جاءت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية عام 2011م من قبل مجلس التعاون الخليجي والدول الراعية الأخرى وذلك لتحل الأزمة السياسية التي حدثت بين رئاسة الحكم في صنعاء والمتمثل في المؤتمر الشعبي العام، والمعارضة المتمثلة في أحزاب اللقاء المشترك الذي ساند الثورة الشبابية ضد نظام الحكم حيث استطاع مع بعض من أمراء الحرب الذين انشقوا عن المؤتمر الشعبي العام وزعماء قبائل آل الأحمر على احتواء الثورة الشبابية وإفراغها من مضامينها الأساسية وذلك بهدف الاستحواذ على النصيب الأكبر من الحقائب الوزارية والمناصب القيادية العسكرية الأخرى . هذه القوى التقليدية والمعارضة المعروفة هي لوحدها من وقعت على هذه المبادرة وهي كذلك لوحدها الملزمة بتنفيذها حيث لم يكن للقضية الجنوبية أي إشارة بهذه المبادرة كما لم تكن طرفا فيها ولم يوقع عليها وبالتالي لم تكن ملزما قانونا ولا معني بتنفيذها على اعتبار من كونها جاءت لتحل الأزمة في نظام الحكم وليس لحل القضية الجنوبية التي تعد القضية المركزية والمحورية في البلاد ، ولذلك جاء مؤتمر الحوار الوطني بين الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية والتي كانت بدايته في 18 مارس 2013م حيث عبر فيه شعب الجنوب بمليونية مشهودة حملت عنوان ( القرار قرارنا ) عبر عن رفضه لمزعوم حوار صنعا ، وطالب بحوار ندي بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، والجمهورية العربية اليمنية ، وعلى أن يكون هذا الحوار في بلد محايد وعلى قاعدة التحرير و الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية المحتلة .
وبدلا من المدة المحدودة لهذا الحوار بسته أشهر فقد استغرق عشرة أشهر نتيجة الفشل الذريع الذي خرج به هذا الحوار فقد اتفقت بالأخير وبواسطة الضغط الخارجي على أنها الحوار بأي صيغة تكون مقبولة لدى إطراف الأزمة ، حيث انتهى المؤتمر بنفس التقاسم والتوافق الذي جرى بين أطراف الصراع عند توقيعهم على مزعوم المبادرة الخليجية وعلى عدد من المخرجات ، وهذه المخرجات والتي نحن بصدد تحديد مخاطرها على ثورة شعبنا الجنوبي وقضيته العادلة والشرعية ، والذي يتوجب منا الإعداد لا فشال أي توجه لنظام الاحتلال اليمني والذي يسعى لتنفيذ ما يسمى بمخرجات الحوار على الأرض الجنوبية .
أن جميعنا يدرك حق الإدراك أن النظام في صنعا اليوم هو نفسه مع الأطراف التي تحالفت وتأمرات على الجنوب وشعبة من خلال شن حرب عدوانية صيف 1994م ، وها هوا اليوم يحاول العمل على تنفيذ هذه المخرجات بهدف ألانها و القضاء على الثورة الجنوبية والتي حققت عدد كبير من الأهداف والتي قامت من اجلها ، فالثورة الجنوبية بكل مكوناتها الثورية هي المسيطر على الأرض الجنوبية ولم يبقى من نظام الاحتلال سواء المعسكرات و القواعد العسكرية المنتشرة على طول وعرض الأرض الجنوبية التي تؤمن لعلميات مواصلة نهب الثروات الجنوبية .
فمن المؤكد بان نظام الاحتلال سيقوم بأول خطواته التآمرية بتقسيم الوطن الجنوبي إلى أقاليم كإقليم شرقي وإقليم غربي ومحميات شرقية وغربية ، بالإضافة تشكيل لجان لتقييم ما يسمى بالسجل الانتخابي وكذا الاستفتاء على الدستور والتحضير للانتخابات النيابية حسب ما يزعم ، وأمام كل هذا نجدها فرصة لندعو مناضلين شعب الجنوب وكل أحرار الجنوب الغيورين على أرضه وعرضه وثرواته وتاريخه وهويته العمل على وحدة الصف الجنوبي أولا وثانيا وكذا العمل وضع الخطط والبرامج الكفيلة بإفشال مخططات نظام الاحتلال والمتمثلة بمخرجات ما يسمى حوار صنعا لما لهذه المخططات التآمرية الخبيثة من انعكاسات غاية في الخطورة على الجنوب أرضا وشعبا هوية وتاريخ .