعد المعاناة تتهلل وجوههم فرحاً واستبشاراً وهاهي اصناف حلوياتهم المتعددة تعاود ظهورها وسط حلة جديدة , جاذبة للأنظار , فهنا تجد تلك الاصناف المشهورة من الحلويات فتجد ( المتيّم , والمجلجل , والمشبّك , والحلوى السودة والحمراء والبيضاء , تجد الكيك والكعك , تجد البر والأوبل والبرمقلي وغيرها من الاصناف التقليدية اللذيذة الشهيرة التي تميزت في صناعتها مدينة الشحر .