لأول مرة في تاريخ اليمن صلاة العيد تتحول الى مظاهرة    اعتراف صهيوني بفشل عدوانه على اليمن    OnePlus تعلن عن أفضل هواتفها    الذهب يرتفع والدولار يتراجع    الإسعافات الأولية في حالات الإغماء    مفاجأة علمية.. مادة في البول تكشف أسرارا مخبأة في أنسجة أدمغة عمرها 200 عام    اعتراف صهيوني بتداعيات خطيرة للعمليات اليمنية على الكيان    عقلية الاشتراكيين البلشفية جهلتهم أن 5 سلاطين من آل فضل نفتهم بريطانيا إلى الهند وتنزانيا    مؤامرة مهزومة لكسر فرحة عدن بالعيد    الوطن في وجدان الشرفاء فقط!!    مقتل القيادي في تنظيم القاعدة القيفي في أبين    الإرهابي أمجد خالد يكشف عن خيانته وتورطه في مخطط إصلاحي-حوثي مشترك    سريع يعلن عن عملية في يافا بصاروخ باليستي فرط صوتي    التحديات والاستراتيجيات في ترجمة الشعر العربي إلى الإنجليزية: دراسة تحليلية لترجمة قصيدة الشاعر أحمد مطر، "الرئيس المؤتمن"    البيض يقدم رؤية لإنهاء الأزمة والحرب وإعادة بناء اليمن    الفريق السامعي يهنئ أدباء اليمن وكتابها وصحفييها وفنانيها بعيد الاضحى    أمريكا تفاجئ العالم بتشديد القيود على دخول اليمنيين إلى أراضي خشية عمليات انتقامية    تصفيات اسيا: العراق يسقط امام كوريا الجنوبية مانحاً الاردن بطاقة التأهل المباشر لمونديال 2026    ميسي يتوج بجائزة الافضل في الدوري الاميركي لشهر ايار    وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان يهنئان قائد الثورة بعيد الأضحى المبارك    لافتة.. ولا كرفتة!!    خواطر مسافر.. بنوك الطعام في كندا    ترامب يصادق على قرار يمنع دخول اليمنيين إلى أمريكا    منتخب اليمن يصل عدن ويستعد لخوض المواجهة المرتقبة أمام لبنان    الشيخ الرزامي يهنئ القيادة الثورية والسياسية بعيد الأضحى    حجاج بيت الله ينفرون من عرفات إلى مزدلفة    قوافل عيدية من السلطة المحلية بذمار دعمًا للمرابطين في الجبهات    نادي وحدة صنعاء ينعى لاعبه السابق أحمد البيضاني    رونالدو يحطم العقدة الألمانية ويقود البرتغال إلى نهائي دوري الأمم    يوم عرفة والقيم الانسانية    عيد الأضحى تضحية وعطاء    اليمن وقع عقد مع شركة أميركية لبناء 5 محطات نووية لإنتاج الكهرباء.. أين ذهب    عدن تتنفس السموم.. تقرير استقصائي يكشف كارثة صحية وراء حملات "الرش الضبابي"    إني أفتقدك يا وطني..؟!    لجنة نقابية: نقل النفط من العقلة إلى عدن مخالف عبث ومخالف للتوجيهات    نص الدرس السادس لقائد الثورة من سلسلة دروس القصص القرآني    ارتفاع قياسي لأسعار الأضاحي بعدن يطفئ فرحة العيد    النفط يتراجع والذهب مستقر    أزمة خانقة في الغاز والبترول في عدن عشية عيد الأضحى المبارك    الهلال السعودي يعلن عن تعاقده مع المدرب الايطالي إنزاغي    الشماسي يعمل لصالح هائل والعليمي ويعفي شركة OMV من 100 مليون دولار ضرائب    المقالح: رفض الحوار والمصالحة والشراكة بعد فشل الحل العسكري يمثل هزيمة وخيانة    اللجنة الأمنية: عناصر مدعومة من الحوثيين نفذت أعمالاً تخريبية وسنتعامل معها بحزم    عدن تستقبل عيد الأضحى بأزمة غاز    سريع يعلن عن عملية في يافا بطائرتين مسيرتين    39 منظمة في عدن تناشد مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة للتدخل لوقف تدهور الأوضاع    مودريتش يقترب من الانتقال إلى الدوري الإيطالي    تربية تعز تقر حرمان طالبة عامين دراسيين بسبب اعتدائها ووالدتها على إحدى المعلمات    مرصد إعلامي: مايو الأكثر قمعاً على الصحفيين اليمنيين خلال العام 2025    شركة طبية سعودية تتنصل من التزاماتها للحجاج اليمنيين    هلال الإمارات يبدأ توزيع كسوة العيد على الأيتام في شبوة    العثور على سوار ذهبي للفايكنغ في إحدى الجزر التاريخية بالبحر الإيرلندي    ريال مدريد يتصدر تصنيف اليويفا.. وبرشلونة في المركز العاشر    كيفية استعادة صحة الأمعاء بعد تناول مضادات الحيوية    البرنامج الوطني لمكافحة التدخين يواصل جهوده التوعوية بأضرار التدخين في حضرموت    وفاة الفنانة سميحة أيوب عن عمر يناهز 93 عامًا    العثور على جمجمة ستيجوصور عمرها 150 مليون عام    الأوقاف تعلن اكتمال تفويج الحجاج اليمنيين إلى الأراضي المقدسة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدن تصارع الموت .. هل عجز الرئاسي عن الاستفادة من النفط الخام أم أن هناك من يدفع نحو الفوضى؟
نشر في حياة عدن يوم 02 - 06 - 2025

أزمة كهرباء عدن تتفاقم رغم وفرة النفط... فهل الفشل إداري أم سياسي؟
النفط الخام لا يُستغل ومحطات الكهرباء تتوقف... أين تكمن المشكلة؟
اتهامات ب"تسييس الخدمات" في عدن... والمواطن يدفع الثمن وحده
عدن من عاصمة مؤقتة إلى ساحة صراعات... من يوقف الانهيار؟

الأمناء – تقرير / غازي العلوي :
تعيش العاصمة عدن على وقع أزمة كهرباء خانقة، تزداد حدتها يومًا بعد آخر، حيث تشهد معظم مديريات المدينة انقطاعًا للتيار الكهربائي يصل إلى عشرون ساعة يوميًا، في مشهد أعاد إلى الأذهان سنوات الفوضى والشلل الخدمي.
ورغم وفرة الموارد النفطية في البلاد، تؤكد مصادر حكومية مطلعة أن النفط الخام لا يُصدّر ولا يُستخدم بالشكل الكافي لتشغيل محطات الكهرباء، الأمر الذي يزيد من تعقيد الأزمة ويفتح الباب لتساؤلات عديدة حول إدارة الملف الخدمي في عدن.
غياب المعالجات رغم تعدد الجهات
المفارقة، بحسب مراقبين، أن المجلس الرئاسي الذي يضم عدة تشكيلات وجهات معنية بالطاقة والاقتصاد، لم ينجح حتى الآن في تقديم حلول حقيقية أو حتى تفسير واضح لما يحدث، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول مدى فاعلية هذا المجلس، وقدرته على التعاطي مع قضايا المواطنين.

يأتي ذلك وسط صمت رسمي لافت من قبل المجلس الرئاسي، ما فاقم حالة الغضب الشعبي وزاد من حدة الانتقادات الموجهة له، خاصة مع تزايد اتهامات بالتقاعس و"تسييس الملف الخدمي" في مدينة باتت تعاني من أزمات مركبة في الكهرباء والمياه والصحة والنقل.
عدن بين فشل الإدارة وصراع النفوذ
ويرى محللون أن استمرار الأزمة دون حلول يشير إما إلى عجز حقيقي لدى السلطات الشرعية عن إدارة القطاعات الحيوية، أو إلى وجود نوايا خفية لدفع عدن نحو مزيد من الفوضى المُمنهجة، خاصة في ظل ما توصف بأنها "صراعات نفوذ" بين أطراف متعددة داخل المدينة.
وفيما تتشابك الحسابات السياسية والاقتصادية في خلفية المشهد، يبقى المواطن العدني هو الضحية الأولى، حيث يجد نفسه مضطرًا للتأقلم مع واقع يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، دون أن تلوح في الأفق بوادر تغيير أو تحسين.
تساؤلات الشارع بلا إجابة
في شوارع عدن، لا يتردد المواطنون في طرح تساؤلاتهم بصوت عالٍ: هل عجزت الدولة عن إيجاد حلول حقيقية؟ أم أن هناك من يتعمد معاقبة المدينة؟ وبين غموض الموقف الرسمي وتدهور الواقع الخدمي، تتواصل معاناة سكان عدن مع الظلام، في انتظار ما قد تحمله الأيام القادمة من تطورات.
عقاب جماعي يتعرض له الجنوبيون وسط واقع مأساوي
تُعد أزمة الكهرباء في الجنوب ، واحدة من أبرز الأزمات التي تثقل كاهل المواطنين، لا سيما مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قاسية.
تتجاوز هذه الأزمة حدود الانقطاع التقني والخدماتي، لتتحول إلى عامل رئيسي في تعقيد الحياة اليومية، ومصدر معاناة مستمرة تؤثر على مختلف نواحي الحياة، من الصحة والتعليم إلى الاقتصاد والاستقرار النفسي والاجتماعي.
في صيف الجنوب، لا يواجه المواطن حرارة الشمس فقط، بل يواجه ظلامًا دامسًا، وغيابًا تامًا لأبسط مقومات الراحة.
انقطاعات الكهرباء المتكررة ولساعات طويلة تجعل من المراوح وأجهزة التبريد مجرد أدوات غير مجدية، ما يزيد من معاناة المرضى وكبار السن والأطفال، كما تتعطل الأعمال، وتتعرض الأجهزة المنزلية للتلف، وتُشل بعض المرافق الحيوية، في وقت يعاني فيه الجنوب أصلًا من ضغوط معيشية واقتصادية خانقة.
الأخطر من ذلك أن هذه الأزمة لا تُعد محض خلل فني أو تقصير إداري فحسب، بل أصبحت وفق العديد من المؤشرات وسيلة ضغط سياسي وسلاح حرب ناعم تُستخدم ضد أبناء الجنوب العربي لتركيعهم وإضعاف إرادتهم.
يُوظف الانقطاع المتعمد أو تأخير تزويد الوقود لمحطات التوليد كورقة ابتزاز، ضمن سياق الصراع السياسي القائم، مما يجعل المواطن البسيط يدفع ثمن صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل.
في مواجهة هذا الواقع المرير، لم يقف أبناء الجنوب مكتوفي الأيدي، فقد أطلق المجلس الانتقالي الجنوبي، حملات ضغط ومناشدات للمنظمات الدولية والدول الداعمة، بهدف تسليط الضوء على هذه الأزمة والبحث عن حلول مستدامة.
حلحلة الأزمة ومواجهة الأعباء لن تتم إلا من خلال تعزيز الإدارة الذاتية للخدمات، والبحث عن مصادر بديلة لتوليد الطاقة، سواء من خلال الطاقة الشمسية أو دعم مشاريع صغيرة تُسهم في تخفيف العبء عن الشبكة العامة.
أزمة الكهرباء تكشف بوضوح عن حجم المعاناة التي يتكبدها المواطن الجنوبي، ليس فقط بسبب ضعف البنية التحتية، بل بسبب استخدام الخدمات الحيوية كوسيلة من وسائل الحرب السياسية.
وفي ظل هذا الواقع، تبرز الحاجة الماسة إلى حلول جذرية واستراتيجية، تضمن استقلالية القرار الخدمي وتمنع تسييس معاناة الناس.
الخروج من دائرة الابتزاز لن يتحقق إلا بتعزيز القدرات الذاتية، ورفع كفاءة الإدارة المحلية، والتكاتف الشعبي خلف مشروع وطني حقيقي يضع كرامة المواطن في مقدمة أولوياته.
فأزمة الكهرباء ليست مجرد عتمة مؤقتة، بل تحدٍ وجودي يفرض على الجنوبيين التوحد في مواجهته وبناء مستقبل أفضل لا تُقطع فيه الحياة كلما اشتدت حرارة الشمس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.