لقد قام التحالف العربي على أسس نظرية هي ابنة شرعية للثقافة والعقلية العربية التي لا تقوم على الثبات العقلي و الانفعالي بل تقوم على الشعارات البراقة بدون أي أساس حقيقي . لقد كان القضاء على الحوثيين هو حجر الزاوية الذي على أساسه قامت الحرب في اليمن وببساطة وسذاجة وسطحية التفكير العربي الصحراوي وخبثه الغريزي دون النظر ولو بصورة عابرة لامكانية عدم تحقيق هذا الهدف ، فقامت الحرب على أساس هزيمة الحوثيين الحتمية بحسب من قاموا بالحرب وبعدها تعود الأمور لسابق عهدها أي تعود اليمن مجرد حديقة خلفية للسعودية وتعود القوى التي حكمت اليمن وفق الرغبة السعودية للحكم من جديد بفسادها وخرابها وعفنها دون النظر لمايريده الشعبان في الجنوب والشمال . فشعب الجنوب أي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية خرج وقدم آلاف من الشهداء والجرحى قبل التدخل السعودي وأكثر منهم بعد التدخل لم يقدم شعبنا هذه التضحيات ليعيد الاحتلال لأرضه من جديد إن العقلية العربية لا تهتم بالشعوب ولا تبالي بها فهي تهتم بالنخب التي هي طوع أمرها ووسيلتها للسيطرة عليها . وبالعودة لما سبق آنفا فبعد أن تعثرت الحرب في القضاء على الحوثيين سقط في أيدي التحالف فتراه يتخبط يمنة ويسرة فلا هم قادرون على المضي قدما في الحرب ولاهم قادرون على التوقف. والتوقف هو الحل السليم لهم ولنا في الجنوب ومحاربة الحوثيون بوسائل جديدة منها الاقتصادية والعزلة السياسية. لكن هيهات ذلك فالعقل العربي لا يفكر إلا في أتجاه واحد ولا تهمه الخسارةالمهم الحفاظ على المظاهر حتى ولو ضاع كل شيء يبقى الشيخ وتموت القبيلة ويموت الوليد ويبقى البو عندما يموت وليد الناقة يسلخ جلده كما هو ويعبأ قطنا ويقدم الناقة على أساس أنه وليدها فتشمه وتدر اللبن فيحلبها صاحبها .