العيد فرحة بكل المعاني في كل مكان وفي كل زمان مع بعض التفاوت من مكان إلى آخر ولكن العيد في هذه السنة ممزوجة بين فرحة استقباله وحيرتنا في توفير مستلزمات الفرحة لإبنائنا وتبقى مشكلة جميع أصحاب الدخل المحدود والمعدوم مؤجلة الحلول إلى إشعار آخر! فتلاشت فرحة العيد وبهجته بسبب موجة الغلاء المستمرة للمواد الضرورية طوال العام والتي تزداد مع حلول شهر رمضان المبارك وتصل ذروتها مع قرب عيد الفطر المبارك. للأسف لم يعد قدوم العيد سعيدا لأنه يأتي محملا بالهموم والمطالب الباهظة الثمن التي لا تتوفر لدى الأغلب إن لم نقل الكل فمعدل الرواتب لا يسد حاجة العائلة اليومية. ولكن في الوقت نفسه من الصعوبة علينا ان تتغاضى عن احتياجات وتساؤلات أولادنا التي ما انفكت تحلم بملابس العيد وبهجته ومهما حاولنا إفهامهم أن السوق يشتعل بالأسعار المرتفعة وان تغطية نفقاتهم ستقصم ميزانية العائلة ولن نستطيع موازنة عجز رمضان والعيد قبل عدّة أشهر قادمة. ولا يختلف أولادنا عن بقية الأولاد الذين ينتظرون كسوة العيد بفارغ الصبر فهم ينتظرون العيد الذي يأتي في فترات متباعدة على أمل الفوز بكسوة العيد فالبنت تنتظر شراء الفستان الذي رأته ذات مرة في احد الأسواق والذي وعدتها أمها بشرائه لها للعيد ويحتج الولد لان والده يماطل منذ أيام في شراء احتياجات العيد له، ونحن نبرر التريث في شراء كسوة العيد، بسبب الأسعار المرتفعة في السوق للبضائع. البعض يقول أن المال موجود والمشكلة لديه تكمن في الوقت الذي عليه ان يخصصه لمتابعة ما معروض من مستلزمات العيد في الأسواق والشيء المتعب الآخر هو صعوبة إقناع الأبناء بما يلائمهم من أنواع وألوان وموديلات الأزياء، فلكل جيل ذوقه في اختيار ما يلبس فذوق الأبناء قد يبدو غريبا بعض الشيء للآباء.
ولكن يظل لسان حال الجميع الشكوى من ارتفاع أسعار مختلف السلع المرتبطة بالعيد، والذي يسهم في مضاعفة المعاناة الاقتصادية بشكل كبير، ويدفع البعض إلى الاقتراض أو تقليص مشترياتهم وكنا نأمل من المسؤولين إذا يهمهم أمر المواطنين تشديد الرقابة على الأسواق لمنع تلاعب بعض التجار في الأسعار مستغلين في ذلك زيادة حجم الطلب.
نقول للمسؤولين يكفينا إننا نكابد طوال العام من اجل توفير ما هو أهم وضروري لنبقى مستورين.. العيد قادم لا محالة.. والغالبية عاجزة تماما عن شراء كل ما يحلم به أطفالهم من ملابس وأحذية جديدة يرتدونها في العيد ونحن في دوامة الأسعار فنذهب كل يوم الى الأسواق لنجد ان رواج احتياجات العيد والتي تتركز في الملابس ولكن الأسعار وخاصة لملابس الصغار (البناتي والولادي) في ارتفاع مستمر، حالها حال جميع الأسعار التي ارتفعت قبل أيام من حلول العيد. فكيف لنا أن نزرع "البسمة" على وجه طفل تجهّم من طول انتظاره للباس العيد .. إن العيد للأطفال ولكن البهجة تغمر الآباء والأمهات عندما يرونهم سعداء والسؤال هل يمكن لمواطن محدود الدخل إن لم يكن معدوم الدخل أن يضفي البهجة والسعادة على وجوه أطفاله. فالبهجة والفرحة الطفولية لها ثمن لا يملكه . .هل يتركهم بملابسهم القديمة أم يضطر إلى الاقتراض من أجل شراء فرح طفولي للعيد ؟ والعيد يعني صلة الرحم وهذا يعني الزيارة والزيارة بحاجة إلى فلوس والفلوس بالفانوس . في الأخير تقبلوا مني أطيب التهاني وأصدق الأمنيات بحلول عيد الفطر السعيد سائلا المولى عز و جل أن يديم علينا الأفراح و العافية ويعيده علينا وعليكم بالخير واليمن و البركات . كل عام والجميع بألف خير