في ضل التعتيم الإعلامي المتعمد للقضية الجنوبية وخاصة الإعلام العربي لمرئي والمقروء والمسموع والذي نحن بصدد مخاطبته ومعاتبته لأنهم إخواننا ولا نضن بأنهم يرضون عن ما نتعرض له أو يسكتون عن احتلال الانسان لأرض أخوه الانسان والجرائم التي يرتكبها المحتل الشمالي بشعب الجنوب تارة باسم الدين وتارة باسم الوحدة وهو الذي يتعرض لأبشع احتلال (أي الشعب الجنوبي) احتلال همجي متخلف يحمل نفسا تغذيه روح الحقد الدفين لشعب الجنوب والكراهية العمياء وضمير بلا رحمة لا يضع وزنا للقيم الانسانية ولديه يدا تقتل وأيدا تسرق وتبطش وتجرح وتنهب كل مايقع فيها من ثروات وخيرات شعب الجنوب وتعمل على تدمير كل ماهو جميل في أرض الجنوب . وفوق كل هذا نرى الإعلام العربي يتعمد تجاهل معاناة شعب الجنوب , فإذا كانت مطالب شعب الجنوب باستعادة دولته التي كانت عضوا في الأممالمتحدة والجامعة العربية لا يعجب بل ويزعج بعض الإعلاميين العرب ممن يرفعون شعار القومية العربية أو الوحدة العربية فهذا باعتقادي أمر يثير الدهشة والاستغراب معا , فتجربة الوحدة قد أثبتت الأيام فشلها ونتائجها الكارثية على شعب الجنوب الذي أصبح على قناعة تامة بان ليس هناك أي حل سوى استعادة دولته المحتلة .
وإذا كان الاعلام العربي تحركه مصالح دول لا يعجبها بأن يستعيد شعب الجنوب دولته فأين الضمير وشرف المهنة ؟ التي لا تحكمها مصالح وأهواء دول الظلم والاستبداد , فإذا كان احتلال واغتصاب أرض الغير بقوة السلاح وكذا قتل الانسان الذي كرمه الله من فوق سبع سماوات مباحا بأسم الوحدة فتبا لكم فلقد قال الله سبحانه وتعالى (لا إكراه في الدين) فما بالكم بهذه الوحدة التي هي من صنع وخيال الانسان , وكما أن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لم يطلق رصاصة واحدة ولم يقل هذا حرام أو غير مقبول عندما طالب الشعب السوري بالانفصال عن مصر في ضل وحدة أثبتت الايام استحالة استمرارها بل انه قال بان الانسان أغلى من الوحدة العربية إذا كانت لا تقوم إلا بالقوة .
إننا نتألم ونتوجع ونحزن لهذا التجاهل والصمت المريب وكأن العالم باسره والعالم العربي يعد لنا شيئا لا يعلمه إلا الله وحده ولكننا قطعا على أنفسنا العهد ووعدنا العالم بأسره بأننا سوف نفشل كل المؤمرات التي تحاك ضد اشعب الجنوبي وكان آخرها رفض وإفشال مهزلة الانتخابات للمرشح الأوحد والتي كانت للأسف بمشاركة وطباخة الأممالمتحدة من أجل فرض الوحدة على شعب الجنوب من جديد عن طريق التحايل وكما قال السيد الرئيس علي سالم البيض بأننا سوف نجعل العالم يعترف بنا اليوم أو الغد لأن الحق معنا ومادام الحق معنا فأن الله معنا وهو نعم النصير .