تفاجئ صحفيون يمنيون أثناء دخولهم لمقر نقابتهم في صنعاء اليوم السبت بوجود جثة طفل لم يتجاوز الخامسة من عمره وقد انتزعت طلقة نارية جزءاً من مقدمة رأسه.
بدا المنظر للجميع محزناً للغاية، وحياة الطفل «مالك القاعدي» صارت مهدورة على قارعة الطريق، فيما كان الصحفيون يستعدون لإقامة فعالية تحيي ذكرى خمسة إعلاميين لقوا مصرعهم خلال الثورة الشعبية العام الماضي.
وقال أنس القاعدي ل«المصدر أونلاين» ان ولده قتل وهو بالقرب من والدته أثناء صلاة الجمعة يوم أمس من قبل ما أطلق عليها «عصابة بني بدر».
وهذا هو الطفل الثالث الذي يقتل خلال أسابيع من محاصرة مسلحين قبليين من قبيلة «بني بدر» لقرية المزعالة بمديرية الشاهل التابعة لمحافظة حجة.
واتهم القاعدي محافظ حجة الجديد علي بن علي القيسي «بتمويل المسلحين والتستر على القتلة».
ويرجع سبب النزاع إلى خلاف على قطعة أرض لم يفصل فيها القضاء منذ حوالي عشر سنوات.
وتنتشر في اليمن ظاهرة النزاع المسلحة لأسباب قد تبدو تافهة، لكن غياب الدولة وانتشار السلاح، وقلة الوعي تسهم في تغذية الصراعات لسنين عديدة.
وخرجت اليوم في العاصمة اليمنية صنعاء مظاهرة تنديداً بمقتل الطفل القاعدي على يد المسلحين، حيث حملوا جثة الطفل وتوجهوا إلى مقر منظمة سياج لحماية الطفولة.
المتظاهرون رفعوا شعارات تطالب بإقالة محافظ حجة، واتهموه بأنه أصبح أداة يتحكم بها عائلة «دهشوش» التي قادت التمرد على قرارات الرئيس هادي في وقت سابق.
وطالب المتظاهرون الذين وقفوا أمام منزل الرئيس هادي برفع الحصانة عن النائب زيدان دهشوش، متهمين إياه بتغذية الصراع بين أبناء دائرته ودعم المسلحين بالأسلحة والمال.