كل شيء في هذه الدنيا أصبح ينعت نفسه بما لا يتخيله العقل البشري, فلا عجب حين نرى الحزن والفرح لا يعرفان المعالم الباطنية ,ولا حتى الظاهرية لهما,فلقد وصلت الأمور إلى ذروتها ,ولا عجب أيضا من ذلك, لدرجة أن القوة أصبحت تنقسم إلى العديد من الأقسام التي لربما تتلاءم مع تلك الحياة, التي تتسم بالضبابية المطلقة فقط في هذا الزمن,ولا شك أن القوة الربانية هي الراحة التي لا يضاهيها راحةً في كل الأزمان, نعم هي الحياة بدموع البحر الذي يتحمل ما لا يتحمله الكثير, وقهر الورد على نفسه ,واندثار الطيبة وأهلها تحت أقدام عاصفة الشر المجنونالذي لا يعرف الرحمة . الكل من المسلمين يعرف الله, ويتمنى رضاه ,ولربما يقدم لنفسه عند الله ما لا يعلمه أحد إلا هو وربه ,وما يجعل العقل في الكفِ من هؤلاء البشر أنهم أشد شيطنة من الشياطين فيما يريدون الوصول إليه على هذه الأرض ,بما يفعلون بأنفسهم أولاً,وبأقرب البشر لهم من معجزات تتسم بالشر المطلق الذي لربما لا يُصدق عاقل استفحال الشر والحقد في قلوب هؤلاء الفئة , وأنا على يقين أنه يشعر بالندم ويقول في نفسه "ما بيد حيلة فأنا عبدٌ مأمور للشيطنة بداخلي " أليس عاراً على هؤلاء أن الشر يحاسب نفسه, وهم في طغيانهم يسبحون,ويدعُون أنهم من الله الأقرب , لا أعلم ولا أريد أن أعلم منطق هؤلاء الذين يخجل الشيطان منهم لأنهم تفوقوا عليه معصيةً.
ما الحل منا لهؤلاء؟ الحلول كثيرة اختصارها بثلاثة حلول :. الحل الأول والأضعف البعد وترك "الحابل على النابل ", وإن كان صاحب هذا الحل أو مَنْ يفكر فيه بلا أدنى شك أضعف تلك الكائنات الحية المذكورة على الأرض ,ولو أقنع نفسه ومَنْ حوله بذلك , لكني لا أستطيع أن أنكر أنه حل , هو بالفعل حل لا شك ولكن اسمه "حل الضعفاء". أما الحل الثاني وهو الأقوى نوعاً ما ,وهو التأثير على تلك الفئة من خلال رموز المجتمع الذين لا يعرفون إلا الحق الذي لا يقبل أي من الشوائبٍاطلاقاً.
وأما الحل الذي لا يضاهيه حلاً في قوته " حل المواجهة" ,وليس أي مواجهة بل تلك المواجهة التي تكون نتائجها تُرضي الله قبل أن تُرضينا , ولابد من أن تكون مواجهة منتزعة من كتاب الله وسُنَة المصطفى "صلى الله عليه وسلم "وبذلك ستتطهر القلوب , ويقيناً ستتحطم كل براكين الشر والحقد والشيطنة في قلوب هؤلاء ,وذلك ليس بالشيء الهين وهنا التميز أمام الله وأمام البشر وحتى أمام أنفسنا فحين نمتلك "فن تطهير الحقد والحسد والخبث والنجس والكذب و... "من قلوب البشر فنحن نطبق أكثر ما يحب الله في هذه الأرض , وبذلك يُجسد معنى القوة الربانية في عبادٍ لله مخلصين , فالدنيا مهما طالت فهي كالكوخ الذي له بابين , فهل تستغرق وقتاً طويلاً في الدخول والخروج؟!! وبذلك اكتفي.