span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن قال "رياض العكبري" عضو هيئة الرئاسة اليمنية وعضو البرلمان والسفير - سابقا ان الحراك الجنوبي السلمي ولد من رحم المعاناة والذل، كتعبير سياسي مستقل وسلمي عن الرفض الشعبي الجنوبي لحرب 1994 وما مهّد لها وما تلاها من ممارسات الضم والالحاق والاقصاء والنهب والتسريح والقمع غير المسبوقة. وفي الوقت الذي قدّم الجنوبيون دولتهم وثرواتهم قربانا للوحدة، تمت معاملتهم بقسوة متناهية كمواطنين من الدرجة الثانيةان اقصر الطرق واقلها كلفة لدرء مصادر الخطر على الامن والاستقرار، تتأتى حصرا من خلال القدرة على مخاطبة جوهر ولب المشكلة، لا قشورها وظواهرها السطحية وحسب. وفي رسالة لرئيس الوزراء البريطاني السيد غوردن براون نشرتها صحيفة "القدس العربي" الصادرة اليوم بعنوان "مؤتمر لندن الدولي حول اليمن .. مصداقية على المحك" أضاف العكبري : وفقا لحصيلة وافرة من المعطيات والقرائن الرصينة والمحايدة التي امكن رصدها طوال العقود الثلاثة المنصرمة، فان النظام القبلي - الاسري - البوليسي - الفاسد في صنعاء، ورئيسه المزمن، هو المنتج الرئيسي لجميع الازمات والمفاسد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والاختلالات الامنية والحروب المشتعلة، المتخمة بها جمهورية التوريث والعسكر. لافتا العكبري إلى ان الخلل العميق في بنية وطبيعة النظام السياسي الدكتاتوري المهترئ، هو العائق الاساس للاصلاح والتنمية، واستئصال منابع التطرف والارهاب ، وهو الاصل في الاسباب المؤدية الى استفحال تفكك نسيج الوحدة، لدرجة ان المراقبين اضحوا على يقين من ان الامور بلغت فعلا نقطة اللاعودة. وتبيّن التقارير والدراسات الموثوقة المنشورة بان نظام صنعاء يعد بجدارة مقبرة مثالية للمليارات من الدولارات التي تدفقت على اليمن بسخاء خلال العقود الثلاثة الماضية.
وأشار العكبري إلى ان مبادرت عقد مؤتمر لندن حول اليمن، في السابع والعشرين من الشهر الجاري، بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي، تعكس القلق الدولي المتزايد ازاء تفاقم تردي الاوضاع في هذا الجزء المضطرب من العالم. ومن نافلة القول، ان مصداقية وفعالية الاستراتبجية والخطط موضوع النقاش لمواجهة تحديات المسألة اليمنية، ترتهن بمدى اعتماد المجتمعين للنظرة الشمولية، العادلة والمتوازنة، لمصالح وانشغالات جميع الاطراف المحلية والاقليمية والدولية على حد سواء. span style=\"color: #800000\"نص الرسالة التي نشرتها صحيفة القدس العربي span style=\"color: #333399\"السيد غوردن براون رئيس وزراء المملكة المتحدة ان مبادرتكم لعقد مؤتمر لندن حول اليمن، في السابع والعشرين من الشهر الجاري، بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي، تعكس القلق الدولي المتزايد ازاء تفاقم تردي الاوضاع في هذا الجزء المضطرب من العالم. ومن نافلة القول، ان مصداقية وفعالية الاستراتبجية والخطط موضوع النقاش لمواجهة تحديات المسألة اليمنية، ترتهن بمدى اعتماد المجتمعين للنظرة الشمولية، العادلة والمتوازنة، لمصالح وانشغالات جميع الاطراف المحلية والاقليمية والدولية على حد سواء. وكما تفيد عبر ودروس التجارب الاخرى المماثلة، فان اقصر الطرق واقلها كلفة لدرء مصادر الخطر على الامن والاستقرار، تتأتى حصرا من خلال القدرة على مخاطبة جوهر ولب المشكلة، لا قشورها وظواهرها السطحية وحسب. ووفقا لحصيلة وافرة من المعطيات والقرائن الرصينة والمحايدة التي امكن رصدها طوال العقود الثلاثة المنصرمة، فان النظام القبلي - الاسري - البوليسي - الفاسد في صنعاء، ورئيسه المزمن، هو المنتج الرئيسي لجميع الازمات والمفاسد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والاختلالات الامنية والحروب المشتعلة، المتخمة بها جمهورية التوريث والعسكر. ان الخلل العميق في بنية وطبيعة النظام السياسي الدكتاتوري المهترئ، هو العائق الاساس للاصلاح والتنمية، واستئصال منابع التطرف والارهاب. وهو الاصل في الاسباب المؤدية الى استفحال تفكك نسيج الوحدة، لدرجة ان المراقبين اضحوا على يقين من ان الامور بلغت فعلا نقطة اللاعودة. وتبيّن التقارير والدراسات الموثوقة المنشورة بان نظام صنعاء يعد بجدارة مقبرة مثالية للمليارات من الدولارات التي تدفقت على اليمن بسخاء خلال العقود الثلاثة الماضية. ولمّا ان التنمية والوحدة والديمقراطية والجمهورية والثورة تقع في رأس قائمة اكاذيب نظام صنعاء، فانها بالتأكيد تحتل اسفل قائمة اهتماماته واولوياته. ان ادارة البلد بالازمات، وبواسطة اكثر الاعراف القبليه تخلفا، والانشغال بترتيبات التوريث وبالتغييرات الدورية المزاجية للدستور، وبمشتريات وتجارة السلاح وبالاستعراضات شبه اليومية للوحدات العسكرية المزروعة بكثافة في المدن الرئيسية، وخصوصا في الجنوب، كان الشغل الشاغل للرئيس صالح. وفي البلد الافقر بين الدول العربية، تجاوز الانفاق العسكري ارقاما قياسية. واضحت ادارة شبكات تهريب السلاح والمخدرات صنعة حكومية باحتراف قل نظيره. لقد نخر الفساد مفاصل الدولة المنهكة اصلا، في بلد تنضب موارده النفطية والمائية على نحو مريع. وهكذا، فان اية استجابه لحملة التسوّل الدولية النشطه التي قامت وتقوم بها صنعاء للحصول على دفعه جديدة من الاموال والامدادات العسكرية والدعم اللوجستي والاستخباراتي، لن يفهم منها سوى كونها تجاوبا غير منطقيا مع الدهاء القبلي، واستجابة انفعالية غير مدروسة ومتسرعة لخطط الرئيس صالح الرامية الى جرجرة المزيد من القوى الاقليمية والدولية للانزلاق في مستنقع حروبه ومغامراته القبلية والمذهبية اللامتناهية التي يشنّها تحت رايات الحرب على الارهاب. ان الاكثر خطورة من بين كل تلك الاشياء، هو حصول النظام ، رغم الاجماع على صدقيته المتآكلة وشرعيته المنقوصة - داخليا وخارجيا - على ما يسعى اليه من مظلة دولية واقليمية لاطالة امد بقائه فترة اطول جاثما على انفاس الشعب، ومنحه غطاء مجانيا من القادة المجتمعين في مؤتمر لندن، للانقضاض على معارضيه، والاستمرار مصدرا وبؤرة متقده لاشاعة المزيد من عدم الاستقرار والتخويف والابتزاز. ان براعة نظام صنعاء في خلط الاوراق لم تعد تجد من تنطلي عليه. فالحراك الجنوبي السلمي والقاعدة والحوثيين ملفات لا يجمعها رابط البتة. اذ ان لكل من تلك القوى اجندتها وغاياتها المختلفة باختلاف اسباب وظروف نشأتها وتطورها. وفي الوقت الذي بدأ الحوثي فيه نشاطه كصنيعه وحليف للنظام (تنظيم الشباب المؤمن)، وفي الوقت الذي لم يعد خافيا على احد ان مخازن الحرس الخاص والحرس الجمهوري - التي لربما تتدفق نحوها الامدادات الجديدة الموعودة - هي المصدر الرئيسي لمد الحوثيين بالعتاد والذخيرة، بما في ذلك راجمات الصواريخ التي تقصف بها الاراضي السعودية ومضادات الطيران وغيرها من الاسلحة المتوسطة والثقيلة، وفي الوقت الذي اضحت صلات القصر الجمهوري والقاعدة ومشائخ التطرف السر المعروف، فان الحراك الجنوبي السلمي ولد من رحم المعاناة والذل، كتعبير سياسي مستقل وسلمي عن الرفض الشعبي الجنوبي لحرب 1994 وما مهّد لها وما تلاها من ممارسات الضم والالحاق والاقصاء والنهب والتسريح والقمع غير المسبوقة. وفي الوقت الذي قدّم الجنوبيون دولتهم وثرواتهم قربانا للوحدة، تمت معاملتهم بقسوة متناهية كمواطنين من الدرجة الثانية. ان صنعاء الضعيفة والمهادنة امام القاعدة والحوثيين والنزاعات والثارات والتقطعات والاختطافات القبلية التي تعم البلد ليل نهار، تبدو شرسة في قمع المسيرات السلمية في الجنوب، وفي التطبيق الفعلي لحالة الطوارئ التي تعمّ الجنوب، واطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العزل، واغلاق الصحف والزج بالصحافيين والمثقفين والنشطاء في المعتقلات. وهي في الوقت الحاضر تستميت في حملتها الهادفة وصم الحراك الجنوبي بالتحالف مع القاعدة، الفرية المفضوحة التي تكشف حقيقة اساليب صنعاء في استخدام القاعدة كورقة تحت الطلب وفقا لما تقتضيه مصالح النظام. span style=\"color: #333399\"السيد رئيس الوزراء ان ظلت اهتمامات ودوافع مؤتمر لندن محصورة في نطاق 'الخوف' من 'تحوّل اليمن الي افغانستان وصومال اخرى'، فان في ذلك ما قد يؤثر سلبا في صوغ استراتيجية عادلة للتعامل مع الملف اليمني الشائك، بما يغلّب الحلول العسكرية والامنية والاستخباراتية على الحلول السياسية. فاعتماد الحلول السياسية كمنهج للحل من شانه تجنيب العالم اعباء فتح جبهة حرب اضافية خاسرة لا محالة، في الوقت التي تبنى فيها الاستراتيجيات الجديدة على قاعدة البحث عن سبل الخروج من تلك الحروب التي مازالت مشتعلة. ان التورط التدريجي في فتح حرب جبهة جديدة في بلد شديد التعقيد كاليمن، مهما كانت التسميات والعناوين؛ 'حرب وضربات جوية استباقية' ام مجرد ارسال 'وحدات تدريبية' ام حتى الامداد 'بمعلومات لوجستية'، من شأنه ان يجلب من العواقب الوخيمة والمحبطة، ما ليس في مقدور العالم في الظروف الدولية الراهنة تحملها. ان هكذا استراتيجية سيكون لها من الارتدادات العكسية ما لن تجعل العالم اقل خطرا واكثر امنا. ومع كل ضربة جويّة يذهب ضحيتها الابرياء، ينتشي زهوا اولئك القابعين في اقبية الارهاب واولئك الذين قاموا بارسال النيجري عبدالمطلب لتنفيذ مهمته الارهابية في ديترويت في توقيت ذكي ومدروس. ان القاعدة ونظام صنعاء وحلفاءهما المعروفين منهم والمستترين هي الاطراف الوحيدة التي ستجني الثمار من اي خطأ في التقديرات. ان الافراط في 'الهلع' من عواقب سقوط النظام من شانه ان يستثمر كوسيلة للابتزاز ولشلّ الانظار عن حقيقة ان النظام اليمني القائم هو مصدر الشرور، وانه في الواقع جزء من المشكلة لا من الحل. ووفقا للمعايير الاخلاقية الاكثر مثالية، يعتقد بديهيا ان المجتمع الدولي لا يشرّفه ان يكون حليفه المفترض في تلك الحروب العبثية واحدا من اكثر الطغاة المعاصرين ترهلا وفسادا ومراوغة، و'الرجل المريض' الذي تحوم حول قدراته وصدقيته واهليته ظلالا عميقة من الشكوك والريبة. span style=\"color: #333399\"السيد رئيس الوزراء ان الخطوة المفتاحية في الوصول الى افضل النتائج في الوقت الراهن، قبل وليس بعد، واكرر قبل وليس بعد الحدوث المفاجئ للانهيار الكامل وخروج الامور عن السيطرة التامّة على الطريقة الصومالية، انّما تتمثل في التشخيص الدقيق للمكونات المركبة للملف اليمني، وبالتالي التحديد الحكيم لطرق معالجتها. وفي المقدمة لا بد من الاعتراف بوجود قضية عادلة في الجنوب، والاصغاء الى ممثلي الحراك السلمي الجنوبي في الداخل والخارج، والى ممثلي مختلف شرائح الشعب الجنوبي دون استثناء، بمن فيهم اولئك الذين يحبذون اعتماد النظام الفيدرالي، وكذلك اولئك الذين يطالبون بالحق في تقرير المصير واستعادة دولتهم وفك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية. ويمكنكم، ياسيادة رئيس الوزراء، تحرّي المؤشرات الموثوقة التي تفيد بان غالبية الجنوبيين يجمعون اليوم اكثر من اي وقت مضى على ضرورة الاستفادة من دروس الماضي، وان الغالبية منهم تواقون الى العيش بكرامة في ظلال دولة ذات هوية مدنية وديمقراطية تعددية، لا تشبه في شيء النظام السياسي للجمهورية اليمنية والجمهورية العربية اليمنية. تماما كما لا يخطر ببال اي عاقل مجرد التفكير بالعودة الى المشيخات والسلطنات او ما كان يعرف باتحاد الجنوب العربي. وفي هذا السياق، فان من المهم جدا التاكيد على استحالة العودة باي صورة من الصور الى نظام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وحكم الحزب الاشتركي اليمني من جديد. اذ ان جلّ ما يصبو اليه اهل الجنوب هو العيش في دولة تضللها العدالة والمساواة والمواطنة المتساوية، يسود فيها النظام والقانون، تصان فيها الحريات وحقوق الانسان، دولة مدنية عصرية لا مكان فيها البتة لقوانين القبيلة واعرافها البالية، وخالية تماما من كل بؤر الارهاب والتطرف كالقاعدة وشقيقاتها. واخذا بعين الاعتبار انشغالات دول الجوار والمجتمع الدولي وسعيهم للحصول على تطمينات مستقبلية، لكم ان تثقوا بان الجنوبيين لن يكونوا سوى قوة ضامنة وشريك امين للدول الشقيقة الجارة وللمجتمع الدولي من اجل ترسيخ وضمان امن واستقرار هذه المنطقة الحساسة من العالم. وكمعيار لمدى جديّة الجهود الدولية لايقاف التدهور الجاري حاليا وتجنب الانزلاق الكامل نحو المجهول المرعب، لا يمكن تصور انفضاض مؤتمر لندن دون ان يسمع حاكم صنعاء القول الفصل والحاسم بالكف عن العبث بامن المنطقة وايقاف الحرب في صعدة دون ابطاء، وكذلك اجباره على الالتزام بالبدء الفوري بالاصلاحات البنيوية للنظام السياسي برمته، دون مراوغة او تسويف كما جرت عليه العادة في الماضي. ان ايقاف حالة الطوارئ والاطلاق الفوري لسراح المعتقلين السياسيين ورفع الحظر عن الصحف الموقوفة، ليس سوى خطوة اولية لاختبار مدى جديّة النظام في صنعاء للاستجابة لنداءات وقف التدهور. تمنياتي لكم بالسداد. span style=\"color: #333399\"' عضو هيئة الرئاسة اليمنية وعضو البرلمان والسفير - سابقا
span style=\"color: #800000\"المصدر : القدس العربي