على الدولة إيجاد الحلول والمعالجات لظاهرة التسول التي توسعت وملأت الأسواق والشوارع وإيجاد حلول لمكافحة الفقر وتحسين مستوى الدخل وإيجاد فرص العمل كما على المتسولات السوريات التجمع والعمل بروح الفريق الواحد وإيجاد مشاريع صغيره للعمل.... التسوّل ظاهرة اجتماعية عالمية غير أن نسبة انتشارها تتراوح من بلد إلى آخر وفقاً لمستوى دخل الفرد غير أن هذه الظاهرة السلبية التي فشلت كل الجهود في الحد منها على الصعيد المحلي والدولي لا تخلو من الطرافة والغرابة، ولعل انتشار المتسولات السوريات بكثرة في الشارع اليمني جنوباً وشمالاً جراء اللجوء السوري من حمى المواجهات العسكرية في هذا البلد الشقيق.
برزت إلى السطح مشكلة حديثة غير مسبوقة على الأقل من وجهة نظر المتسوّلات المحليات اللاتي يؤكدن بأنهن ضقن ذرعاً بالسوريات وخاصة الجميلات منهن ..ومهنة التسول لا تخلو من الصراع بين المتسولين أنفسهم وكثيراً ما يشب الشجار والعراك لأتفه الأسباب ولكن عند تواجد المتسولات السوريات أصبح لسان حال المتسولات المحليات يقول “ أنا وابن عمي على الغريب » حيث شب عراك بالأيدي بين متسولات يمنيات وسوريات وطالبت المتسولات المحليات من السوريات الرحيل الفوري من المكان الذي يتواجد بها هؤلاء اليمنيات كونها مقر مخصصة لهن منذ زمن، متهمات إياهن بقطع أرزاقهن ولم يقتصر الأمر على ذلك العراك، فنجد أمجد السامدي سائق تاكسي قال ان كثيراً ما يشب العراك بين المتسولات اليمنيات والسوريات وخاصة إذا شاهدوا إحدى السوريات قد حصلت على المال من إحدى السيارات أو المارة فإنهن سرعان ما يتدافعن إليها ويشب شجار عنيف بينهن وكذلك السوريات عندما يشاهدن أحداً يتصدق على اليمنيات يأتين إليه ويقلن: نحن أحق بالصدقة وهكذا يظل الشارع اليمني شاهداً على الشجار والعراك الدائم بينهن وكثيراً ما يسببن أزمة سير عند عراكهن النسوي غير المألوف على الشارع اليمني
- الجمال وسيلة
يستعطفن قلوب اليمنيين بجمالهن وكلامهن المعسول ويدفعن ببناتهن الجميلات لاستمالة عطف الناس «المتسولات السوريات يستعطفن قلوب اليمنيين بجمالهن وكلامهن المعسول » هذا ما قالته صفية – إحدى المتسولات – التي تظل بجوار جولة القاهرة والتي قالت : يقوم المارة بإعطاء المتسولات السوريات مبلغاً لا يقل عن ألف ريال يمني بينما يعطونا في المقابل عشرة ريالات وبعض الرجال لا يقصدون بالصدقة وجه الله حيث تجني السوريات الكثير من المال في اليوم الواحد مقارنة بنا نحن اليمنيات والتي قطعت أرزاقنا ولم نعد نحصل على ما نسد به جوع أطفالنا.. وتضيف صفية : ظللت يوماً اتبع إحدى المتسولات السوريات عندما رأيت الناس يدفعون إليها المبالغ الكبيرة فقط لأتعلم منها ما تقول علني احصل على بعض مما يعطونها من المال وظللت امشي وراءها وأقف بجوارها عندما تقف مصغية إليها بكل جوارحي ، مكثت خلفها من الصباح الباكر إلى بعد الظهر ورأيتها كلما تقدم على طلب أي احد لا يردها فقط تقول لهم “ أعط فلوس , أعط مساعدة” وفي وقت الغداء أوقفت باصاً أوصلها دون أن يأخذ منها شيئاً بينما قابلني بالسب والشتم عندما أخبرته إني لا املك قيمة الأجرة.
- كسب قلوب الناس أما “ سعود” أم لأربعة أطفال تحمل احدهم على ذراعيها وتطوف به الأسواق فقد أبدت تضايقها من المتسولات السوريات واتهمت الأمهات بأنهن يدفعن ببناتهن الصغيرات الجميلات إلى الشوارع حتى يستملن عطف الناس ويحصلن على المال وأكدت : من يوم أن جاءت السوريات إلى بلادنا قُطعت أرزاقنا ولم نعد نحصل على أي شيء ولم يعد احد يلتفت إلى معاناتنا ولا نجد المساعدة، فالسوريات يستخدمن جمالهن في كسب قلوب الناس، فهن يخرجن بكامل زينتهن إلى الناس والذين لا يجدون مانعاً من إعطائهن كل ما يملكون من المال.. أما أريج عبده – متسولة- نحن لا نمانع أن تمد السوريات يد المساعدة إلى الناس ولكن عليهن أن لا يتواجدن في الأماكن التي نحن فيها والعاصمة كبيرة عليهن إن يجدن لأنفسهن أماكن بعيدة عن أماكن اليمنيات لأننا أيضا خرجنا للضرورة والحاجة وان يزاحمننا في أرزاقنا فنحن لن نسمح بذلك وكثيراً ما يقابلنا الناس في هذه الأيام بقولهم «شوفوا كيف أشكالكم » بينما كانوا في السابق يعطونا ما استطاعوا من المال والغذاء.
- ظروف مأساوية ريما، إحدى المتسولات السوريات التقينا بها في سوق شمسان مول بالشيخ عثمان قالت: بأن الحاجة هي من دفعت بهن إلى الخروج للبحث عن المساعدة وأكدت أنهن بحاجة للدعم والمساعدة نظراً لظروفهن المأساوية التي أجبرتهن على الرحيل واللجوء إلى اليمن والعديد من البلدان العربية وقالت ريما : بالنسبة لليمنيات هن لا يردننا إن نبحث عن المساعدة والمال وكأن الشوارع والأسواق لهن فقط وكلما نذهب لجولة نطرد منها من قبل اليمنيات الباحثات عن المساعدة وهكذا عندما نذهب إلى السوق نواجه شجاراً منهن وإذا كن يردن أن لا نتواجد في الأسواق فإلى أين يمكن أن نذهب للبحث عن من يساعدنا ونحن في هذه الظروف الصعبة التي هوت ببلادنا ودمرته بعد أن كنا آمنين في بلادنا
- عندما تتسوّل الأم من جانبه أكد الأستاذ أسامة سعيد : إن مشكلة المرأة المتسولة تعد من أخطر المشاكل على المجتمع برمته وعندما عملنا دراسة على الأطفال المتسولين وجدنا أنهم ينتمون لأسر متسولة وعادة ما ينتمون إلى أم متسولة حيث تدفع الأم المتسولة بأطفالها إلى الشوارع منذ نعومة أظافرهم بل وتصطحبهم معها وهم رضع بحاجة إلى الرعاية والاهتمام والراحة التامة وكثيراً ما نجد هذه الأيام أن الأمهات المتسولات يخرجن أطفالهن ذريعة للتسول واستجداء قلوب الناس وفي منظر مأساوي للغاية تجد العديد من الأطفال الأبرياء تحت أشعة الشمس الحارقة يكابدون في أكتاف أمهاتهم واللواتي يدفعن بأطفالهن في كل اتجاه للبحث عن المساعدة والمال
ولا شك أن الحاجة هي من تدفع بهن إلى الشوارع ولكن ما الحاجة لاصطحاب الرضع الأبرياء وعلى الدولة في الوقت الراهن إيجاد الحلول والمعالجات لهذه الظاهرة التي توسعت وملأت الأسواق والشوارع وإيجاد حلول لمكافحة الفقر وتحسين مستوى الدخل وإيجاد فرص العمل كما على المتسولات السوريات التجمع والعمل بروح الفريق الواحد وإيجاد مشاريع صغيره للعمل فيها والدخول إلى سوق العمل وستجد المرأة السورية الدعم اللازم من أصحاب المشاريع والأعمال.