أيام دراستي كنت أسكن في أحد الأحياء الشعبية في عدن مع عدد من زملائي خلال تلك الفترة تعرفنا على عدد كبير من أبناء الحي وتعرفنا على عمارة كان يسكنها عدد من ضباط جيش المخلوع وحرسه الجمهوري ، كانت علاقتنا طيبة بأهل الحي وسيئة بجيش المخلوع وزبانيته وكنا نجادلهم لنعرف مقدار حقدهم على وطننا الجنوبي بعد فترة غادرنا الحي ولم نعرف مصيرهم . التقيت بأحد أبناء الحي بعد الحرب وسألته عن فلان وعلان أخبرني فلان شهيد وفلان جريح والفندم فلان رجع وقد معه سيارة أحلى من الأولى بس قد شكله طيب بطل يسب للجنوب . أخبرت صديقي بأن المرحلة تطورت وأن الفندم فلان تغيرت مهمته وأصبح ضيفا وربما مراقب بصمت ولأن ثورتنا بلا صميل استطاع العودة إلينا مجددا . وأخبرته أيضاً بأن قضيتنا أصبحت وسيلة للارتزاق وطلبة الله والبيع والشراء ، فمثلا عبد ربه منصور حين تم احتجازه في صنعاء كان يلوح لهم بالهروب إلى الجنوب ويضغط عليهم بالانضمام إلى ثورتنا . وبحاح حين يختلف مع هادي يرجع إلينا وقادة الشمال حين تصفعهم الأقدار يتكلمون عن قضيتنا بأنها قضية عادلة ومن حق الجنوبيين المطالبة بالاستقلال وأول ما يفتح الله عليهم بمنصب أول شيء يعمله يشمت ويسب للقضية الجنوبية ....؟ ليش لأنها ثورة بلا صميل . حتى البلاطجة الذين يتسكعون في شوارع عدن يلوحون أمامنا بعلم الجنوب ويسرقون ويغتالون باسم قضية الجنوب ..ليش ؟ لأن ثورتنا بلا صميل . أشياء كثيرة حدثت أمامنا وبقينا صامتين لأننا ضعفاء وليس بيدنا صميل لنحمي وطننا و ثورتنا وندافع عليها من البلاطجة و المرتزقة وعشاق المناصب و الثروات، لأن ثورتنا بلا صميل . آخراً وليس أخيرا فكروا ليش كل القتل و الاغتيالات تحدث لضباط دولة الجنوب؟ وإخواننا أبناء الشمال يسرحون ويمرحون ولا حد يكلمهم ، وبيني وبينكم حتى داعش قد علموها علينا وأصبحت ما تفجر إلا عندنا وما تقتل إلا عيالنا ويشتوا يقنعونا بأنهم تنظيم عالمي وصدقوني الثورة بحاجة صميل .