تشكل ملابس العيد البهجة والفرحة للأطفال على وجه التحديد فيعمدون إلى انتقائها بألوان الطفولة الدالة على براءتهم، فما إن يشرق فجر العيد حتى يعمدون إلى ارتداء ملابسهم والانتشار في مدينة الألعاب والحدائق يستمتعون بأجواء العيد السعيدة. ولأن فرحة العيد لدى الأطفال لا تكتمل إلا بشراء الملابس الجديدة والتزين بها فإن المرأة الفلسطينية والطفل الفلسطيني لديه خصوصيته في اقتناء ملابس الفرح والبهجة والسعادة وفقاً للحالة الاقتصادية التي يعانيها الشعب الفلسطيني المحاصر بأكمله فتجد بعض الأمهات تعمد إلى شرائها في غير موسم العيد مستثمرة تخفيض الأسعار حيناً وأخريات تعمد إلى تفصيلها منزلياً وبذات المواصفات التي تكون عليها الملابس الجاهزة من حيث الألوان ومجاراتها للموضة في الموديل. ملابس العيد بالتقسيط تقول لبنى وتكني بأم تامر من حي الصفطاوي شمال مدينة غزة:" أنها تعمد إلى توفير ملابس العيد لأبنائها الخمسة بالتقسيط" وبشيء من التفصيل تشير إلى أن دخل زوجها متواضع وبالكاد يفي باحتياجات الطعام والشراب لكنها أبداً لا تحرم أبنائها من الفرحة بملابس العيد لكي لا يشعروا بالنقص عن أقرانهم من أبناء الجيران والأقارب وسبيلها إلى ذلك حسب توضيحها أنها تستثمر كل مبلغ تحصل عليه من الجمعيات الخيرية التي تمد لها يد المساعدة في شهر رمضان في شراء قطعة لأحد أبنائها حتى إذا ما أقبل العيد سعد أطفالها بالملابس الجديدة. تفصيل ملابس العيد أما أم شعيب من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة فلها طريقة أخرى في تأمين ملابس العيد لأبنائها الثلاثة، تشير السيدة أن زوجها يعمل خياطاً وهو ماهر في حياكة الملابس ويقوم بشراء القماش المناسب وفقاً للموضة المتوفرة في الأسواق ويعمد إلى قص وحياكة البنطال لأطفاله الثلاثة وفق أحدث القصات التي غالباً ما يبحث عنها في كتالوجات الأزياء على الإنترنت ويعمد إلى تفصيلها فيبهر بها كل من يراها. وتلفت السيدة التي تعاني من ضائقة اقتصادية بعد أن تعطلت مصانع القطاع بسبب الحصار ورزح زوجها عاطلاً عن العمل أنها تعمد إلى تدبير أمورها بعمل جمعيات نقدية أو ادخار القليل من المال على مدار أشهر لتؤمن مبالغ تستطيع بها شراء قمصان لأبنائها الثلاثة تتناسب مع البناطيل التي حاكها والدهم، وتضيف قائلة:"لا أستطيع أن أحرم أطفالي فرحة العيد". نوعان من الملابس وتعمد الفتيات في العيد إلى الاهتمام بملابسهن فلا عجب أن تجدهن يشترين أكثر من قطعة إحداها تناسب البيت واستقبال المهنئين بالعيد من الأقارب والأرحام وأخرى للزيارات العائلية. تؤكد هديل زين الدين في السنة الثالثة من دراستها الجامعية أنها تهتم بشراء ملابس العيد مؤكدة أن شراء الملابس لا يقتصر على الأطفال فقط لافتة إلى أنها تستغل عيديتها أحياناً لشراء ما ينقصها من ملابس ، وتضيف أنها تقوم بشراء الملابس برفقة صديقاتها فيساعدنها في الاختيار المناسب وفق آخر خطوط الموضة ذلك أن والدتها تكون مشغولة بشراء الملابس لأشقائها الصغار وتستكمل الفتاة أنها وصديقاتها تعمد إلى شراء نوعين من الملابس إحداها لاستقبال الزائرين في العيد وأخرى للخروج بها في زياراتهن مع الأسرة مشيرة إلى ضرورة شراء ما هو مناسب لطبيعة الجسم وشكله وعدم اللهث فقط وراء الموضة سواء في التصاميم أو الألوان. شراء الملابس مبكراً وتلفت أم المجد في نهاية العشرينيات من عمرها وتعيش في مدينة خانيونس أن لديها عادة في شراء ملابس العيد لطفليها فهي لا تنتظر للأسبوع الأخير من شهر رمضان قبيل حلول العيد بل تعمد إلى شرائها في وقت مبكر وقد يكون أحياناً قبل هلال رمضان، وتضيف قائلة :"أحياناً أجد ملابس مميزة وبماركة عالمية في الأسواق تأتي في فترة فتح المعابر فأعمد إلى استثمار الفرصة وأقتنيها لأبنائي لارتدائها في العيد" وتتابع السيدة أن سبب آخر يدفعها لشراء ملابس العيد لأطفالها في وقت مبكر يكمن في التفرغ للعبادة والتقرب إلى الله خاصة في أيام العشر الأواخر موضحة أن الأسواق في هذه الأيام تزدحم بالمتسوقين رجالاً ونساء وأطفالاً ما يعرضها لفقد ثواب الصيام بين الجموع الغفيرة من المتسوقين إذا ما رمقها أحدهم بنظرة.