جاءت فعالية يوم الأسير الجنوبي هذا الأسبوع متزامنة مع يوم عرفه فكانت الفعالية في مخيم التحرير والاستقلال بمدينة كريتر بالعاصمة عدن متميزة واستثنائية ، فقد نظمت ادارة الساحة برنامج يليق بهاتين المناسبتين يوم عرفه ويوم الأسير الجنوبي . فأقامت مأدبة إفطار وعشاء لجميع الحشود المشاركة التي توافدت منذ العصر الى الساحة من مختلف المديريات والمناطق ، فكانت الفعالية بحق رائعة ومتميزة غير مسبوقة ، كان موعد اذان المغرب وقبله بدقائق ارتص المحتشدون واخدوا القرفصاء على الارض في خطين متقابلين متوازيين وبصورة منظمة من تلقاء انفسهم ، ولم يكن العدد قليلاً فقد كانوا بالالاف ، وكانت اللجنة المكلفة بالتنظيم والترتيب وتقديم الخدمات للمحتشدين على درجة كبيرة من النشاط والحيوية حتى بدت الساحة وكأنها خلية نحل ، الابتسامات ترتسم على وجوه الجميع والاجواء عيدية فرائحية حماسية ثورية ، هاهم قاعدون على الارض بانتظار موعد الأذان يتبادلون الحديث فيما بينهم وهم الصيام الذين نووا صيام هذا اليوم المبارك .
بدأ الافطار وماهي الا دقائق حتى تراصوا جميعا في صفوف متساوية لأداء صلاة المغرب ، وا ان فرغوا منها حتى ارتفعت من حناجرهم تكبيرات العيد التي دوت في ارجاء الساحة والشوارع المحادية وكانت مكبرات تصدح بالتكبيرات بحماس وبخشوع كبيرين . وعادت الحشود مجددا كل يعود الى مكانه ليقعد في انتظار وجبة العشاء الذي لم يتأخر طويلا ، فسبقه هتافات ثورية مدوية وشعارات وطنية منددة غاضبة ، وتم التلويح بأعلام الجنوب وارتفعت صور الرئيس علي سالم البيض ، واخدت الحمية والحماس يدب في نفوس الشباب وهم يرددون الشعارات ولم يأبهوا لوجبة العشاء التي كان المنظمون يهمون بتقديمها ، حتى ارتفع منادي عبر مكبرات الصوت يطلب منهم الجلوس لتناول العشاء والانطلاق بعد ذلك في المسيرة .
مشهد رائع جسد لحمة ابناء الجنوب وتآزرهم وتماسكهم وتضامنهم وتحالفهم ووحدتهم نحو الهدف المنشود وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة ورفض المشاريع المنقوصة كالفدرالية وغيرها من حلول للقضية الجنوبية تنتقص من ارادة الشعب الذي كلمته الفصل لا للاحتلال ..نعم للتحرير والاستقلال
انطلقت المسيرة الصاخبة حتى وصلت الى وسط حي الميدان بجانب فندق الجزيرة المشهور وصولا الى شارع اروى ولكنها انحرفت كغير عادتها الى الجهة اليسرى باتجاه منطقة الخساف وتجنب منظميها الدخول في الاسواق التجارية لوسط المدينة كما هو في كل اسبوع حفاضا على سلامة النساء اللاتي يتواجدن في الاسواق في هذة اللحظات لشراء احتياجات العيد من الملابس وغيرها ، ثم عادت المسيرة بسلام وامان الى المخيم واستمرت الاحتفالات العيدية الفرائحية فيه .