أجد ذاتي في كل هذه الساحات الثائرة ، مع كل هؤلاء المحتشدين في الميادين ، هتافاتهم أصبحت ملئ سمع الدنيا وبصرها، كم تبدو اليوم صورة اليمن بهية في عيون أهلها ومحيطها وكل الدنيا ، مثالا للعزة والكرامة ورمزا للإباء رافضة الظلم والطغيان ، فشكرا لهؤلاء الثوار الشباب الذين رسموا لليمن عنوانا جديدا وكسروا تلك الصورة البائسة لبلدهم في عقول ومخيلة العالم. على مدى عقود كرس الحاكم ووسائل إعلامه وزبانيته تلك الصورة القاتمة للشعب اليمني، باعتباره الشعب العالة والفقير وغير المنتج .. الشعب الهمجي ،القبلي وأرض تنظيم قاعدة جزيرة العرب ..القنبلة الموقوتة .. رؤوس الثعابين والشعب المفتت والمجزئ إلى أربعة أشطار. هذا الحاكم لا يملك من مؤهلاته القيادة غير العجز والفشل .. الفساد والعبث .. الدمار والبطش بالشعب ، تسول بنا الدنيا وراح يطلب المساعدات، حد إهدار كرامة الشعب الأصيل ، ووصل المستوى بنا أن كتب إعلان على حفاضات الأطفال: ( اشتري حفاضات (pampers) وأنقذ حياة طفل يمني) ليتم التبرع بقيمتها لشراء لقاح أطفال اليمنيين. هذه الهبة الشعبية والثورة المتعاظمة في كل أرجاء الوطن، أعادت الاعتبار لنا كيمنيين، ولهذا أستطيع اليوم وبكل فخر أن أتحدث عن انتمائي لهذا الوطن ، اليوم فقط أستطيع أن أهتف بأعلى صوتي : رددي أيتها الدنيا نشيدي رددي وأعيدي وأعيدي .. عشت إيماني وحبي أمميا ومسيري فوق دربي عربيا وسيبقى نبض قلبي يمنيا .. لن ترى الدنيا على أرضي وصيا. الشعب اليمني أذهل الدنيا يوم خاض ثورته السلمية ، وشهد العالم هذا البلد القبلي و الخمسين مليون قطعة سلاح وقد صنع ثورته الحديثة في ساحات التغيير وليس في جبهات القتال، حمل الورود ورابط بصدور عارية فقهر عنف النظام المتهالك، لأنه يتمثل مقولة المهاتما غاندي: أومن أن اللاعنف يتفوق على العنف بصورة مطلقة والتسامح أقوى من العقاب.