نحن نعلم علم اليقين بأن دول الجوار والراعية للمبادرة والحوار ، والدول الكبرى العشر وبان كيمون وبن عمر ، وغيرهم ، نعلم علم اليقين بأنهم يعرفون خفايا القضية الجنوبية ويعرفون أسرارها وتفاصيلها ، ولديهم من العلم بها مما يفوق تصورنا أو دراية المهتمين بها من أبناء الجنوب أنفسهم ، ونعلم أيضاً بأنهم يعلمون بأن الوحدة الاندماجية التي حدثت بين الشمال والجنوب في عام 1990م ، أنما حدثت بالاكراه وبالقوة الجبرية ، وان الشعبين الشقيقين لم يتخذا قرار الوحدة بذاتهما ، وأنما جرهما إليها حكامهما المتسلطين جرا ، واجبراهما عليها إجبارا ، فهي في الأساس باطلة ،إذ لم تكن قرارا شعبيا ولم يستفتى فيها أحد ، وهما شعبي الجمهوريتين ، فالمسمى جمهورية والحكم تسلطي فردي ، لهذا وحسب القاعدة الشرعية والفقهية والقانونية المتعارف عليها ، مابني على باطل فهو باطل ، هذا يعرفونه حق المعرفة. ويعرفون أيضاً بأن الوحدة التي تمت ماهي الا تآمر على نظام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، لابتلاعه واقتلاعه ، كان بطلا هذا التآمر والدافعين به هما (الرئيس العراقي السابق صدام حسين و ملك الأردن الملك حسين ) فأما صدام فقد كان على عدا مع نظام اليمن الجنوبي وكانت يده الرهيبة تصل الى قعر عدن ، متمثلة في اغتيال معارضيه والفارين منه الى عدن ، ولا ننكر بأن دول الجوار نصحت حاكم عدن وقتها بالعدول عن هذه الوحدة وقدمت الوعود بمساعدة النظام لخروجه من أزماته ، الا أن الطيش السياسي للرفاق كان يرى غير ذلك .
ونحن نعلم أيضا بأن لا ثبات في الشأن السياسي وان عدو الأمس قد يصبح صديق اليوم وان صديق اليوم قد يصبح غدا العدو اللدود ، ونعلم بأن المصالح الدولية هي الموجهة للقرار, ونعلم بأن مصالح المجتمع الدولي في الجنوب وأيضاً مصالح دول الجوار والاقليم الدولي ، وحتى مصالح الشطر الشمالي أيضاً في الجنوب ، ولضمان هذه المصالح وفعاليتها ، على من يهمهم الأمر بأن تبنى هذه المصالح المتبادلة على ارضية صلبة ، صالحة ، حتى تضمن استمرارها وفعاليتها الايجابية ، لا على أرضية باطلة لا يقر لها قرار ، فالرهان على الباطل رهان خاسر . ونحن في أرض الجنوب جماهيرها وقياداتها السياسية وممثليها الشرعيين في المجلس الاعلى للحراك السلمي ، نضمن للمجتمع الدولي ضمان مصالحه الإستراتيجية والحيوية بما لا يحيف بمصالح الجنوب ولا ينتقص من سيادته ، بل برضا متبادل ومصالح مشتركة . فشعب الجنوب مستمر في ثورته مستميت في نضاله حتى استعادة دولته ، وأن النصر لا محالة آت ، فأن الحق لا يضيع ولا يسقط بالتقادم .