في خضم الأحداث المتسارعة التي تشهدها ساحات النضال الجنوبية وأحساساً بالمسؤولية الإعلامية الملقاة على عاتقنا كإعلام جنوبي قمنا بإجراء استطلاع تلمسنا فيه مواقف وأراء بعض المناضلين الجنوبيين في ساحات النضال حول مؤتمر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي الذي انعقد في مدينة المنصورة العاصمة عدن و ما اثارة من خلافات على مستوى قيادات المجلس مع مؤيد و مناصر و للأمانه الإعلامية فأننا نضع هذا الإستطلاع بين ايدي القراء الكرام . في البداية كان اللقاء مع رئيسي مجلسي الحراك في مديريتي الحوطة وتبن وقد تحدثوا الينا عن ارائهم وهي كتالي : الأستاذ / حسن يافعي رئيس مجلس الحراك السلمي في مديرية الحوطة تحدث عن انعقاد المؤتمر الأول للمجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي الذي اختتم اعماله الثلاثاء الماضي قائلا : (في حقيقة الأمر كنت اتمنى أن يعقد المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي مؤتمره وهو موحد و أن تشارك فيه كافة قياداته , وأن يرتكز هذا المؤتمر على العمل المؤسسي و التنظيمي في مسالة اختيار المندوبين الى المؤتمر وكذلك الوثائق المطروحة على المؤتمر كان ينبغي أن تحظى بنقاش مثمر وجاد و تؤخذ الملاحظات عليها من الأطر الدنيا على مستوى المراكز و المديريات . أننا هنا لا نقلل من تضحيات الزعيم حسن باعوم أو نشكك في نواياه فهو القائد و الرمز للثورة الجنوبية السلمية .. الا أن عتابنا عليه وهو عتاب المحب هو عدم استجابته لنداءات الجماهير الجنوبية ورسالة الرئيس علي سالم البيض و التي تطالب بالتأجيل و توحيد صف القيادة وحل مشاكله التنظيمية قبل الذهاب الى المؤتمر . الأستاذ / محسن جعفر رئيس مجلس الحراك السلمي مديرية تبن وصف المؤتمر بأن لم يلبي طموحات ونضال شعب الجنوب الذي يقدم خلالها الشهداء والجرحى والمعتقلين ولم ينتج عنه الى شق الصف الجنوبي وليس توحيدهم للوصول الى الهدف الرئيسي المتمثل في الاستقلال .
الأستاذ / محمد عبدالله الجعدي نائب رئيس مجلس الحراك في مديرية تبن وصف المؤتمر بالمتسرع غير المبرر وعمل تنظيمي غير مدروس ويندرج في خانة الأقصى والتهميش والتهور و أصاب الحراك السلمي الجنوبي بالانقسام و الأنشقاق على الرغم من المناشدات والآراء الصحيحة التي تنادي بتأجيلة و عقدة في وقت مناسب حتى يكتمل التحضيرات التنظيمية ووحدة الصف الجنوبي .
المهندس/ زين علوي هود احد قيادي مجلس الحراك في مديرية الحوطة قال (علينا ان نحدد العوامل الذي ساهمت في عقد هذا المؤتمر في هذا الوقت كون من دعاء الى المؤتمر هو الزعيم حسن باعوم و هو رمز القضية الجنوبية حيث دعا من سابق وطلب تأجيله واجل لحل قضايا مجالس الحراك في المديريات والمحافظات ولكن لم يتم حل كل تلك المشاكل هذا ما دعا الى الوصول الى هذه الحالة وانعقد المؤتمر .
أما الوالد سيف ناصر محمد احد المناضلين المرابطين في ساحة الحوطة فقد تحدث بلسان المواطن البسيط عن رأية حول المؤتمر قائلا : باعوم له مكانه في قلوب جماهير الجنوب ولكن تخطي ابناء الجنوب و الانفراد في عقد المؤتمر بدون أن يكون هناك نزول الى الشارع الجنوبي واخذ اراء المناضلين الحقيقين في الميادين و ساحات النضال فهذا بالتأكيد سيؤثر بشكل سلبي على مسيرة الثورة الجنوبية في المستقبل .
عمر ابوبكر السقاف احد قيادات مجلس الحراك في مديرية تبن فقد تحدث قائلا : لقد تم عقد المؤتمر الأول للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب دون حضور القيادات العليا للمجلس و دون حضور روؤساء مجالس الحراك في المحافظات و دون مشاركة الحركة الشبابية والطلابية , لقد تم حشد الجماهير دون استكمال العمل المؤسسي للحراك في المديريات و الذهاب الى عقد مؤتمرات المحافظات بعد ذلك يتم رفع مندوبي المحافظات الى المؤتمر العام للجنوب هكذا اذا اردنا أن نؤسس دولة النظام و القانون , لهذا كنا نتمنى أن إخواننا الذين ذهبوا الى المؤتمر أن يستمعوا الى صوت العقل والى رسالة الأخ الرئيس / علي سالم البيض.
وقد تحدث هاشم اليماني عن معارضته لعقد هذا المؤتمر معللا ذلك بانه همش القاعدة الحراكية إضافة الى ان معظم القيادات العليا للمجلس ورؤساء المجلس في المحافظات وكذلك الرئيس البيض قد طالبوا بتأجيل انعقاد ذلك المؤتمر ورغم ذلك قام الآخرون بعقد المؤتمر معتبرا ذلك خروج عن الإجماع داخل قيادة مجلس الحراك .
اما القيادي في مجلس الحراك في مديرية تبن وليد عمر زين فقد أبدى قلقلة من خطوة المؤتمر الذي اصر مجموعة من قيادة المجلس الأعلى للحراك السلمي وعلى رأسهم الزعيم حسن باعوم واعتبرها خطوة تخدم مخططات النظام الإحتلالي الساعي لتفكيك صفوف مجالس الحراك في الجنوب وادخال جماهير الحراك الجنوبي في دوامة اليأس القاتل من فائدة النضال لتحرير والاستقلال ما دامت قيادة الحراك تظهر في اختلاف غير مفيد للقضية لا من قريب و لا من بعيد.
وكان آخر المتحدثين خلال جولتنا الميدانية السريعة المهندس عمر الأرضي والذي كان طرحه مخالفا نوعاً ما عن الآخرين حيث قال : أن أهم ما يحتاجه الشارع الجنوبي هو توحيد مختلف القيادات الجنوبية , و المؤتمر الخاص بالمجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي مهما اختلف حوله الكثير لا أرى فيه إلا بداية يجب أن تلحقها مؤتمرات لمختلف القيادات سعياً نحو مؤتمر وطني جنوبي يضم الكل , أرى أن مباركة هذا المؤتمر أولى من ألتذمر من الاختلافات في الرؤية لمعالجة القضية الجنوبية .