ضمن تحركات ابناء الجنوب المستفيضة في بريطانيا من اجل دعم القضية الجنوبية، وفي خضم الاهتمام الدولي بالوضع في اليمن وظهور القضية الجنوبية على النابر الدولية بشكل بارز وكبير. شارك نخبة من الجنوبيين كل من الاخوة د. عيدروس نصر ناصر وصالح علي النود ومحمد ناصر الساحمي وعبدالرحمن عسكر وياسر القاضي وعبدالحميد المفلحي وعبدة النقيب وراجح المفلحي في ندوة نظمها المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية -تشاتم هاوس- يوم الأربعاء الموافق 14 مارس 2012في مقر المعهد في العاصمة البريطانية لندن بعنوان (إعادة إعمار اليمن: خارطة طريق للحوار الوطني). وتضمنت الجلسة محورين أساسيين قدمت بخصوصها عدة أوراق قدمها محللون سياسيون وصحفيون وأكاديميون بريطانيون وأروبيون وأمريكان متخصصون في الشأن اليمني بشكل عام والجنوبي بشكل خاص، ولا نستطيع ذكر أسمائهم هنا بسبب سياسة المعهد التي تقتضي عدم ذكر أسماء المشاركين. وتضمنت الجلسة محورين أساسيين هما: 1- القضية الجنوبية 2- التحضير للحوار الوطني وقد قُدمت العديد من الأوراق ، وطغت القضية الجنوبية على محاور الجلسة وصب الكثير من مضمون الأوراق المقدمة في مصلحة القضية وعدالتها. وتناول المشاركون في أطروحاتهم نقاط عديدة منها، مفهوم الهوية الجنوبية ونشأتها في حقبة الاستعمار البريطاني للجنوب وكيف أصبحت الهوية الجنوبية اليوم من الأسس التي تطرح عليها مطالب الشعب الجنوبي بفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية. وتطرق بعض من المشاركين في سياق حديثهم عن زيارتهم الأخيرة الى العاصمة الجنوبية عدن وما التمسوه من خلال لقاءاتهم بأبناء الجنوب من مختلف شرائحهم مؤكدين على أن الأغلبية العظمى من أبناء الجنوب يطالبون بفك الارتباط وهو توجه لم يسبق ان التمسوه في زياراتهم السابقة للجنوب. وفيما يتعلق بالحوار الوطني تحدث المشاركون عن التحديات التي من المتوقع ان تواجه عملية الحوار الوطني مؤكدين جميعهم على ان عودة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ألى اليمن تعمل على زعزعة الوضع وتقليل فرص نجاح الحوار. وأكدوا جميعهم على أن القضية الجنوبية هي من أهم القضايا التي يجب معالجتها وإيجاد الحلول لها بما يقره الشعب الجنوبي. وبالرغم من إجماع المتحدثين على عدالة ومشروعية القضية الجنوبية إلا إنهم أيضاً أجمعوا على فشل الجنوبيين في الاتفاق فيما بينهم على رؤية موحدة يلتف حولها كل أبناء الجنوب ويتم من خلالها التعامل مع المرحلة القادمة التي تعتبر في غاية الحساسية للقضية الجنوبية. وأكدوا جميعاً على ضرورة إيجاد توافق جنوبي يستطيع الجنوبيون من خلاله تمثيل قضيتهم ويكون قادرا على أن يتفاعل إيجابياً مع الظروف التي تهيأت لتحقيق تقدم حقيقي للقضية الجنوبية في ظل الجهود الإقليمية والدولي. وفي نهاية الجلسة تحدث السيد آلان دانكن وزير التعاون والتنمية الدولية البريطاني عن زيارته الأخيرة إلى اليمن وأشار إلى التدهور الكبير للوضع الاقتصادي وأيضاً الوضع الإنساني الذي لم يتلقى اهتمام إعلامي والمؤدي إلى أزمة حقيقية في اليمن مواز للوضع في الصومال، وأكد الوزير على عزم المجتمع الدولي على دعم اليمن اقتصاديا مؤكداً زيادة حجم الدعم البريطاني لليمن من المساعدات الإنسانية بمقدار 6,1 مليون جنية. وعن القضية الجنوبية أكد الوزير أيضاً على التشتت الجنوبي وتعدد القيادات داخلياً وخارجياً مما أعاق تقدم وبروز القضية الجنوبية دولياً بالشكل المطلوب. وقد أكد الجنوبيون في مداخلاتهم على أن أي حوار لابد أن يستند على القواعد التالية: 1- قراري مجلس الأمن الدولي 924 و 931 لعام 1994. 2- أن يكون الحوار بين طرف جنوبي وطرف شمالي. 3- أن يتم الاعتراف أن الوحدة انتهت عالم 1994. وأشارو إلى أن الجنوب لم يكن قط موطنا للإرهاب والجماعات الجهادية إلى بعد حرب 1994م وأن جماعة أنصار الشريعة ليسوا سوى جزء من أتباع علي عبد الله صالح الذي سهل له الاستيلاء على المدن والمعسكرات دون أن يلاقوا أي مقاومة. واشارو ايضاً الى أنه وبالرغم من الانتخابات الرئاسية المبكرة إلا إن علي عبد الله صالح ما يزال هو الحاكم الفعلي لليمن سواء من خلال ما يمارسه من ضغوط على الرئيس الجديد أو من خلال سيطرة أقاربه على المؤسسات العسكرية والأمنية. وطالب الجنوبيون المجتمع الدولي والحكومة البريطانية تبني حوار جنوبي جنوبي قبل البدء بالحوار الوطني.