الدولة ومؤسساتها يعبث بها رموز الجريمة ومصاصي الثروة وجنرالات الدم ، وأرض الدولة مستباحة للمحتل الامريكي وسكان الدولة مباحة دمائهم لقصف الطائرات بدون الطيار ، وجيش الدولة قبل أن يحمي الشعب والأرض يبحث عن من يحميه ويستنقذه من عبث القوى التقليدية الشيطانية ، وأهم مؤسسات الدولة الأمنية وأشدها تحصيناً أضحت ساحة لتصفية الحسابات وتنفيذ الغزوات والفتوحات من قبل فرق الاجرام التكفيرية ، ووسيلة يستخدمها النافذين لتمرير الجريمة وحماية المجرمين ، وليس الحفاظ على الدولة وحماية مواطنيها وسيادة أراضيها ،، والأخطر من هذا كله هو تواجد وتغلغل الامريكان في البلد ،وهم أعداء الشعوب ، ومهندسي مشاريع الفساد والجريمة ، فبوجودهم لن يبقى أي جريمة تخطر ببال أحد إلا وتحصل ، فلا حواجز للمستحيلات والمنوعات في حضرة الشيطان الأكبر. وبالتالي لا عزاء أبداً على دولة مختطفة ، تتعرض للعبث والنهب والتشظي ، وتعاني من كافة أشكال الانتهاك .. وفي وضع كهذا يواصل الكثير من أبناء الشعب اليمني المسحوق مسيرة الأنين والتوجع والاحتضار ، ليخلق مزيد من التشجيع للطغاة والمجرمين فتزداد حدة الفساد والجريمة ، وتتوسع دائرة تبعات وآثار هذا السكوت والتعامي عن حقيقة ما يحصل ، والتسويف والتخاذل عن الأخذ بأسباب الحلول المتاحة والمؤثرة .
إذاً لا يوجد أمام الشعب أي طريق للخروج من هذا النفق المظلم سوى الإلتفاف حول الثورة والقوى النزيهة والحرة وتشكيل السند والحاضن لها لتستكمل مسيرة تطهير الوطن من بقايا العملاء والمجرمين ، وإفشال كل المشاريع التدميرية الخطيرة ، وحضر شتى أشكال التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي ، واستعادة الدولة من بين براثن القوى الخبيثة ، وتوثيق عراها ، وبناء هيبتها التي فقدتها على مدى عقود من الزمن ، ومن جهة أخرى يجب عدم الانخداع مرة أخرى من قبل الشخصيات والقوى التي قد تخلفها القوى التقليدية الشريرة وراءها مهما حملت من عناوين ومسميات حداثية، لمجاولة الظهور بثوب أبيض امام الأحرار من الشعب اليمني ، في حين أنها شريكة لمنظومة الحكم ، مهما أظهرت من التبرم والاحتجاج حيال المنظومة التقليدية الحاكمة .