المؤكد والمنطقي أن سلمية الحراك الجنوبي هي صمام أمانه ومفتاح انتصاره وقوته ،ونعلم ويعلم الجميع ان المخلوع علي صالح قد حاول مراراوتكررا جر الحراك الى مربع العنف ليسهل الانقضاض عليه ووئده آنذاك وهو مايزال في المهد،والآن نفس القوى الشمالية التي وبدون شك هي من صنع صالح أو مازالت تأتمر بأمره تسعى جاهدة الى جر الحراك الى هذا المربع القذر وهو مربع العنف لتحقق حلمها القديم الجديد في القضاء على الحراك وعلى ثورته السلمية. فأنه من الخطأ القاتل أن نساعد هولاء من حيث لا نعلم وهذه مصيبة كبرى وذلك من خلال اعلانات وتصريحات بعض قادة الحراك بخيار (الكفاح المسلح) كخيار نهائي لطرد المحتل الغاصب من ارض الجنوب ، وانا مقدر ان ذلك هو نتيجة للغضب العارم جراء الموقف الصامت والغريب والمريب للعالم العربي والاجنبي وحتى الخليجي من قضيتنا وثورتنا وما يحدث في الجنوب من قتل وابادة للعزل والنساء والاطفال، ولكن علينا ان نتحلى بالصبر والحلم وكبح جماح غضبنا فقد صبرنا كثيراً وحققنا انتصارات كبيرة في نضالنا السلمي الحضاري الذي وبدون شك ابهر العالم واصبح قدوة ورائد ثورات الربيع العربي، والذي لابد وحتما من يؤتى ثماره قريبا قريبا باذن الله تعالى وبفضل شهداء وجرحى ومعتقلي وشرفاء وعقلاء الجنوب. هذا مانريده... الطرح المتشنج والغاضب والمكابر للبعض، من قيادة الحراك الجنوبي الموجودة في الداخل أو في الخارج ، شخصيا أرى أنه طرح بالغ الضرر والبؤس ، لا يقدم رؤية واجابة شافية واضحة لحل القضية الجنوبية وبؤس الوطن الجنوبي وناسه وفق ما يتوقون له ويأملون وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة ، بقدر ما يظل أسير ثقافة مأزومة هي ثقافة الاقصاء والالغاء والشمولية و(العشوائية)و(الهوشلية) التي حتماً تضر بالقضية والثورة الجنوبية اكثرما تفيدهما..نحتاج الى أشياء أخرى ..نريد رؤى وحلولاً عقلانية ..واعية ..مدروسة..مُجربة، تفيد وتثمر..توحد الصفوف والناس وتحافظ على آدميتهم وحقوقهم وآمالهم وطموحاتهم المشروعة ونضالهم السلمي وصبرهم ومصابرتهم في الساحات ومعاناتهم وتضحياتهم الجسيمة..تحترم وتقدر دماء الشهداء والجرحى وأنينهم وعذابات الأسرى واوجاع الايتام والثكالى.. بدلاً من التشنج والمغامرة.. بدلاً من تفتيت عضد الثورة الجنوبية السلمية الواعية .. بدلاً من صراع المصالح والزعامات الفارغة وتصفية الحسابات..بدلاً من ركام البلادة واخطاء الماضي المقيت الأسود؟؟!!
