نقول للمبتهجين والمغتبطين والفكهين بإختتام مايسمى بمؤتمر الحوار اليمني تريثوا قليلاً لاتسرفوا كثيراً في فرحكم ولاتغرنَّكُم آلاف البالونات ومفرقعات الزينة التي غطَّت سماء صنعاء ، وزيف بن عمر والزياتي وبن علي وو.. ، فكل هذه الأمور مجتمعة لاتكمن فيها دلالات النجاح التي تنشدونها وإنما في ماهو ممكن ومتاح على الواقع الذي تعرفون مركبَّاته وتعقيداته والقوى التي تستحكم في الإمساك بتلابيبه والتي جعلت من هذا الحوار مسرحية ليس إلا لتنفيذ أجندة تخدم مصالحها وبما يبرر لها خوض صولة جديدة من العنف الذي سيطول أبناء الجنوب والشمال على السواء . كما لن ينجو منه الكثير من المصفقين والمطبلين والبلهاء الطافحة مشاعرهم بحسن النيّة العمياء تجاه من أثبتت التجربة سؤ نيتهم تجاه هذا الشعب وعدم مبالاتهم بأرواح أبنائه وإلى مستوى الإستعداد للتضحية بجميع الناس ليبقوا هم المستعلون في هذه الأرض والمهيمنون على كل شيء . لست أحمل لكم شؤماً ، ولكن حقائق الواقع تفرض علينا أن نطالعكم بالصراحة ، فلطالما أصحاب النفوذ المتعجرفين الذين أشبعونا ظلماً وقتلاً هم المتسيدين على تمثيلية الحوار فبماذا تستبشرون ؟! .
أليس الأجدر أن نحترس من مكائدهم الجديدة الأكثر خبثاً ونوفر الفرح للوقت الذي فيه يغيب الطغاة من على هذه الأرض المثقلة بمظالمهم التي لاحصر لها ؟! . وعلينا كجنوبيين أن نعي جيدا ان يوم فرحنا هو يوم انتزاع استقلالنا من هؤلاء المحتلين الذين ينصبون لنا الكمين تلو الكمين من خلال أخواننا القلَّة الذين يستدرجونهم للمشاركة في حواراتهم ومغالطاتهم ومؤامراتهم بالأصح ، ليضفوا عليها هالة من التضليل أمام الرأي العام الخارجي والداخلي من أن الجنوبيون يشاركون في حواراتهم ، مع أن هؤلاء المهرولون نحوهم من أبناء جنوبنا لايمثلون إلا أنفسهم وهم في الواقع أسرى لمصالحهم أو يتبعون أحزاب لم يعد لها أي شعبية في الجنوب بعد أن جافت بمواقفها أحلام الغالبية العظمى من أبناء الجنوب الطامحين وبكل إصرار لإستعادة دولتهم المستقلة .
لذا نقول أنه إذا كان لفرح أقطاب الإحتلال مايبرره طالما سنحت لهم فرصة تمرير مغالطتهم التي نثق جيداً بإنكشاف فضائحها قريباً وسقوطها في الحضيض، فأننا ننصح أخواننا الجنوبيين الذين وقعوا في فخ الإحتلال وهم يعلمون حجمهم تماماً في الشارع الجنوبي أن لايبالغوا في هذا الفرح الزائف وأن لايتحدثوا بالإنابة عن شعب لم يفوضهم بل ولايعترف بهم كممثلين له بالمطلق .
فيكفي منهم ما ألحقوا من أذى بقضية شعبهم ولا داعي لأي تفلسف يمدح هذا المؤتمر – المؤامرة ، وليصطبروا قليلاً ليروا سوء مترتبات مشاركتهم العمياء ضد شعبهم وضد أنفسهم بالدرجة الأولى التي هانت عليهم أمام إغراء ات مخزية جداً !! .