كرمت مصر أحد رواد فن الخزف وتكنولوجيا التشكيل على الزجاج الفنان الشهير زكريا الخناني، من خلال افتتاح متحف الخناني لفن النحت والزجاج والعجائن المصرية بعد تطويره وتحديثه وتزويده بوحدات إضاءة حديثة، بمنطقة الحرانية على طريق أهرام سقارة الأثرية بمحافظة الجيزة. يتكون المتحف من ثلاث قاعات عرض منها قاعتان قام بإنشائهما الفنان الراحل زكريا الخناني وزوجته الدكتورة عايدة عبد الكريم مع المباني الأساسية للمتحف، أما القاعة الثالثة فهي قاعة مستحدثة وتشتمل على قاعة للعروض الفنية التشكيلية المتغيرة والندوات بالإضافة لتجديد ورشة العمل الفني وتجهيزها للمشاركة من خلال طلاب الكليات الفنية وأطفال المدارس تحت إشراف فنانين متخصصين في هذا النوع من الفنون. كما جرى تجهيز مبنى للإدارة ومكتب وتركيب أجهزة أمنية للموقع من كاميرات وأجهزة إنذار ضد الحريق والسرقة. ويحتوي المتحف على غرفة خاصة بالأفران لتجهيز الأعمال الفنية الخاصة بالمتحف، وصوبا «سكن خاص» لزوجته الدكتورة عايدة عبد الكريم، وغاليري. ويبلغ عدد الأعمال الفنية النحتية من خزف وزجاج وحلي أكثر من 1000 عمل فني يضمها المتحف، وفق مانشر في الشرق الاوسط. وقامت الفنانة عايدة عبد الكريم بإهداء مكتبة الخناني الخاصة للمتحف التي تضم 450 كتابا ومرجعا في كافة المجالات وبجميع اللغات بالإضافة لمجموعة من الأبحاث العلمية والدوريات الفنية. ولد الخناني في 3 سبتمبر (أيلول) عام 1920، وتوفي في 25 مايو (أيار) عام 2000، وتخرج في كلية الهندسة جامعة القاهرة في عام 1942، وواصل دراساته التكميلية العليا في فن تشكيل الزجاج، بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، والجامعة الأميركية بالقاهرة، وعمل ضابطا بالقوات المسلحة، حتى ترك الخدمة وهو في رتبة لواء. أسس الخناني متحفه الخاص بالحرانية في عام 1965 ليحتفظ فيه بأعمال نموذجية تمثل جميع مراحل حياته الفنية ويعتبر المتحف مرجعا علميا تشكيليا تكنولوجيا على مستوى النظرية والتطبيق. كما قام الخناني في ورشته بتعليم مجموعة من مختارة من الشباب فنون التشكيل على الزجاج كمعلم للتراث الأصيل. وأيضا قام برصد مكافأة مالية خاصة مساهمة منه شخصيا في تشجيع الشباب على هذا النوع من الفن في مسابقة سنوية للطلائع ضمن نشاط جمعية محبي الفنون الجميلة بالقاهرة. أقام الخناني عددا من المعارض الفردية واشترك في عدد آخر من المعارض الجماعية في مصر والوطن العربي وأوروبا وأميركا، من أبرزها معرض بالمركز الثقافي المصري بواشنطن 1976. ومعرض بالمركز الثقافي المصري بباريس 1978، ومعرض بقاعة بالية بالفر في فيينا 1979. ومعرض صراع الحضارات بألمانيا 1995. ومعرض مشترك بلاتفيا بالاتحاد السوفياتي 1999. كما اشتركت أعماله في سمبوزيوم الإسكندرية الدولي الخامس للنحت (الزجاج ثلاثي الأبعاد) بمكتبة الإسكندرية 2010. كما اشترك في معرض جماعة الفن والحياة الذي أقيم بقاعة غراند بالية بباريس 1979. وقام بالمصاحبة والإشراف على معرض جماعة الفن والحياة في فيينا بالنمسا عام 1979. ألقى الخناني عددا من المحاضرات المهمة عن الزجاج وفنه في أماكن متعددة بالقاهرة والخارج على مدار سنوات كثيرة من حياته. كما قام بتدريس فن تشكيل الزجاج لطلبة الدراسات العليا بكلية التربية النوعية بالقاهرة. ويحتفظ بمقتنيات من أعماله متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة. وله مقتنيات بمتحف كونغ للزجاج بولاية نيويورك بأميركا، ومتحف لوزان بسويسرا، ومتحف روان بفرنسا، ومتحف كوبرج للفن بألمانيا. لعبت نشأة زكريا الخناني في بيئة فنية دورا مهما في حبه للفن وتميزه كخزاف. فقد كان والده مفتشا للآثار في مصلحة الآثار المصرية وكان يصاحبه في جولته بين المعابد والأماكن الأثرية في الأقصر والكرنك والفيوم. وتأثر الخناني كثيرا بالخزف والزجاج المصري القديم وأعاد اكتشاف عجينة الزجاج من وحي التراث الفرعوني فكانت هذه العجينة ذات التقنية الفرعونية التي استخدمت في تشكيلات فنية بتصميمات معاصرة. ومع المزيد من التجارب توصل الخناني إلى صياغة تحف زخرفية ممتلئة تمثل أشكالا مختلفة من الأحصنة والعصافير، وبعدما كان الفنان يستوحي لون التركواز من التراث الفرعوني الذي كان اللون السائد الوحيد على أعماله الفنية أصبحت هناك ألوان أخرى شفافة مثل البمبي والأخضر والأزرق الداكن بدرجاتها المتعددة. كما برع في تشكيل الزجاج والخزف والتعامل الحراري معهما، من خلال «صب الزجاج في قوالب من الطينات الحرارية»، وله دور رائد في الوقوف على التكنولوجيا المصرية القديمة في تشكيل الزجاج وعمل العجائن الخزفية المصرية الزرقاء وتطويرها واستخدامها في عمل تشكيلات معاصرة. افتتح المتحف الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة المصري، يرافقه الفنان الدكتور صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية.
