قرار جمهوري بإعلان حالة الطوارئ    العليمي يتهم الإمارات بدعم تمرد الانتقالي ويعلن قرارات لتصحيح مسار الشراكة    قيادي في الانتقالي يتهم السعودية بالاعتداء على حضرموت ويصفه بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي    مصادر: استئناف الأنشطة الملاحية في ميناء المكلا عقب تعرضه لضربات جوية    مكون الحراك الجنوبي يعلن تأييده لبيان قائد الثورة بشأن الصومال    السيناريو الجديد في حضرموت.. عسكرة الموانئ وانفجار صراع الوكلاء    اتفاق الأسرى.. وخطورة المرحلة    أمريكا تزود الكيان بصفقة طائرات (اف 35)    انخفاض للحرارة الى مستوى الصفر    تأهل 14 منتخبا إلى ثمن نهائي أمم أفريقيا.. ووداع 6    الطيران السعودي ينفذ ضربة جوية في ميناء المكلا    عدوان سعودي بغارات جوية على ميناء المكلا (تفاصيل الضربة)    نائب وزير الثقافة يزور الفنان محمد مقبل والمنشد محمد الحلبي    الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    الصحفي والأكاديمي القدير الدكتور عبد الملك الدناني    سفر الروح    بيان صادر عن الشبكة المدنية حول التقارير والادعاءات المتعلقة بالأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة    صنعاء: الاعلان عن موعد بدء صرف مرتبات نوفمبر 2025    صنعاء.. الحكومة تدرس مشروع برنامج استبدال سيارات المحروقات بالسيارات الكهربائية    فريق السد مأرب يفلت من شبح الهبوط وأهلي تعز يزاحم على صدارة تجمع أبين    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والخدمة المدنية والتأمينات    أذربيجان تؤكد دعمها لوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه    النفط يرتفع في التعاملات المبكرة وبرنت يسجل 61.21 دولار للبرميل    التحالف الإسلامي ينظم دورة حول القانون الدولي الإنساني وعلاقته بمحاربة الإرهاب    لملس يناقش أوضاع المياه والصرف الصحي ويطّلع على سير العمل في المشروع الاستراتيجي لخزان الضخ    إيران والسعودية تتباحثان حول اليمن ولبنان وتعزيز التعاون الإقليمي    لقاء تشاوري بوزارة الاقتصاد حول تعديل قانون مهنة تدقيق ومراجعة الحسابات    صنعاء تحتضن أول بطولة لكرة القدم لمبتوري الأطراف من جرحى الحرب    لوحات طلابية تجسد فلسطين واليمن في المعرض التشكيلي الرابع    الصين تدعو إلى التمسك بسيادة اليمن ووحدة وسلامة أراضيه    تحذير أمريكي: تحولات شرق اليمن تهدد التهدئة وتفتح الباب لصراع إقليمي    الأرصاد يتوقع حدوث الصقيع على أجزاء محدودة من المرتفعات    إدارة أمن عدن تكشف حقيقة قضية الفتاة أبرار رضوان وتفند شائعات الاختطاف    قراءة تحليلية لنص "من بوحي لهيفاء" ل"أحمد سيف حاشد"    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع خمس كيانات مصرفية    بسبب جنى الأرباح.. هبوط جماعي لأسعار المعادن    المنتخبات المتأهلة إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2025    وزارة الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    الإفراج عن 108 سجناء من الحديدة بمناسبة جمعة رجب    حمداً لله على السلامة    خلال تدشينه مشروع التحول الإلكتروني لصندوق التقاعد الأمني .. اللواء المرتضى: المتقاعدون يستحقون الاهتمام فقد أفنوا سنوات طويلة في خدمة الوطن    إيمان الهوية وهوية الإيمان    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    فلسطين الوطن البشارة    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العوده الى عدن .. نداء للقيادات الجنوبيه
نشر في حياة عدن يوم 02 - 02 - 2012


احمد عبداللاه
لن أغزو عواطفكم بخطاب رومانسي لكنني استخدم مفردات لا تأتي من قواميس السياسه الجافه ، الضحلة، المستهلكه ،النتنه كحضائر ( الموجودات المحرمه) .. علها تخترق سراديب الارواح المختومة بسبعة وسبعين لون من الأمزجة المتعبه.
عواصم المهجر تربتها صماء.. عارية ، لا سقف لها ويستحيل أن يحمل قائد ما قضية على أكتافه المهاجره ينتظر شهامة الاعلام أو بوح البحار.
إنها حكاية معقده لولا أن العسر كان المبرر الأول للجوء إلى ميادين بعيده وأرصفة تحمل هموم الغرباء أكثر مما تذكر بأقدام البؤس الزاحفة على التراب الوطني.
هل انقضى ذلكم الزمن وتكرمت البوادر الآن لان تفسح للأمل طريقآ للعوده ؟
نقول الان بلا ...
ألعودة إلى عدن مطلوبه وهي بداية السفر الحقيقي .. ولكي تستردوا الارض والسماء عليكم أن تتسابقوا الى قلوبكم .. وهي مزروعة هناك في مكان ما في عدن وليس في أي مكان آخر على هذه الأرض..
كانت أسفار العوده تحمل مشقات عظام لا حصر لها في كتب التاريخ والأساطير ، إلا انها كانت حتمية وتسبق الموت قليلا لكي تفتح سبلا لحياة الآخرين.
لا نتحدث هنا عن سفر عودة اسطوري يتطاول على الوقائع الماديه حول الامكانات والجغرافيا بل أنها مسألة أقل من أي كسر عشري من البطولات بالمفهوم التقليدي .
لقد أصبح ممكنآ جداً أيها( القاده ) أن تختاروا هواء عدن الرطب لفتح مسامات الحوار بينكم وهناك ستجدون الذكريات .. وعشب المحبه لازال أمامه متسع لينمو ، وستجدون الابواب مؤصدة تماماً امام القرارات الجائعة .. وسترون أن الرمال قد طمرت آخر المنعطفات ( التاريخيه) التي خلفتم وراءكم .. وبأن هناك قارب على شاطئ البحر ينتظر الفجر والشمس الطالعه ليعلن انتماءه للآفاق الواسعه . لن يكون هناك فجر للدماء ولم تعد هناك مسالك نحو الماضي .. كل الماضي - من شرق الاستقلال الى (غرب الكهوف الفاجعه) ...
تم إغلاقه ليس يدويا او عاطفيا بل لانه انزلق تاريخيا الى جروف تتصل باغوار سحقتها الطبيعة البشريه المتجدده بالاعمار وبالعقول والتجارب المره ، بالطبيعة الغرائزيه النافره من حلقات الماضي وفصوله وأدواته وأصواته و ( حكمائه) الذين ان وضعوا حكمة ما ظهرت وراءها مأساة وضحايا وأمجاد من الوهم .. وخلف كل مشروع سياسي وباء وطني غير مدروسة عواقبه وعلاجاته.
لا نظن الآن أن الكاميرات والأضواء والصور الفوتوغرافيه في الخارج تقيم ظلا بحجم عصفور صغير او تبعث مسرة او حتى تستنبط أملآ من بين السطور الواهنه.
من عدن فقط إن اتيتموها عائدين ستبدأ رحلة الحصاد الحقيقيه تنتزع الضياع من النفوس وتنسج
غرسآ طيبآ لشقائق الارض .
هنا ساحات مفتوحة على اليوميات المحسوبة في كشف الحقائق وهنا يمكن الحديث عن الاصطفاف والتوحد وكل مفردات المسار متاحة لان تخوضوا غمارها بمواصفات القيادة وليس بنداءات الاستغاثه من وراء ( الخيبة والشتات ) وبفارق محيطي بينكم وبين ما يعيشه أهلكم.
إنها روعة التحدي منزوعة الانانية والبيروقراطيه النضاليه عبر البيانات والخطابات والمؤتمرات .. فعلى الارض فقط تضعون اللبنة الاولى للحقيقه.
وفي عدن تستلهمون جدية الحوار الوطني دون سيادة او ريادة او بابوية تاريخيه وعلى مقربة منكم ستكون أصوات الجماهير اشد وضوحا دون وسائط الأثير والفضاءات الغناء المسخره لخدمة ذوي الامتيازات ووكلاء الثورات . . ستسمعون أصوات النساء والرجال واضحة كشموس عدن وشامخة كأطوادها المنزوعة من أحشاء البحور.
هكذا تعلمنا جميعا من التاريخ ومن ابجدياته ومن كل تجارب الدنيا بأن تحقيق الأهداف الوطنيه يبدأ بالاجماع عليها فوق ارض الواقع بشرط ان تحقق طموح الاغلبيه الساحقه من السكان.. ومن ثم يسير النضال السلمي بآفاق رحبه تتجمع عنده الطاقات في حشود تقنع الدنيا بعدالة القضية وهذا بالطبع اهم سلاح وأقوى خطاب ..
وتلك لو تعلمون أعلى من أي رهان على أي قوى اقليميه او دوليه. فالثورات العربيه لم تطلب الأذن من دول المشرق والمغرب بل انها استدرجت تلك الدول لركوب الموجه كل بطريقتها.
ستغنيكم العوده الى عدن عن البحث في صيغة لإشتقاق الوسائل او تفسير ( التكتيكات ) او إخراج الحبكة بما يبرر وجودكم في هذه العاصمه او تلك وترفع عنكم عناء الضغوط العاليه وامزجة السياسات الخارجيه التي تتقاذفها المصالح ويختصرها مسلسل الخوف من جلب الازمات وحتى عناء الوصايا المدججه بحسن النوايا ( الخبيثه).
عدن ستزيل عن عيونكم أرق المسافات والتباس البعد ،
فالمكان يساهم كثيرا في توحيد الامزجه واستنطاق مكنونات الأنفس .. والمكان هو البعد المادي الاكثر صلابه في إتقان اختيار الوسائل وتطويرها ووضوح الرؤيه والإحساس بالاستمراريه.
ووحدها عدن وخلافا لكل عواصم الدنيا لها شمس قريبة من الارض وقمرها تكوكبه الأكف على شطآن الحالمين ولديها بحر يزود العابرين بالاحساس بان الحياة تتجدد فقط في عدن.
وعليكم أيها القاده بل علينا جميعا ان نرمي كافة الأعمار خلفنا ونحسب ما نحياه هناك لكي نكون منصفين ولكي لا نتشرذم بين الماضي والغيب او ان ندع المجال لتفريخ قضايا فرعية في القضيه الرئيسيه ونقطع جنوبا من الجنوب او شرقا من الشرق .
لقد آن الاوان بان يفهم العالم ان اي تباطؤ او تهاون في حل القضية الجنوبيه انما هو مدخل لخلق مزيدا من التعقيدات في اليمن ودول المنطقه حيث تصبح الأجواء ممكنه لاختلاق قضايا فرعيه هنا وهناك وانحدار نحو التطرف والضياع .. ولا يمكن لاحد ان يتفهم ذلك دون ان تكون القيادات على الارض لتقرأ بشكل يومي احتدام المواقف وتشعبها وما يتطلبه الامر من اتخاذ تدابير حقيقيه ومخاطبة الداخل والخارج والاستعداد للحوار تحت سقف واضح بما تمليه ارادة الغالبيه الجماهيره الواعيه ..
مع التنويه بان الترفع والاستعلاء فوق ارادة الناس ومشاعرهم او محاولة تضخيم الرصيد الذاتي لهذا القائد او ذاك عملية مكشوفة بعد كل تلك التجارب وسيصاب اصحابها بالفشل .
ولم يبق من الاعمار ايها القاده هوامش للتكتيك من اجل مجد شخصي.
ليس مجازا ما نكتب بالرغم ان المجاز معشوق جدًا حين يكون الواقع قبح. لكن الفرد منا يحاول أن يجمع ما في خزائنه ليساهم بالكلمة في قضية حيويه لدرء الخوف من الشتات ومن تلوين المصائر.
والحقيقة أيها القاده انها لن تنقصكم الوسائل الفعاله لتتمكنوا من العوده ان كانت لكم اراده على ان تكون عودتكم مشفوعه بالامل لتوحيد الجهود والمكونات من اجل مخاطبة العالم بصوت واحد وهو بيت القصيد .
بقي كلام مهم وهو ان الدعوه لعودة القيادات الجنوبيه لا يعني انها تمتلك المشروعيه التاريخيه في كل زمان لان تكون القيادة مفصلة عليها حصريا بل الدعوه للعوده ستحقق مسائل غاية في الاهميه يدركها الجميع في هذ الزمن الانتقالي والذي يجب التعامل معه بشكل مباشر دون وسائط.
ونشدد هنا في هذا السياق بانه على مناضلي الحراك ان يقرأوا بامعان الدروس المستخلصه من الربيع العربي وان يستوعبوا كل الملابسات التي رافقت انتصاراته ومآلاته التي نهبت بشكل او بآخر إما عبر التسويات السياسيه أو عن طريق صناديق الاقتراع التي قطفت سريعا براءة الثورات دون ان تمهل الثوار لكي يقلبون أكفهم .
وهكذا كانت الثورات تلك صفحات بيضاء تركت للأيادي المنبعثة من غبار التاريخ أن تملأها بالحبر الاسود.. حيث لا يملك الشباب سوى دمهم المهدور وطاقاتهم التي يقدح وهجها الى الفضاءات الواسعة والهواء الطلق.. لكن الدواليب كانت تسير وفق مشيئة المحترفين.
كانت الثورات اطار مفتوح امتلأت بالأنين فقط دون فهم لما يجب ان ياتي بعد ذلك وهكذا ذهبت الأوطان من جديد الى ذلك السؤال التاريخي الذي يضع آلامه مرة اخرى امام مستقبل غامض .. انها قضية للتاريخ.
ولهذا فان استلهام كل تلك المتغيرات والتزود بالوعي الحقيقي هو احد الرافعات الماديه للعمل الان من اجل تمكين الحراك الجنوبي لان( لا ) يقدم صفحات بيضاء ويترك للآخرين حق الإملاء والكتابه.. وهذا الامر لا يتناقض مع الدعوه لقيادات جنوبيه ان تعود الى عدن بل انها ضرورة لصياغة للاهداف والوسائل بعقل جمعي وتعريف المستقبل القادم.
لن أغزو عواطفكم بخطاب رومانسي لكنني استخدم مفردات لا تأتي من قواميس السياسه الجافه ، الضحلة، المستهلكه ،النتنه كحضائر ( الموجودات المحرمه) .. علها تخترق سراديب الارواح المختومة بسبعة وسبعين لون من الأمزجة المتعبه.
عواصم المهجر تربتها صماء.. عارية ، لا سقف لها ويستحيل أن يحمل قائد ما قضية على أكتافه المهاجره ينتظر شهامة الاعلام أو بوح البحار.
إنها حكاية معقده لولا أن العسر كان المبرر الأول للجوء إلى ميادين بعيده وأرصفة تحمل هموم الغرباء أكثر مما تذكر بأقدام البؤس الزاحفة على التراب الوطني.
هل انقضى ذلكم الزمن وتكرمت البوادر الآن لان تفسح للأمل طريقآ للعوده ؟
نقول الان بلا ...
ألعودة إلى عدن مطلوبه وهي بداية السفر الحقيقي .. ولكي تستردوا الارض والسماء عليكم أن تتسابقوا الى قلوبكم .. وهي مزروعة هناك في مكان ما في عدن وليس في أي مكان آخر على هذه الأرض..
كانت أسفار العوده تحمل مشقات عظام لا حصر لها في كتب التاريخ والأساطير ، إلا انها كانت حتمية وتسبق الموت قليلا لكي تفتح سبلا لحياة الآخرين.
لا نتحدث هنا عن سفر عودة اسطوري يتطاول على الوقائع الماديه حول الامكانات والجغرافيا بل أنها مسألة أقل من أي كسر عشري من البطولات بالمفهوم التقليدي .
لقد أصبح ممكنآ جداً أيها( القاده ) أن تختاروا هواء عدن الرطب لفتح مسامات الحوار بينكم وهناك ستجدون الذكريات .. وعشب المحبه لازال أمامه متسع لينمو ، وستجدون الابواب مؤصدة تماماً امام القرارات الجائعة .. وسترون أن الرمال قد طمرت آخر المنعطفات ( التاريخيه) التي خلفتم وراءكم .. وبأن هناك قارب على شاطئ البحر ينتظر الفجر والشمس الطالعه ليعلن انتماءه للآفاق الواسعه . لن يكون هناك فجر للدماء ولم تعد هناك مسالك نحو الماضي .. كل الماضي - من شرق الاستقلال الى (غرب الكهوف الفاجعه) ...
تم إغلاقه ليس يدويا او عاطفيا بل لانه انزلق تاريخيا الى جروف تتصل باغوار سحقتها الطبيعة البشريه المتجدده بالاعمار وبالعقول والتجارب المره ، بالطبيعة الغرائزيه النافره من حلقات الماضي وفصوله وأدواته وأصواته و ( حكمائه) الذين ان وضعوا حكمة ما ظهرت وراءها مأساة وضحايا وأمجاد من الوهم .. وخلف كل مشروع سياسي وباء وطني غير مدروسة عواقبه وعلاجاته.
لا نظن الآن أن الكاميرات والأضواء والصور الفوتوغرافيه في الخارج تقيم ظلا بحجم عصفور صغير او تبعث مسرة او حتى تستنبط أملآ من بين السطور الواهنه.
من عدن فقط إن اتيتموها عائدين ستبدأ رحلة الحصاد الحقيقيه تنتزع الضياع من النفوس وتنسج
غرسآ طيبآ لشقائق الارض .
هنا ساحات مفتوحة على اليوميات المحسوبة في كشف الحقائق وهنا يمكن الحديث عن الاصطفاف والتوحد وكل مفردات المسار متاحة لان تخوضوا غمارها بمواصفات القيادة وليس بنداءات الاستغاثه من وراء ( الخيبة والشتات ) وبفارق محيطي بينكم وبين ما يعيشه أهلكم.
إنها روعة التحدي منزوعة الانانية والبيروقراطيه النضاليه عبر البيانات والخطابات والمؤتمرات .. فعلى الارض فقط تضعون اللبنة الاولى للحقيقه.
وفي عدن تستلهمون جدية الحوار الوطني دون سيادة او ريادة او بابوية تاريخيه وعلى مقربة منكم ستكون أصوات الجماهير اشد وضوحا دون وسائط الأثير والفضاءات الغناء المسخره لخدمة ذوي الامتيازات ووكلاء الثورات . . ستسمعون أصوات النساء والرجال واضحة كشموس عدن وشامخة كأطوادها المنزوعة من أحشاء البحور.
هكذا تعلمنا جميعا من التاريخ ومن ابجدياته ومن كل تجارب الدنيا بأن تحقيق الأهداف الوطنيه يبدأ بالاجماع عليها فوق ارض الواقع بشرط ان تحقق طموح الاغلبيه الساحقه من السكان.. ومن ثم يسير النضال السلمي بآفاق رحبه تتجمع عنده الطاقات في حشود تقنع الدنيا بعدالة القضية وهذا بالطبع اهم سلاح وأقوى خطاب ..
وتلك لو تعلمون أعلى من أي رهان على أي قوى اقليميه او دوليه. فالثورات العربيه لم تطلب الأذن من دول المشرق والمغرب بل انها استدرجت تلك الدول لركوب الموجه كل بطريقتها.
ستغنيكم العوده الى عدن عن البحث في صيغة لإشتقاق الوسائل او تفسير ( التكتيكات ) او إخراج الحبكة بما يبرر وجودكم في هذه العاصمه او تلك وترفع عنكم عناء الضغوط العاليه وامزجة السياسات الخارجيه التي تتقاذفها المصالح ويختصرها مسلسل الخوف من جلب الازمات وحتى عناء الوصايا المدججه بحسن النوايا ( الخبيثه).
عدن ستزيل عن عيونكم أرق المسافات والتباس البعد ،
فالمكان يساهم كثيرا في توحيد الامزجه واستنطاق مكنونات الأنفس .. والمكان هو البعد المادي الاكثر صلابه في إتقان اختيار الوسائل وتطويرها ووضوح الرؤيه والإحساس بالاستمراريه.
ووحدها عدن وخلافا لكل عواصم الدنيا لها شمس قريبة من الارض وقمرها تكوكبه الأكف على شطآن الحالمين ولديها بحر يزود العابرين بالاحساس بان الحياة تتجدد فقط في عدن.
وعليكم أيها القاده بل علينا جميعا ان نرمي كافة الأعمار خلفنا ونحسب ما نحياه هناك لكي نكون منصفين ولكي لا نتشرذم بين الماضي والغيب او ان ندع المجال لتفريخ قضايا فرعية في القضيه الرئيسيه ونقطع جنوبا من الجنوب او شرقا من الشرق .
لقد آن الاوان بان يفهم العالم ان اي تباطؤ او تهاون في حل القضية الجنوبيه انما هو مدخل لخلق مزيدا من التعقيدات في اليمن ودول المنطقه حيث تصبح الأجواء ممكنه لاختلاق قضايا فرعيه هنا وهناك وانحدار نحو التطرف والضياع .. ولا يمكن لاحد ان يتفهم ذلك دون ان تكون القيادات على الارض لتقرأ بشكل يومي احتدام المواقف وتشعبها وما يتطلبه الامر من اتخاذ تدابير حقيقيه ومخاطبة الداخل والخارج والاستعداد للحوار تحت سقف واضح بما تمليه ارادة الغالبيه الجماهيره الواعيه ..
مع التنويه بان الترفع والاستعلاء فوق ارادة الناس ومشاعرهم او محاولة تضخيم الرصيد الذاتي لهذا القائد او ذاك عملية مكشوفة بعد كل تلك التجارب وسيصاب اصحابها بالفشل .
ولم يبق من الاعمار ايها القاده هوامش للتكتيك من اجل مجد شخصي.
ليس مجازا ما نكتب بالرغم ان المجاز معشوق جدًا حين يكون الواقع قبح. لكن الفرد منا يحاول أن يجمع ما في خزائنه ليساهم بالكلمة في قضية حيويه لدرء الخوف من الشتات ومن تلوين المصائر.
والحقيقة أيها القاده انها لن تنقصكم الوسائل الفعاله لتتمكنوا من العوده ان كانت لكم اراده على ان تكون عودتكم مشفوعه بالامل لتوحيد الجهود والمكونات من اجل مخاطبة العالم بصوت واحد وهو بيت القصيد .
بقي كلام مهم وهو ان الدعوه لعودة القيادات الجنوبيه لا يعني انها تمتلك المشروعيه التاريخيه في كل زمان لان تكون القيادة مفصلة عليها حصريا بل الدعوه للعوده ستحقق مسائل غاية في الاهميه يدركها الجميع في هذ الزمن الانتقالي والذي يجب التعامل معه بشكل مباشر دون وسائط.
ونشدد هنا في هذا السياق بانه على مناضلي الحراك ان يقرأوا بامعان الدروس المستخلصه من الربيع العربي وان يستوعبوا كل الملابسات التي رافقت انتصاراته ومآلاته التي نهبت بشكل او بآخر إما عبر التسويات السياسيه أو عن طريق صناديق الاقتراع التي قطفت سريعا براءة الثورات دون ان تمهل الثوار لكي يقلبون أكفهم .
وهكذا كانت الثورات تلك صفحات بيضاء تركت للأيادي المنبعثة من غبار التاريخ أن تملأها بالحبر الاسود.. حيث لا يملك الشباب سوى دمهم المهدور وطاقاتهم التي يقدح وهجها الى الفضاءات الواسعة والهواء الطلق.. لكن الدواليب كانت تسير وفق مشيئة المحترفين.
كانت الثورات اطار مفتوح امتلأت بالأنين فقط دون فهم لما يجب ان ياتي بعد ذلك وهكذا ذهبت الأوطان من جديد الى ذلك السؤال التاريخي الذي يضع آلامه مرة اخرى امام مستقبل غامض .. انها قضية للتاريخ.
ولهذا فان استلهام كل تلك المتغيرات والتزود بالوعي الحقيقي هو احد الرافعات الماديه للعمل الان من اجل تمكين الحراك الجنوبي لان( لا ) يقدم صفحات بيضاء ويترك للآخرين حق الإملاء والكتابه.. وهذا الامر لا يتناقض مع الدعوه لقيادات جنوبيه ان تعود الى عدن بل انها ضرورة لصياغة للاهداف والوسائل بعقل جمعي وتعريف المستقبل القادم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.