بدعوة من السفارة الفرنسية أحيت الفنانة التونسية آمال المثلوثي، حفلة غنائية مميزة على قاعة العلوية وكانت معظم المؤسسات الإعلامية مدعوة للحفل ذاك فكنت مدعوة كضيفة على فريق راديو المحبة صوت المرأة العراقية. أعادتنا آمال لعمر تولى، عمر كان حافل بالأمل والروح الثورية والحماس.. نفاجأ كل يوم بجيل الشباب الذي إعتقدناه مستسلما لألعاب الفيديو والكمبيوتر، ومشغولا بهموم ذاتية لا يعنيه من المحيط شيئا.. وانهم سيسخرون من حبنا للشيخ إمام وسماعنا لفيروز ومارسيل خليفة أو شوقية وفؤاد سالم وحميد البصري وقحطان العطار أو حسين نعمة وغيرهم من جيل الأمل! لكن نفاجأ بالشباب أكثر أملا وأكثر حماسا للتغيير نحو عالم يحترم الإنسان ويوفر له العيش الكريم. مستغلا ثورة المعلومات ليكسر جدران السجن ولينزع جلباب التعتيم، ويمسح عنه غبار التخلف والجهل والعزلة. فوجئنا بثورة تونس الخضراء وثورة الشباب المصري، وان سرقت تلك الثورات ! لكنها بداية لعالم أكثر احتراما للإنسان وأكثر حبا للحياة والطريق لذلك صعبا ولابد من الصبر والإصرار.
آمال المثلوثي الفنانة التونسية الشابة من مواليد 1982 كانت نسمة عذبة خففت من لهيب صيف بغداد الحارق.. لا أريد أن أقول انها كانت شعلة من نشاط وحياة، بل أقول كانت شلال ماء منح الحياة لقاعة المسرح الصغير في نادي العلوية ذاك بصوتها الجميل وعزفها على الطبل الأفريقي مرة وعلى الگيتار. وانسجامها مع الكلمة بكل جسدها الصغير.. وببساطة ثوبها الذي اختارته أن يكون مكملا للحفل فكان جلابية من الفولكلور التونسي تلاءم مع شعرها الأفريقي الجميل ووجهها الطفولي. لتفاجئنا وهي تغني للشيخ أمام ومارسيل خليفة وأغاني كتبتها هي ولحنتها، أعادت الحياة لأمل تشبث بالحياة عنوة. فآمال مطربة وكاتبة أغاني وعازفة جيتار، شاركت في التظاهرات التونسية واستقطبت اهتمام الشباب وعززت حماستهم للثورة الخضراء تلك. تقيم في باريس التي مازالت موطن الفن بكل انواعه. عُرفت بخطواتها الواثقة والذكيّة. أصدرت أول ألبوماتها «حلمة» ولاقى رواجاً كبيراً وجالت العواصم الأوروبية والعربية وأقامت عشرات الحفلات الناجحة. فتمكّنت في وقت وجيز من نحت اسمها في الصفوف الأولى اشتهرت آمال المثلوثي بأغاني ملتزمة، مناهضة للظلم، متعاطفة مع الشعب ومعاكسة للتيار كما وصفها بعض المعجبين والصحافيين. بداياتها في المعهد الثانوي أثناء دراستها الجامعية في المدرسة العليا لعلوم و تقنيات التصميم (ESSTED) في تونس العاصمة. أحيت حفلات عديدة في تونس منها حفلة في قصر العلوم في مدينة المنستير، احتفالاً بالسنة الدولية للشباب التي أقرتها الجمعية العمومية للأم المتحدة. وشهدت الحفلة حضوراً جماهيريّا كبيراً فاجأ الجميع نظراً إلى نوعيّة الأغاني التي قدمتها مثلوثي، إذ اختارت أن تغنّي للحرية والعدالة الإنسانية ولكل قضايا الإنسان عموماً. وتغنّي في عدد من اللغات إلى جانب اللغة العربية، كالفرنسية والإنكليزية، و بالكردية والتركية. أما المجموعة الموسيقية التي ترافق آمال المثلوثي فمتنوّعة أيضاً، إذ تجمع بين حضارات مختلفة، كالفرنسية والتونسية واليابانية، وتميل إلى نوعية غنائية بعينها منذ البداية، إذ تشدها ألحان مارسيل خليفة والشيخ إمام وكلمات أحمد فؤاد نجم وغيرهم. تساءلت، لم فنانينا لا يحظون بذلك الاهتمام والتعريف ولدينا أصوات رائعة وفنانات شابات جميلات مثل فرقة شبعاد وغيرها، هل ستبقى وزارة الثقافة ووزارة الإعلام كغيرها من الوزارات لا علاقة لها بالعراق ولا بشعبه! ولا يهمها النهوض بفنه ولا بثقافته!. بحديث عابر مع الملحق الثقافي الفرنسي الذي رحب بنا قال انه ينتظر التعاون الفني بين فرنسا والعراق، وأبواب بلاده مفتوحة لكل العراقيين للاطلاع على تجربة العالم، بعد عقود من السجن الكبير الذي كتم على أصوات الشعب العراقي كله.