قدّم الدكتور عبدالرحمن الوالي الناشط السياسي والقيادي في الحركة الوطنية الجنوبية رئيس البرلمان الجنوبي رؤية إلى أعضاء البرلمان بشأن القضية الجنوبية وحق استقلال الجنوب كمقترح يساعد في أي عمل إعلامي في الداخل والخارج من أجل شرح القضية , داعياً الجميع إلى المشاركة في إبداء الملاحظات التي من شأنها تطوير هذه الرؤية . وقال في مقدمة الرؤية : إن الوحدة هي بكل تأكيد مستقبل أمتنا الإسلامية والعربية وبدونها سيتأخر كثيراً بناء أمة قوية ومستقرة ومزدهرة ولهذا فإن الوحدة الإسلامية والعربية فقط هي أمل هذه الامة ، ولكننا سنصيب هذه الفكرة النبيلة في مقتل إذا تعمدنا أن نخلط بين الوحدة والاحتلال وذلك لأن الاحتلال هو الوجه المعاكس للوحدة ، ولقد شاهدنا وعشنا كم هو مؤلم ومضر لأمتنا الإسلامية والعربية احتلال العراق للكويت وحالياً احتلال الشمال للجنوب ,, ولهذا نرى أهمية شرح حقيقة القضية الجنوبية من هذا المفهوم . واستعرض نقاطاً عديدة بشكل موجز توضح عملية سير مشروع الوحدة بين دولة الشمال (الجمهورية العربية اليمنية) ودولة الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) منذ مايو عام 1990 م وما تلاها من أحداث وتطورات حتى اشعال الحرب عام 1994 م من قبل الرئيس الشمالي حينها ضد الجنوب ليقضي على وثيقة العهد والاتفاق الموقعة في الأردن وإلغاء آلية الفترة الانتقالية وما تبعها من تداعيات وفتاوى الحرب والتكفير والغزو للجنوب وفرض قوانين تستبيح الجنوب أرضاً وإنساناً . كما استعرض أشكال المقاومة الجنوبية للاحتلال منذ مابعد الحرب مباشرة وغيرها من تداعيات للأوضاع وصولاً إلى بداية الثورة الجنوبية السلمية الشاملة في 7 يوليو 2007 م بقيادة حركة المتقاعدين العسكريين وهي ثورة كل الشعب الجنوبي والمستمرة حتى الآن .
وقال : من هذه الأمور نتوصل إلى مفهوم واضح وبسيط ان الشماليين ليس لهم إلاّ هدفاً واحداً وواضحاً وهو بقاء الجنوب تحت الاحتلال باستخدام القوة ثم القوة , وأنهم مهما كانت خلافاتهم حول السلطة والنفوذ والمصالح في الشمال إلاّ انهم بكل اطيافهم تقريباً متفقون حول هذا الهدف ضد شعب الجنوب .
وأكد الوالي أن الخيارين الوحيدين اللذين بقيا في العلاقة بين الشمال والجنوب هما – مع الأسف – فقط : أولاً / فرض حلول مرفوضة من قبل شعب الجنوب مما سيؤدي إلى حروب مستمرة وطاحنه بين الجنوب والشمال ومما سيسمح في مرحلة من المراحل أن تدخل فيها أطراف خارجية كثيرة فتكون النتيجة المنطقية كما نشاهدها حولنا في المنطقة هي دمار كبير لكل مقدرات الجنوب والشمال وسيكون الثمن أغلى بكثير من أي حسابات آنية تفرضها مصالح آنية .
ثانياً / أن تعود الأمور إلى حل الدولتين ( دولة جنوبية ودولة شمالية ) وهو الحل الأكثر منطقية والأقل سوءاً والأقل كلفة اقتصادياً وإنسانياً لإنقاذ ما يمكن انقاذه للشمال والجنوب . واختتم الدكتورالوالي رؤيته بالقول لقد رضع شعب الجنوب حب الوحدة في كل مراحل تطوره وهي الهدف الذي ضحى من أجله سنوات طويلة جداً ولم يشترط أي شروط في عام 90 م عند إعلان مشروع الوحدة (ويعتبر البعض حالياً أن ذلك كان خطأ ) ولكن حب شعب الجنوب للوحدة كان فوق كل وصف .
وما يحصل حالياً هو ليس كراهية للوحدة أو تنازلاً عنها ولكن الأمر أن الجنوب وقع مع من لا يحترمها ولا يقدرها وخربها وقتلها .
ولم يبق مع الأسف أمامه بعد20 عاماً من الاحتلال الشمالي إلاّ خياران كلاهما سيئان – من وجهة نظرنا – ولكن لا مفر من العمل على اختيار الخيار الأقل سوءاَ برغم أي شيء فالعواطف بحب الوحدة جربناها في عام 90 م واتضح أن العواطف في أمر كهذا تقود إلى كوارث وأن أصحاب نظرية ( نعطيها فرصة ) هم بكل تأكيد يعرفون أكثر منا أن هذه الفرصة غير موجودة اطلاقاً إلاّ أن تصبح قريباً .
بمعنى (نعطيهم فرصة يخربوها أكثر) بحسب المثل القائل (ماذا أصبرك على المر قال اللي أمر منه) فلم يعد هناك إلاّ حل واحد فقط للجنوب هو الاستقلال . * من فضل حبيشي