تحرك اللواء 33 مدرع حرس جمهوري التابع للجيش اليمني من محافظة تعز اليمنية وكانت وجهته مدينة الضالع الجنوبية ، تحرك بكامل عتاده وعدته بمصفحاته ومدرعاته ودباباته بناقلات جنده وبجيشه الجرار المتغطرس ، جاء الى الضالع لمحاصرتها وهي محاصرة أصلا منذ أكثر من عامين من قبل اللواء 35 مدرع وبعض من وحدات الجيش اليمني . قدم ليحكم سيطرته على المدينة وليجهز على أهلها بعد أن فشل اللواء 35 في ذلك ، وبعد ان فشلت ايضا الحرب غير المعلنة على الضالع التي شارك فيها نظام صنعاء بكل مؤسساته ومرافقه ودوائره الأمنية من خلال سياسة العقاب الجماعي المتمثلة في قطع التيار الكهربائي والمياه لأشهر طويلة واستفزاز المواطنين وتنفيذ عمليات عسكرية استخدمت فيها مختلف انواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ، لكن الضالع هي الضالع ، عصية على الغزاة ظلت خلال تلك الفترة شامخة شموخ جبالها العاتية ، صامدة برجالها وشبابها وأطفالها ونسائها ، لم تنحني ولم تستجدي الرحمة ، بل قاومت وسطرت أروع الملاحم البطولية ، وأفشلت كل العمليات العسكرية المتعاقبة وكل الممارسات القمعية وحملات الاعتقالات .
وأعجزت سياسات العقاب الجماعي وقدمت من اجل ذلك التضحيات الجسام وازداد عودها صلابة وإرادتها قوة ، وارتفعت وتيرة نضالها التحرري السلمي ، ليس في الضالع فحسب بل وفي العاصمة عدن التي حرص ابناء الضالع على الزحف اليها لمشاركة إخوانهم في الحشود المليونية للفعاليات والمهرجانات المركزية ، ما أثار حفيظة (...) حتى سارع الى اعطاء أوامره من صنعاء لقيادة اللواء 33 بالتحرك الى الضالع وقصف ”جليلتها“ بالصواريخ والمدافع وقذائف الدبابات بصورة عشوائية هيستيرية على منازل السكان الآمنين وهدمها على رؤوس النساء والأطفال واستهداف الشباب بنيران أسلحتها المتوسطة ، ولم تسلم حتى المساجد والمدارس من هذا القصف الذي حصد اكثر من 35 منزلاً وعشرات الشهداء والمصابين والجرحى بينهم الطفلة غالية 5 سنوات ، قصف عن بعد لأن المقاومة الشعبية كانت لهم بالمرصاد عند مدخل الجليلة الذي استعصى عليهم اختراقه خلال يومين متتالين من القصف المتواصل تمكن من خلالها ابطال الضالع من إعطاب دبابة وناقلة جند والسيطرة على طقمين عسكرين وكمية من الذخائر .
يومين كاملين لم يتمكن خلالها اللواء المدرع حرس جمهوري التابع للجيش اليمني من تحقيق أي تقدم ليعود خائباً مدحورا بانسحاب اطلق عليه ”تكتيكي“ بعد ان مني بهزيمة فاضحة وتكبد خسائر فادحة ، يومين كان لأبناء الضالع فيهما صولات وجولات وصمود بطولي أسطوري لايمكن بأي حال من الأحوال وصفه بأقل من هكذا وصف ، لأنها الضالع ، وما ادراك ما الضالع ، التي يزخر سجلها الناصع الحافل بالملاحم البطولية التي تتوارثها الأجيال عن الآباء والأجداد .
لقد ضربت الضالع والمحافظات الجنوبية أروع الأمثله المجسدة للحمة الشعب الجنوبي وتعاضده وتماسكه وتآزره ووحدة صفه اثناء اشتداد المعركة ، فبادرت الشعيب الى إرسال رجالها الى الجليلة وتحدو حذوها جحاف والأزارق وردفان ، وهناك في شبوة الشهامة يتم الإعلان من قبل قبائلها عن وقوفهم الى جنب اخوانهم في الضالع ، ويلوحوا بقطع الطرقات للضغط على (...) ، وكذا ابناء الصبيحة الذين اعلنوا تضامنهم مع ابناء الضالع .
وفي العاصمة عدن خرجت المسيرات المنددة الغاضبة لتتوجه بموكب ضم شخصيات اجتماعية وقيادات سياسية وقطاعات نسوية وناشطين شباب فجر الخميس الماضي الى الضالع التي استقبلهم ابطالها بالترحاب ليلتحموا معهم في مسيرة حاشدة غاضبة بعشرات الالاف لتجوب شوارع الضالع رافعين اعلام الجنوب وصور الشهداء الذين سقطوا في الجليلة وهم : 1- الشهيد البطل خالد القطيش 2- الشهيد البطل عادل القسوم 3- الشهيدة البطلة حنان علي صبيرة وعشرات الجرحى والمصابين .. مرددين الشعارات الثورية المنددة بجرائم من وصفوه بالاحتلال اليمني المطالبة بالاستقلال واستعادة الدولة وطرد ه من أرض الجنوب ووصلت الى الجليلة لتقديم العزاء لأسر الشهداء ولكل ابناء الضالع الأشداء ، وتوالت بيانات الاستنكار والتنديد بهذا العمل الإجرامي من مختلف المكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان التي طالبت الأممالمتحدة ومجلس الأمن بوقف وعدم تكرار هذه الجرائم ضد أبناء الجنوب ، مستنكرين في ذات الوقت الإعلام الدولي إزاءها .