يتحدث الكثير من رجال السياسة ومن عاصرو وعايشوا تلك الفينة من التاريخ التي لم يكن فيها تحرير أغلب دول العالم من استعمار الدول الكبرى ،انها مرحلة مابعد التحرير وتعد هي الأصعب والأخطر في تفاصيل الدولة المحررة ،هو ماينطبق اليوم على الجنوب الذي تم تحرير أغلب مناطقه ،حيث عمد المحتل إلى تدمير وتخريب وتهميش ماكان موجود في الجنوب من مؤسسات ومرافق وجيش ،والأهم من ذلك المواطن الجنوبي الذي كان يضرب به المثل في النزاهة والمصداقية وحبه لفعل الخير بشهادة أبناء الشمال أنفسهم ،حيث تم استهداف المواطن الجنوبي وجعل منه شخصا آخرا يلهث وراء المال مهما كانت الوسيلة او الطريقة التي يحصل بها عليه ،أي هي خمسٌ وعشرون سنة من الاحتلال كفيلة بتحطيم وتدمير المواطن الجنوبي كإنسان ، لذلك علينا كمواطنين جنوبيين ان ندرك خطورة المرحلة فهذه المرحلة تتطلب منا عمل الكثير من الأشياء وتجنب بعض التصرفات ،حتى يقف وطننا على رجليه ويرى النور وفهم ما يجب فعله اليوم اولاً، بترك الانانية وحب الذات والتصرف بانفراد واستعراض العضلات على بعضنا البعض ،فنحن لم نطلب الحرية بسقوط آلاف من الشهداء والجرحي من أجل حفنة من المال او السيطرة على مرفق حكومي او البسط،على الأراضي، فوطننا هو أكبر وأغلى من كل هذه التفاهات الرخيصة او كما قد يفعل البعض من بيع سلاح المقاومة لتجار السلاح والجماعات الارهابية التي هي جزء من عصابات صنعاء !، فإننا اذا ما استمرينا في هذا الطريق ولم نشعر بحجم المسؤولية تجاه الوطن فان الوطن سيضيع من أيدينا ، فهناك دول تحررت من الاستعمار وشعوب أزاحت الظلم من أمامها الا أنها لم تنهض بوطنها لأنها لهثت وراء السلطة والمال وتركت أهم الأمور هو الأمن والأمان الذي هو ركيزة الدولة الوليدة ،فالصومال لها أكثر من عشرين عاما لم ترَ الأمن والسلام بسبب أبناء الوطن أنفسهم لم يحافظوا ع بلادهم ،والإخوة في ليبيا بعد ما أزاحوا نظام القذافي الذي جثم علي صدورهم أكثر من أربعين سنةً نراهم اليوم يتحاربون فيما بينهم البين على من يحكم الآخر، فيجب أن نكون على قناعة تامة ان الغير لن يتركنا نبني جنوبنا بهدوء ولا يظن البعض انه بخروج قوات الاحتلال من ارض الجنوب انتهاء كل شيء بل مازالت منظومة صنعاء تعمل جاهدة بكل ما أوتيت من قوة في نشر الفوضى والخوف الرعب في مناطق الجنوب عبر عصابات وجماعات ارهابية وخلق الازمات ونسب الافعال السلبية إلي المقاومة حتى يضيق الحال بالمواطن الجنوبي الذي تأمّل وتفاءل خيرا في ان يعيش في أمن وسلام ،بل انه من يسير الامور اليوم في بعض المرافق ومن يتولاء التنسق معي قوات التحالف بما يسمي الشرعية تقوم بدور سلبي تجاه المقاومة الجنوبية وقد اساءت وتمادت كثيرا في إضعاف دور المقاومة بعد ماكان لها الشرفاء في خروج المحتل ،الا انها فشلت في الوصول إلي غاياتها الحقيرة ،حيث اصبحت دول التحالف على قناعة تمامة ان الجنوب بيد أهله الشرفاء ممن دافعوا عليه سيكون أحسن وافضل و أمَن من هؤلاء عباد المال عشاق السلطة الذين ولوا هاربين عندما حميت ساحات الوغى ،فنكون علي قناعة تامة ان الجنوب سيكون بخير ومهما كانت حجم المؤامرات التي يعدها المحتل اذا نحن سلكنا الطريق الصحيح والسليم ولن يستطيع العدو هزيمتنا وتدمير وطننا إلا اذا نحن سمحنا وتركنا له الفرصة في استقلال تفرقنا وضعفنا بعد ما اصبح الجنوب بين أيدينا وكما يقال وطن لا نحميه لا نستحقه .