اعتقد ان حرية الشعوب ترتكز في الاساس على حرية الاعلام فهو مربط الفرس والامتحان الاصعب امام القيادات المتعاقبة !. واعتقد انه مقدر ومكتوب على المواطن الجنوبي العيش اسير الحلقات بين الضيق والانفراج فما يلبث ان ينال حق من حقوقه إلا فقد حقوق اخرى ...!
اخي الكريم ان المتابع للأحداث والمستجدات على الساحة اليمنية عموما يلاحظ ان وسائل اعلام صنعاء استفادت من اخطاء الماضي وشرعت بأجراء اصلاحات شاملة فتحت على ضوئها الابواب امام النخب الشمالية والجنوبية بكافة مشاربها واطيافها وافسحت المجال امامها لتدلي دلوها بكل حرية وفي المقابل اغلقت وسائل اعلام الجنوب ابوابها امام اطياف النخب الجنوبية المختلفة ولم تفتح إلا نافذة واحدة سبيشل ...!
واتوقع ان يتخلص الاشقاء في صنعاء من جدري الفكر الشمولي ويتم استبداله بفكر عصري منفتح حديث .
واحتمال كبير تظل وسائل اعلام الجنوب قابعة في احضان الفكر الشمولي حقب زمنية طويلة وتتحول الى مجرد رسالة مفخخة تذيقنا الويلات من حين الى آخر (فالمكاشفة ممنوعة والرأي والرأي الآخر ممنوع) اعلام جهوي شعارة ان لم تكن معي فانت ضدي ..!
في اشارة واضحة الى ( اعادة انتاج سيناريو ماقبل 90 م قص الالسن و ؟؟؟ واعادة انتاج الصراعات الفكرية والثقافية القديمة في الجنوب .؟
وارى ان التصالح والتسامح الجنوبي لايزال مجرد مناسبة سنوية ولم تنعكس ادبياته بالايجاب على سلوك وفكر قادة الجنوب بعد معرض للاندثار والزوال في اية لحظة ..
( ( ومما تقدم يطرح السؤال التالي تلقائيا نفسة هل وسائل الاعلام جهوية وهل انشئت لخدمة رؤية او فكر جهوي محدد تستمد ادبياتها المهنية منة وتموت وتحيا معه ؟
اعتقد ان جميع الرؤى والافكار مستمدة من الشعب ولكن هذا الامتداد الشعبي لا يشرعن لها ولا يعطيها الحق في احتكار وسائل الاعلام ؟
ولكن هنالك استخفاف وتجاهل صريح لقيم ومبادئ الرسالة الاعلامية الحرة وتجاهل للدستور الاعلامي المستقل و هذا لا يبشر بقيام الدولة المدنية الحضارية التي ننشدها في الجنوب فالأعلام هو عالم الفضاء الفسيح المنعكسة ادبياته النبيلة على الارض ولابد ان تتقبل ارضة وسماه كل الاطياف وتستوعب الجميع دون استثناء ولا يجوز احتكار ذلك الفضاء الجميل الواسع لرؤية فردية ..
للأسف الشديد ان تلك القيود التي كبلت الاعلام الجنوبي في مهدة جعلت المواطن في الجنوب يتوجس خائف من شكل وماهية الدولة القادمة ..؟ (وتفاقمت شكوكة عقب اكتشافه ان وسائل اعلامها ليست حرة بل مجرد اعلام جهوي يخدم طرف ضد طرف آخر مجرد رسائل مفخخة تطير في الجو ليس لها امان وتوشك ان تفتح على الجنوب ابواب جهنم المغلقة ) !
واتوقع ان يفقد المواطن الجنوبي الثقة في تلك القيادات القابعة خلف تلك الوسائل الاعلامية ولابد ما يساوره الشك في نواياها المستقبلية ..! فلا نستبعد عودة النظام الشمولي عقب ما ظهرت اولى علاماته وأعراضه ومؤشراته على وسائل الاعلام ((انتاج احتقانات فكرية مبكرة اشبه باحتقانات الماضي ))
هذا لم ياتي من فراغ فبعض الاطراف او الزعامات استغلت عواطف ومعاناة شعب الجنوب واستخدمت الميدان للترويج لفكرها المنسجم مع معاناة الشعب بهدف الظفر بالزعامة المطلقة وفي المقابل مارست سياسة اقصاء وتهميش اعلامي ضد الآخر مستخدمة الشعب في الميدان كمظلة شرعية تتمترس خلفها وفتحت المجال للمواطن العادي يطبل ويرقص ويدندن ويردد الاغاني والاهازيج الثورية ولكن في اطار رؤيتها الجهوية الكلاسيكية النرجسية القديمة واذا ما خرج عن اطارها الجهوي يعتبر ( خائن ) ...!
لقد سلبت الحرية الاعلامية من تحت اقدام نخب الجنوب بطريقة غير مباشرة اشبة بمقايضة غير معلنة .
تحرير الارض مقابل مصادرة الافكار والحريات ..؟
والمؤسف ان الاعلام خلع جلباب الاعلام ولبس جلباب الحاكم والعكس صحيح .!
واتوقع حظر بعض العبارات والمصطلحات ومنعها من التداول في الجنوب وتحريم نطقها على اللسان مستقبلآ فمن يذكر اسم اليمن سوف يقطع لسانة ؟ ومن يستورد العنب يعتبر خائن وسوف يقطع راسة ؟ ومن يذكر اسم صنعاء عميل مندس سوف يقطع راسة ومن يعثر في منزلة على اسطوانة غاز شمالية سوف يتم حرق بيتة .. هذة احدى الثقافات القادمة الناتجة عن ذاك الاعلام الجهوي .
اعلام مجرور وعلامة جرة الفخامة والسعادة . ؟ وسيظل جهوي حتى يبرهن ويثبت العكس فالجميع موجودين بافكارهم ورؤاهم وتاريخهم الجنوبي العظيم ولايستطيع كان من كان انكارهم او استبعادهم امثال: علي ناصر محمد او محمد علي احمد او علي سالم البيض اوحيدر العطاس اوعبدالله الاصنج اوعبدالرحمن الجفري اوحسن باعوم اوناصر النوبة اوعلي السعدي اوصالح عبيد احمد اوالشنفرة اوقاسم عسكر والدكتور ناصر الخبجي اومحمد صالح طماح اوشلال علي شائع او الاستاذ محمد علي السقاف او الدكتور عيدروس النقيب وغيرهم من نخب وقادة الجنوب ..!
ختامآ اعتقد ان قادة الجنوب في الداخل والخارج مطالبين برفع ايديهم عن وسائل الاعلام المختلفة والعمل على تحرير العقول والافكار وبناء جسور من المحبة والثقة المتبادلة قبل تحرير الارض وتمهيد الطريق لبناء دولة مدنية حديثة على ارض الجنوب اساسها العدل والتعددية واعلام حر نزية مستقل غير مرتبط بأي رؤية جهوية حتى لو كانت صحيحة 100./' ..
اتمنى ان لايسأ الضن في هكذا طرح فنحن لانسيئ لاحد ولانكن إلا كل احترام وتقدير لقياداتنا الجنوبية التاريخية وكان هذا من باب النصيحة وتبيان الحقيقة فادبياتنا واخلاقنا تلزم علينا احترام كافة الافكار والرؤى وطرحها على مسمع ومراى الشعب كما هي ونترك المجال مفتوح امامة وهو وحدة من يقرر ويختار وليكن شعارنا اختلاف الرأي لايفسد للود قضية .