تزورنا ذكراك يا سيد الذكرى، لتؤرقنا في حضرة غيابك وتنكأ في أعماقنا جرحاً لا يفارقنا، ونضع الملح لنوقظ الجرح في طريق العابرين إليك، وينضح الدم من مسقط الرصاصة فيك، حتى يبقى حياً هذا الجرح، حتى يطلع الصبح في يوم الفرح والشهادة. في الذكرى الرابعة لا ستشادك ايها البطل المغوار فارس زيد طماح في حضرة ذكراك التي لا تشبه إلا نفسها في حادثة شنيعة بعد ان تم اغتيالك في سجون الاحتلال اليمني في المعلا ، في جريمة لم يرتكبها اي نظام في العالم وبدون اي ذنب لأنك كنت مثل غيرك من ابناء الجنوب تطالب بتحرير واستقلال الجنوب، لنعيش مثل شعوب العالم نعيش با من وامان وبحياة سعيدة ومستقرة بعيدا عن ارهاب واذلال الاحتلال الذي دمر وطننا ونهب ارضنا وشرد كوادرنا في انحاء المعمورة كان الأول من فبراير على موعد ليحضنك ساعة ازدهارك بالرصاصة الغادرة.
مصابك فينا يا ابن طماح لا يعزيه دمع ولا رثاء، ولا يواسيه شوق ولا دماء فأنت وجعنا الأبدي المسكون في الذاكرة، خُلقت لنا جرحاً، وخُلقنا لك ملحاً، وهذا الجرح المُملّح ينتفض لك.
من ثناياه صوت الحالمين عذراً يا سيد الشهداء ويا شهيد الجنوب، لأني لا أُحسن الرثاء إلا فيك ولا أمدحك، لأني أخجل ألا أوفّيك، فقد حزنت يافع وردفان والجنوب كافة لاستشهادك ايها البطل ، صديقي فارس اننا نعاهدك عهدا الرجال الاوفياء باننا على دربك سائرون ومستعدين لتقديم ارواحنا في سبيل تحرير وطننا الغالي