كثر الحديث -هذه الأيام- حول الصعوبات والعوائق والعقبات التي تقفُ في وجه الاستضافة المرتقبة ل(كأس) دورة الخليج العربية، في نسختها 'العشرينية' في اليمن! كما ارتفعت وبصورة غير مسبوقة، الاصوات، المطالب (اصحابها) بإعادة النظر في موضوع الاستضافة برمتها، وحجة تلك الاصوات، أن بلادنا فعلا، غير جاهزة، وخاصة في الجوانب الأمنية، المؤمنة لسلامة وأمن الضيوف الكرام، من دول مجلس التعاون الخليجي! حيث من غير المعقول ولا المقبول، أن تتم هذه الفعالية الرياضية الكبرى، أواخر العام الجاري، في ظل تدهور الاوضاع الامنية وحالة العصيان المدني، (المتفاقم ) والمتواصل الى ما شاء الله تعالى، وخاصة في محافظة أبين التي يجري الاعداد لها، لتكون إحدى ابرز محطات الاستضافة المأمولة للكأس الخليجية القادمة! شخصيا أرى استحالة الاستضافة، في بلادنا، لاسباب كثيرة ومتعددة، لعل أهمها الحالة الأمنية 'غير المستقرة' التي تعيشها محافظات الجنوب، على وجه العموم، وابين وعدن ولحج على وجه الخصوص! طبعاً؛ كلام ك (هذا)، قد لا يسرّ الجهات المنظمة، لهذه البطولة والتي تسابقُ الزمن إنجازاً لمشاريع البنية التحتية، الخاصة بهذه البطولة والتي عادة، ما تعلن، عبر وسائل الاعلام المختلفة، أن نسبة التنفيذ لهذه المشاريع، مشجعة، وان الأعمال في تلك المنشآت الرياضية والفندقية تسير سيرا حسنا وبوتائر عالية! لا تشكيك ولا تقليل ولا تقزيم لدور إخواننا، في الجهات ذات العلاقة بالاستضافة، فقط ؛ نتطلع الى تصفية الملعب وتنقية الاجواء وتسهيل مهمة الضيوف، في الاستمتاع بضيافة تليق ببلدنا، وحضارته الضاربة جدورها، في أعماق التاريخ..ولهذا ليس عيباً ولا انتقاصا من مكانتنا وسمعتنا (الرياضية) ان صارحناهم بعدم مقدرتنا على توفير الأمن والأمان لهم، خلال فترة تواجدهم في بلادنا الحبيبة الغالية! فالخمسة الاشهر المتبقية، حتى يوم انطلاق (صافرة) 'خليجي -20' ربما تشهد تصعيدا لا يتوقعه (البعض) وخاصة الجهات الأمنية اليمنية ..وهو التصعيد الذي قد يؤدي الى، افشال وتعطيل المشاريع التي نحاول إقامتها - تهيئة وإعدادا- لاستضافة مشرِّفة للكأس الخليجية (العشرينية) في اليمن! فالغليان الشعبي، في الجنوب، إضافة الى التهديدات المعلنة، من قبل عناصر (قاعدية) وإرهابية (أخرى) في المنطقة! ..كلها مقدمات و(عوامل) غير مشجعة لاستضافة آمنة، قد تسهم في زعزعة الامن والاستقرار، وتزيد من اشتعال الاوضاع وتفاقمها، وبالتالي إنفلات السيطرة عليها، ودخول البلد، في حالة من حالات 'الهرج والمرج' والفوضى و(الصراع) بكل اشكاله وصوره والوانه والتي بدأت ممهداته، تلوح في الأفق، كلما اقتربنا من موعد المحفل الرياضي المرتقب! هذه ليست صورة متشائمة، ولا قراءة (متعجلة) طائشة لطبيعة الاوضاع في بلادنا .. ولا تنفيراً للضيوف الاعزاء الكرام، القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، بل حقائق، تؤكدها مؤشرات جلية على الارض، ناهيكم عن طبيعة الحراك السياسي الامني (المحتدم) في المنطقة على وجه العموم، واليمن على وجه الدقة، وهي أمور لا ينبغي إغفالها ، او اعتبارها (مكايدة) من شخص (مغرض) لا تهمه مصالح بلده كما درجت العادة (رسميا ) في وصف مثل هكذا طروحات واجتهادات (منطقية ) وملامسة للواقع-! وقبل الختام ارجو -غاية الرجاء- ان نكون اكثر موضوعية وعقلانية في اتخاذ الاجراءات والتدابير الرسمية حيال أي طارئ ومن أي نوع. ولهذا او ذاك من الاسباب، ليس من العيب ولا الانتقاص من قدراتنا، ان نؤجل الاستضافة، الى الدورة رقم (21) حتى تتهيأ الظروف (جميعها) لتكون اليمن - ارضا وانسانا واجهزة رياضية وفنية- على قدر من الاستعداد الكافي والمؤمن لتحقيق النتائج المرجوة والمأمولة في هذا الشأن.