تشكل دعوة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في ذكرى انتهاء الحرب الأهلية مدخلا جديدا للحوار بين مختلف فئات الشعب اليمني فالرئيس اليمني دعا الى ضرورة "التصدي بحزم لثقافة الكراهية والبغضاء والثقافة المناطقية والقروية والعشائرية وان تكون ثقافة الجميع هي ثقافة المحبة والإخاء، ثقافة الوحدة الوطنية والتسامح والبناء والتنمية " وهي مبادئ يتفق عليها الجميع ولا يختلف عليها احد ويمكن ان تكون بداية لتحقيق الأمن والهدوء والتفرغ لمعركة البناء والتنمية التي يأمل بتحقيقها المواطن اليمني في مختلف مناطق تواجده. إن دعوة الرئيس اليمني تأتي في وقت يمر به اليمن في ظرف دقيق وحساس فالمبادرات التي أعلنت للحوار بين الحكومة والمعارضة لا زالت تراوح مكانها ونزيف الدم اليمني مستمر وآخره كان يوم أمس حين قتل مواطنان وأصيب آخران بجروح خلال تظاهرة لما يعرف بالحراك الجنوبي في اليمن. من المؤسف ان تتجدد دعاوى الانفصال في اليمن بعد عقود من الوحدة والانسجام، وان تستغل المظاهرات الشعبية بمدن الجنوب المختلفة لمطالب تدعو علنا لفصل الجنوب عن الشمال وكأن الشعب اليمني أصبح شعبين مختلفين متخاصمين لا تربط بينهما وشائج المواطنة والأخوة والتراث المشترك والعقيدة الدينية وصلة الرحم. من المهم ان يدرك الشعب اليمني بمختلف أحزابه و طوائفه ان المحافظة على وحدة البلاد مسؤولية جماعية تقع على عاتق الجميع، المعارضة قبل الحكومة ومواطني الجنوب قبل مواطني الشمال وانه لا بديل أمام اليمنيين إلا الوحدة وان أي دعاوي أو شعارات تدعو لفصل الشمال عن الجنوب غير مقبولة. إن الحفاظ على وحدة اليمن وتكريس النهج الديمقراطي في البلاد الخيار الوحيد للتطور والتقدم والخروج من دوامة الأزمات في اليمن ومن هنا فإن كل القوى و الأحزاب السياسية في اليمن مطالبة بتغليب لغة العقل والبدء بحوار سياسي غير مشروط لحل الأزمة اليمنية فالحوار الوطني الجاد والمخلص بين كل القوى السياسية هو المرتكز الأساسي لحل المشكلات التي يعاني منها اليمن وليس لغة السلاح والعنف ومطالب الانفصال.