أن تكون ابن المكان فأنت جزء منه، أَلِفْتَ وجوه البشر ونوع الشجر وما يدبُّ على الأرض. كل شيء له خصوصية حتى إشراقة البروق وصفير الريح وعزيف الرمال وانسكاب المزن. أنت أفاتار قمر باندورا، دون تلال معلقة، تتواشج وجدانياً مع "الروح الجمعية" للأحياء (...)
لم تكن صنعاء ملَكية مثل ملَكيات الدنيا. كانت "إمامة". غزوات وجبايات وفقر وعزلة عن العالم. ربما ترك العثمانيون عيونهم الملونة وسيوفهم ومسمياتهم.. لكن البلد الذي تُقطع فيه الرؤوس عاش مغلقاً حتى زمن آخر.
تغيرت الهاشمية إلى يمنية واُطلقت معها شرارة (...)
"أم القنابل" التي ألقيت على (عطان) في نيسان 2015، وكأنها جرم سماوي ارتطم بالأرض وأطلق كتلة من اللهب العملاقة، مثلت أعلى درجات الجرأة في استخدام هذا السلاح. كان يراد لها أن تصبح سبباً في كسر معنويات أنصار الله وحلفائهم، لكن مفعولها ارتد على العاصفة (...)
لم يعد اليمن (الشمال) متصالحاً مع التاريخ والجغرافيا، ولم يعد مستقلاً بطبيعته ومنهجه أو بمواقفه وعلاقته بمحيطه، بل أصبح جزءاً من منظومة اقليمية، طائفية، وعضواً أساسياً وفاعلاً في حلف عقائدي فولاذي يتبع نظام ولاية الفقيه. وأصبحت طهران هي عاصمة (...)
في عام 67م اتخذ الرئيس جمال عبد الناصر قرار إغلاق مضائق (تيران) في وجه الملاحة البحرية الاسرائيلية ولم يمض وقت طويل حتى بدأت الحرب. وكانت حرب تاريخية، خسرها العرب و دعمت المكانة الاستراتيجية لدولة الإحتلال.
وفي حرب 73م اتخذت مصر قراراً بإغلاق مضيق (...)
عام آخر، والعابرون إليه يتركون خلفهم ما انتُزع من أعمارهم.
تلك التي لا تُحسب، في بلادنا، بالسنين وإنما بعدد التقلبات العميقة التي وزعت الحياة على فصول مبعثرة و هزّات متكررة وحروب لا آخر لها و سياقات وجدانية متنوعة، عداك عن هجرات و عواصم وثقافات. (...)
بالرغم من انتكاساته المتلاحقة إلا أن الإعلام يعتبر "قنبلة أوبنهايمر" بالنسبة لتنظيم الإخوان ومركز القوة لديه للتلاعب بالرأي العام وتضليل الشارع وتوجيهه، وتكريس الخطاب السطحي التحريضي في الفضاء الاجتماعي.
لقد استطاع التنظيم من خلال إعلامه حرف (...)
قال كاتب ومحلل سياسي جنوبي أن: "إن واقع اليوم يؤكد بأن من علمنا الحرب كان بطلاً مقداماً ولكن من علمنا السياسة كان مصاباً بقصور الرؤية وفيض العاطفة. و نخاف من أن ذلك الموروث قد تواتر في وعي الأجيال حتى أصبحت الإدارة السياسية بلا أرشيف تاريخي ملهم أو (...)
بما أننا الجيل الذي عاصر طفولة دولة الجنوب.. ثم بعد مرور عقدين ونيف من عمرها شاهدها وهي في أوج طيشها تخلع عنها علَمها وعاصمتها وتاريخها وثقافتها وشعبها، لترفع علم "الوطن الجديد" دون ضمانات أو مقومات، في عملية انتحار تاريخي… بما اننا ذلك الجيل فإنه (...)
أدركت المملكة أن تعقيدات الملف اليمني لا يمكن مقاربتها من خلال معادلة رياضية بسيطة بمجهول واحد، ولهذا تدفع نحو سلام الخروج، سلام خاص بها مع أنصار الله، بالتوازي مع تحركاتها المتعددة (قبل حرب غزة) لاحتواء ملفات المنطقة في عملية قد تبدو محاولة للتغيير (...)
باق في غزة
لا ينتظر العربي شيئاً من حكامه سوى الكلام. والحاكم الجيّد في نظره الآن هو الصامت الذي لا يزعج شعبه بالتنديد والادانات والمناشدات المخجلة.. تحديداً من جيل الذين تخرجوا من المدارس بدرجة أولياء العهد. لهذا يتمنى العربي أن يعود إلى بيئة (...)
غزة لا تصمت مثل هيروشيما، وليس لديها بروتوكولات الاختباء من الموت. هكذا يفهم عبود.. لذلك يصعد إلى السطوح وينقل بطريقته الساخرة أخبار القطاع. كوميديا سوداء، بفطرته البريئة، تجعله يتقمص شخصية مراسل إحدى القنوات و ينقل الأخبار وتعليقات خفيفة الظل بينما (...)
عادوا من خلف التباب ومن على قباب الحمم المتجمدة يتقدمون نحو قلعة الصحراء بعد أن أكلت قبيلة جُرهم مال الكعبة وفرّت إلى أرض جهينة وبعد أن ضل الهدهد طريقه إلى سيده العالي في "قصر الحكم".. ولم يبق على الأرض سوى بعض أهلها في مواجهة هذا الزحف.
وفي المدى (...)
عادوا من خلف التباب ومن على قباب الحمم المتجمدة يتقدمون نحو قلعة الصحراء بعد أن أكلت قبيلة جُرهم مال الكعبة وفرّت إلى أرض جهينة وبعد أن ضل الهدهد طريقه إلى سيده العالي في "قصر الحكم".. ولم يبق على الأرض سوى بعض أهلها في مواجهة هذا الزحف.
وفي المدى (...)
كل شيء مسموح في أعراف "الشرعية".. كن ما شئت، فأنت في نهاية المطاف من الصف وإلى الصف. حتى لو شاركت في تدمير الدولة، وتسببت في نكبة البلاد والعباد، فأنت باق على وطنيتك، وما عليك إلا أن تبدل الخطاب بكلمتين على الهواء. أي أنك بعد أن تتعب من الحرب وتنتهي (...)
بالرغم من أن الدوائر الداخلية والخارجية تدرك تماماً من يقف خلف الإرهاب في الجنوب ويموله وينظمه ويخطط له ويوظفه إلا انهم جميعا يعتبرون الأعمال الإرهابية جزء من الصراعات السياسية والعسكرية الداخلية كما يدركون بأن أهم أهداف الإرهاب في الجنوب ليس إقامة (...)
في مستهل الستينات كان "صوت العرب من القاهرة" يتفوق على أصوات العواصف. حينها كان الناس يبحثون عن عتبة للدخول إلى الحلم العربي. لكن تبدد كل شيء في ستة أيام (شيشيت هياميم). بردَ بعدها صوت المذياع وتجمدت الاناشيد في الحناجر وتراجع المبدعون إلى حزنهم، (...)
يردد البعض مقولة مجردة عائمة تبرر ضبابية المواقف و يقدمونها وكأنها اختراع نادر: "لا وحدة بالقوة ولا انفصال بالقوة". والنتيجة البقاء في "المكان صفر"، أي استمرار واقع "الوحدة بالقوة"وعلى المتضرر الانتظار حتى يصبح الذئب نباتياً.
ويقولون ايضاً: "الوحدة (...)
فشل الوحدة لا يحتاج إلى دليل أكثر من الشعار الشهير: "الوحدة أو الموت"، الذي يردده قادة اليمن (الشمال) بمستوياتهم المختلفة، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، سراً وعلناً.
لأن أي وحدة حقيقية بمفاهيمها السياسية والحضارية والإنسانية لا تحتاج إلى الموت ولا (...)
ما الفرق عند حنظلة بين أن تكون أرضه مغتصَبة من عدو خارجي أو أن يفعلها الأخوة بإسم الدين والوحدة؟ وهذا أشد مرارة وأقبح فعل. هنا ربما يتكاثف الإدهاش في أداء حنظلة، فتى العاشرة الذي تشرد في صباه من أرضه المحتلة. هو الطفل الكاريكاتوري الذي يقف على هامش (...)
الجنوب بعد "نوفمبر 67" لم يكن يمتلك أدوات حاكمة تتعامل معه باعتباره شعب كامل بذاته ولذاته، ولم يأت مسحوباً خلف عربة التاريخ التي تقودها بغال الآخرين، وأنه ليس جزئية أو شظية نافرة أو كسر اعتيادي.. بل أنه سيد الأرض وحاضر عليها منذ الأزل ولا يحتاج سوى (...)
اعتمدت الدولة السعودية الثالثة منذ أواسط القرن الماضي سياسات الصبر الطويل في تعاملها مع قضايا داخلية وخارجية. صبر فاق حسابات التكتيك والاستراتيجيا، طوله دهر وعرضه عُمر.
ومن أراد أن يتأمل في هذا الامر عليه ان يحسب الزمن الممتد: من الطفرة السعرية (...)
انتهت رسمياً عاصفة العرب ولم يعد بمقدور "هند الصغرى" أن تستغيث بهم هذه المرة لأن لدى النسخة الكسراوية وكيل محلي (نشمي) لا يسعى إلى الوشاية لكي تسحق أباها اقدامُ الفيلة، بل أصبح هو بذاته فتى التباب والقفار… فلم تنجز استغاثة ولم تشفِ نفوس أهلها من (...)
غرق الجنوبيون سنوات طويلة في البكائيات، واعتبروا أن 13 يناير آخر التاريخ. استغل الآخرون تلك المصيبة لتوطين يأس سرمدي في النفوس، "فلا أمل في استعادة الدولة الجنوبية ولا جدوى منها" حسب مزاعمهم. على اعتبار أن آخر شمس طلعت على دولة الجنوب كانت قبل (...)
ليس قدر الجنوب وحده أن يشهد صراع على السلطة داخل الحزب الحاكم فهناك ما يشبهه في بلدان كثيرة مع اختلاف المقاييس والظروف. والحديث عن أي صراعات جنوبية قديمة لا يقع بالضرورة ضمن "معادلة ممنوعة" لكنه بالتأكيد يختلف حسب المصدر والنوايا. وتلك هي (...)