هل يمكن أن نرتقي بعض الشيء في أخلاقنا ؟! ماهي أخلاقك ؟! هل فكرت يوماً ما .. في أخلاقك ؟! هل تعرفت على حقيقتها ؟! هل دققت وتفحصت وتمعنت فيها بحياد ، وبوجهة نظر الآخر ؟! هل حاولت أن تقارن بين ما تتحدث عنه من أخلاق وبين ما أنت عليه من أخلاق ؟!بعيداً عن الدين والوعظ والإرشاد الممل ، فلست واعظ ولا مرشد ديني ..لست إلا مجرد مهتم ، يحاول أن يرمي حجراً في مياة عقولنا وحياتنا الراكده النتنه بعض الشيء ..كيف تكون شخص راقي ؟! ما مقياس الرقي عندك ؟! ما مقياس التفاهه والنذاله عندك أيضاً ؟! تفحّص ملياً في نفسك وذاتك ، قد تكون غير ما تظن .. تأمل عميقاً ، في مفاهيم وقيم عالم اليوم التي أنت جزء منها .. أقول هذا الكلام لك ولي ولكل شخص ، نلهث وراء الوهم الرنان ، والشعارات الزائفه الفضفاضه ..فلقد تم تشويه كثيراً من المفاهيم والمبادى والقيم والأفكار بإسم التمدن والتحضر ..نقول عن السرقه والغش والنصب شطاره وعن البلطجه رجوله ..وعن الزناء وملاحقة البنات وتدمير البيوت تسليه وتمضية وقت .،نقول عن الوعي والفهم تفاهه .،خلقنا لأنفسنا عقليات مشوّهه ، بعيداً كل البعد عن جوهرنا الأصيل وقيمنا الساميه سواء الدينيه او الإجتماعيه ..
قلة الفهم والوعي جعلتنا لم نحسن التصرف لا في حياتنا ولا في أموالنا ، ولا في علاقاتنا الأسريه وعلاقاتنا الإجتماعيه يقول لي أحدهم :ان أهلي يدعوا لي ان أظل كما هو مستور الحال ،، حتى لا أكون مثل أولئك أصحاب الغربه الذين فتح الله عليهم ، تركوا قيم ، وفقدوا طمأنينة الحال والإستقرار مع الأهل .. ترآهم يلهثوا ويلحقوا وراء أشياء تافهه جداً عند عودتهم الى الوطن .، لقد شوهوا أسماء مناطقهم التي ينتمون إليها.. بسبب أخلاقهم الغير سويه ، والتي كان الجهل والتقليد لعقلية الخليج الصحراويه الجافه سبباً فيها ، الى هنا والكلام له ..أموالنا صارت نقمه بدلاً من أن تكون نعمه ..
لقد تم تشويه حتى سمعة مدن عريقه .. فصارت الآن ان تروح وتذهب بعض المدن فهي مشبوهه عند الأهل والأصحاب والخلان ،،، من المسؤول عن ذلك ؟!! ومدن أخرى في طريقها إلى ذلك ..ثقافتنا فقاقيع من الصابون ، ثقافتنا ثقافة الخليجي الغبي الجاهل الذي يتسكع في مدن السياحه العربيه والعالميه حانات وبارات وملاهي ، تاركاً كل شيء جميل فيها ، ليس له مكان فيها إلا في التفاهه لانه تافه طبعاً .،السلبيات والمعضلات التي تنهش فينا هي كثيره ، نقول الإحتلال الشمالي القادم من كهوف صنعاء صدر مساؤه إلينا .. بينما نحن السبب ، التخلف والجهل الذي يملئ رؤوسنا هو السبب في ذلك .. ومن في دول الإغتراب سبباً في ذلك ،.
يعلم الله ما أقول هنا ، ليس تنقصياً من حق أحداً ، بل حباً للجميع أن نكون أكبر مما نحن عليه .. ما أقول قد يكون فظاً ومُفجع لكنها الحقيقه التي يجب أن نضع لها حلول ومعالجات في أنفسنا أولاً قبل كل شيء ، أما نحن ندعي النضال من أجل الجنوب ، فل نبدأ أذن بأنفسنا ومجتمعنا الذي نحن سبباً في الإساءه اليه ..
ما أقول هنا هو رساله للشباب والنشئ الجديد .. الذي يتابعوننا أغلبهم في الغربه ، فترى الواحد يعمل ويعمل في طلب الرزق وفي رأسه أن يحقق تلك التفاهات التي يسمع بها ، "يالله متى أسافر سأعمل كل شيء "كثير من يقول هذا في نفسه ، تقليد أعمى غبي ..أقول للشباب .. كونوا رائعون بعيداً عن مجازفات وتفاهات الحمقى التي تسمعون عنها ،
من على رأسه صلعه فليتحسسها ، ويعمل تقييم لذاته ونفسه ، أن يعود إلى الله وضميره ومبادئه وأخلاقه والقيم التي تربى عليها ، قيم أهله وناسه ومجتمعه الريفي . نحن على ثقه ان ما يحصل أحياناً من إندفاعات ومراهقات طائشه غير مسؤوله ، إلا إنها تدمر المجتمع والكيان الإجتماعي لنا جميعاً ، فهي تصبح ظاهره ثم عاده ثم أعراف سائده في المجتمع ..
لم نستطع أن نخلق مثل أعلى يُحتذى به ، لأولادنا وللجيل القادم ، فلا نكون مثلاً سيء ، دون أن ندري .، كفى حماقات .. كفى تفاهات .. كفى تخبط وتوهان .. الجنوب منتظر منا الكثير .، منتظر منا أن نكون كباراً .. وبعيداً عن الجنوب ...المجتمع منتظر منا أن نكون عند المسؤولية.