كلما تذكرنا شهداؤنا عادت الام الجراح لتتجدد ويتدفق الحنين في العروق لنعرف حجم الخسارة وحجم الفخر والعزة التي نستمدها من تلك التضحيات الاسطورية وهاهي الذكرى الثانية لاستشهاد فواز باشراحيل واحمد العسل تحل علينا لنفتح دفاتر المجد من جديد مستلهمين من سيرتهما الرائعة اعظم معاني الكفاح وملاحم البطولة انتفض فواز باشراحيل واحمد العسل حين وصلت قوات المليشيات الغازية المحتلة الى العاصمة عدن وتوجها الى جبهات القتال بشكل مباشر ومن دون اية تردد او تخاذل فضربا المثل في التضحية والفدائية وخاضا المعركة بقلوب باسلة تستهين بالموت من اجل الوطن وفداء لتربته الطاهرة ..فواز البطل والناشط الشاب الذي حرث عدن نضالا واسهم في حركة الاحتجاجات منذ انطلاقها وكان دينامو اتحاد شباب الجنوب وروحه المتدفقة عطاء وفدائية وكان يتالم لما وصل اليه حال الوطن الجنوبي والشعب الصبور الذي مورس ضده كافة انواع الاجتثاث والاستئصال والكبت والقهر بينما احمد فضل العسل الاديب والشاعر والسياسي الذي كانت كلماته تنفث هواجس الطبقات الشعبية والحركة الثورية وتزيدها اشتعالا لتحرق مشاريع المحتل فكان القيادي الشاب المتطلع دوما الى سرعة الخلاص من كابوس الاحتلال والقهر والضيم الجاثم على صدر عدن وكافة محافظات الحنوب بروحية لامثيل لها من العطاء والتضحية اندفع كلا منهما لخوض هذه الحرب التي فرضت على شعبنا الجنوبي فرضا فكانا خير من يقاتل دفاعا عن التربة والشرف واحلام الشعب ودفاعا عن مستقبل الاجيال المتطلعة الى الاستقلال والحرية والكرامة الانسانية في معركة المطار كانت فصائل المقاومة الجنوبية الباسلة تهاجم قوات الاحتلال والغزو التي لوثت بنجاستها ارض عدن حين سقط الفارس الجسور احمد العسل مضرجا بدمائه مفتديا الجنوب بروحه بحثت عن هبة احبوك بها ياوطني .....فلم اجد الا قلبي الدامي ليرتقي شهيدا من شهداء الحرية والعزة الجنوبية بكبرياء الابطال الذين لايخشون الموت ايام قليلة فقط لتدور معركة اخرى في جزء اخر من مدينة خورمكسر حين هاجم البرابرة المحتلين منطقة الكورنبش فتداعت اسود المدينة وخرجوا يزأرون وكان فواز باشراحيل على راس هؤلاء ..وطرد البواسل جحافل العدو المحتل واذاقوه الويلات واثناء تامين المكان جاءت الرصاصة الغادرة لتصيب الشهيد البطل فواز في مقتل وتسيل دماءه الطاهرة على ارض عدن وتختتم قصة بطولة وفداء نادرة كتبها ابطال وشباب الجنوب على ارضهم ومن حريتهم واستقلالهم الناجز هكذا غادرونا الاحبة مسترخصين هذه الحياة ومفضلين الموت والشهادة من اجل ان نحيا جميعا بكرامة وحرية فلهم المجد والخلود واننا على العهد لسائرون