في الوقت التي تحتفل فيه الجامعة بعيديها العشرين , وتخرج الدفعة الأولى من طلاب قسم الصحافة والإعلام ,فاجأت جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا المتقدمين للالتحاق بقسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب - والذين استبشروا خيراً بافتتاح القسم في محافظة حضرموت- بقرارها بعدم القبول والتسجيل في القسم لهذا العام الدراسي 2013م – 2014م. - هذا القرار شكل صدمة لعدد كبير من المبدعين والراغبين في التخصص ودراسة علوم وفنون الصحافة والإعلام , بل شكل نسف لطموحاتهم وأحلامهم للالتحاق بموكب المتخصصين والمتأهلين في هذا المجال الحيوي الهام وتفجير طاقاتهم وصقل مواهبهم. - حول قرار جامعة حضرموت المفاجئ بعدم فتح القبول والتسجيل لهذا العام , استطلعت صحيفة الشارع الحضرمي آراء ووجهة نظر عدد من الطلاب الذين يرغبون ويأملون الالتحاق بالقسم والمتضررين المباشرين من هذا القرار والجهات المعنية بالأمر لتوضيح أسباب ذلك , نترككم مع هذا الاستطلاع. صدمة ... وتدمير طموح ================ - يبدأ الطالب / محمد بن حولة , متحدثاً عن شعوره أثر تلقيه خبر إيقاف التسجيل قائلا :" في الحقيقة هو أمر مؤسف للغاية.. ولم أكن أتوقع بأن يتم إغلاق القسم بهذه السرعة خصوصاً وأني عزمت التسجيل في هذا التخصص هذه السنة بعد مرور أربع سنوات على تخرجي من الثانوية ولم أستطيع الدراسة بعدها لظروف خاصة , وكنت سعيد جداً بأني أخيراً سوف أحقق رغبتي وحلمي بالدراسة في هذا القسم في محافظتي .. ولكن تفاجئت بل صُدمت في الحقيقة من هذا القرار السيئ والسلبي بإغلاق القبول , لا أعلم ما الأسباب الأساسية لهذا القرار ولكن الشيء الذي صرت متأكد منه بأننا كنا نطمح لنرى تطوير مستمر في المحافظة .. خصوصاً وأن الكل يعلم قيمة وإمكانيات وثروات وخيرات هذه المحافظة ع الجمهورية اليمنية .. ومع ذلك في كل مره نرى تجاهل أكبر . - ويعبر الطالب / صالح مبارك الجعيدي عن مشاعره مفصحاً :" كنا قد سمعنا مسبقا عن هذا الخبر عن طريق تداوله بين أوساط الشباب ولكن كنا نعتبر هذا الكلام شائعات فلم نأبه به البتة , ولكن حينما أقترب وقت التسجيل وأصبحنا على استعداد للتسجيل نتفاجىء بحقيقة هذا الشيء الذي أصبح بمثابة تحطيم للآمال وتدمير للطموح , وبالنسبة لي أيضا لم أتوقع صحة الخبر ولم أضع خيارات بديله لاختيار قسم أخر غير الأعلام لذلك تلخطبتت حساباتي ولم أعد بمقدوري التفكير أكثر لأنه لايوجد وقت فقررت السفر إلى محافظة عدن لدراسة الإعلام هنالك ولا أخفيك سراً بأنني سوف أقوم بالبحث عن عمل في محافظة عدن لأغطي نفقات دراستي هناك. قرار تعسفي.. . يرجى إعادة النظر فيه ============================= وابتداء الطالب / عمار محمد بالفخر , حديثه قائلاً :" : لقد أحسست بحزن شديد بإغلاق القبول في قسم الإعلام لهذا العام الدراسي , حيث كنت أبني أحلامي ومستقبلي فيه ولأني أدرك تماما إن الإعلام ضروري جدا في وطننا وبالمرحلة الحالية التي نحتاج فيها لإعلام ذو مصداقية , وهذا القرار-إغلاق القسم لهذا العام- هو قرار تعسفي وإلا لماذا يغلقون الباب في وجه الشباب الطامح إليه ولماذا لا توجد حلول بديلة بدلاً من إغلاقه ؟ إلى متى تضع العراقيل أمام مستقبل الشباب وعدم الاهتمام بمحرك الدولة الأساسي وهو الإعلام الصادق؟ .. وجهتي إلى محافظة عدن لأن جامعة حضرموت ترفض أولادها ========================== وكان من الطلاب الذين حرموا من التسجيل في قسم الصحافة والإعلام لهذا العام , المصور المبدع / احمد سعيد مقد , من مدينة تريم - فتحدث بنبرة الحزن والقهر- قائلاً : كان طموحي أن ألتحق بقسم الإعلام بجامعة حضرموت ولكن ما بليد حيلة عندما تعلم إن جامعة حضرموت كأنها ترفض أولادها عندها عزمت وحزمت أمتعتي قاصداً محافظة عدن وسأخوض امتحان القبول في هذه الأيام ودعواتكم لنا بالتوفيق. فتاة .. لا أستطيع السفر ============ تحدثت الطالبة / مايسه عوض بن فاتح , بعد علمها بإغلاق التسجيل في القسم لهذا العام , وسؤالنا لها هل ستقبلين على التسجيل في قسم آخر . فردت قائلة : بصراحة ليس لدي أي خيار في هذا , بتأكيد سوف أواصل العملية التعليمية لكن بدون أي رغبه أو تفاعل ولم أفكر حتى الآن بأي تخصص سأسلكه, وأني فتاة ولا أستطيع السفر إلى محافظة أخرى للدراسة فيها, بل مازلت متأمله بان يفتح القسم مره أخرى وإذا تم افتتاح القسم مره أخرى وأنا سلكت قسم آخر أو حتى درست فيه فبدون شك إنني سوف أعود للتسجيل في قسم الصحافة والإعلام. عسى أن تكرهوا شيئاً هو خيراً لكم ================ وعند سؤالي للطالب / صالح سعيد بلسود , من مديرية الشحر , بأنه هل سيقبل على دراسة قسم آخر غير الصحافة والإعلام بجامعة حضرموت ؟ فأجاب قائلا:" طبعاً لا ، لأنني لم اختر قسم الصحافة والإعلام لأنه يتناسب مع مجموعي بالثانوية بل لأنني شغفته وكنت مصراً على أن أتميز وأنا عند حلم لن أتخلى عنه فما دام الهدف والغاية لم تمت إذاً سأحققها وهنا أريد أن اذكر كل الذين أصبحوا ضحايا إغلاق هذا القسم : إذا ما طمحت إلى غاية ... لبست المنى وخلعت الحذر . وأيضا أريد أن اذكر نفسي واذكر كل الطلاب الذين أصبحوا يدندنون ليل نهار بإغلاق القسم أريد أن اذكرهم بقول الله عز وجل ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم ) فإغلاق القسم ليست نهاية المسيرة التعليمية بل ربما هذا يكون لنا خيراً لنجد فرصة للدراسة في جامعات أكثر خبرة وأفضل جودة من جامعة حضرموت في قسم الصحافة والإعلام. أستاذ في الصحافة يتحدث حول قرار إغلاق القبول لهذا العام ============================= ولم أكتفي بأراء الطلاب فقط بل قمت في هذا الاستطلاع بالتطرق إلى رأي الأستاذ الصحفي / علي الكثيري, وسؤاله عن قرار الجامعة بإغلاق القبول في قسم الصحافة والإعلام لهذا العام؟ وما أثر ذلك على إعلام البلد مستقبلاً ؟ فتحدث بكل تواضع :"لا شك في أن قرار إغلاق قسم الصحافة والإعلام بجامعة حضرموت قرار غير صائب لا يستند بحسب رأيي على مبررات مقبولة بل يوصد الأبواب أمام طلابنا الذين يرغبون في دراسة الصحافة والإعلام بمختلف فنونهما ومن ثم رفد المؤسسات الصحفية والإعلامية الرسمية والعامة والخاصة في حضرموت بالكوادر المؤهلة علميا على النحو الذي يلبي الحاجة والضرورة خاصة أن الساحة الصحفية والإعلامية في حضرموت ظلت لعقود متواصلة تفتقر للكوادر المؤهلة علميا نتيجة لعدم اهتمام الجامعات الحضرمية بإنشاء أقسام علمية لتأهيل الطلاب المهتمين بفنون العمل الصحفي والإعلامي،ما دفع بعضهم لطلب العلم في عدن أو صنعاء رغم ما يستتبع ذلك من متاعب وتكاليف مالية تقصم ظهورهم . ما يؤسف له أن بعض ذوي القرار في جامعة حضرموت ينظرون للصحافة والإعلام بنظرة فيها الكثير من الاستهانة والانتقاص لذلك يعدون مسألة افتتاح قسم للصحافة في الجامعة من قبيل الأمور الهامشية والترفية وهم في ذلك يتعاطون بصورة غير علمية مع حاجة حضرموت لكوادر مؤهلة في هذا المجال تستطيع أن تدفع بالحركة الصحفية والإعلامية الحضرمية إلى مراقي التطور والإثراء خاصة وأن هذه الحركة تشهد بوادر نزوع نحو تبني مشاريع صحفية وإعلامية خاصة وعامة مثل الصحف أو القنوات الفضائية والإذاعات الخاصة والصحف الالكترونية في ظل عصر أصبح فيه الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع والالكتروني فاعلا مهما وأساسيا في صناعة التحولات . نأمل أن تراجع قيادة الجامعة قرارها غير الصائب وتعيد فتح قسم الصحافة والإعلام وتمكينه من كل الضرورات التي تجعله مقتدرا على تأهيل كوادر مؤهلة علميا من شأنها أن تؤسس لازدهار الصحافة والإعلام الحضرمي ." توضيح للطلاب أسباب إغلاق التسجيل لهذا العام ======================= ولتحقيق الصحافة الاستقصائية قمت بإجراء الحديث مع الجهات المعنية بالأمر بالمتمثلة برئيس جامعة حضرموت أ.د/ محمد سعيد جنبش , ليكون الطلاب على بصيرة بأسباب إغلاق التسجيل في القسم لهذا العام فتحدث قائلاً :" قام مجلس الجامعة عند مناقشته لإجراءات القبول للعام الجامعي 2013م-2014م وفقاً للمعطيات, تم إيقاف القبول لثلاثة تخصصات (الصحافة والإعلام- المكتبات – نظم المعلومات) والسبب الرئيسي في توقيف القسم هو عدم وجود أعضاء هيئة تدريس كافية بالأقسام الثلاثة وحفاظاً على مصلحة الطلاب وعلى جودة التعليم , تمّ إيقاف القبول في هذا العام فقط , ولحل المشكلة تقوم الجامعة حالياً بالبحث عن أعضاء هيئة تدريس من خارج الجمهورية ومن جامعات أخرى داخل الجمهورية , وسيتم اتخاذ قرار بفتح القسم في حالة وجود أي أشارات للحصول على أعضاء هيئة تدريس. رسالة إلى جامعة حضرموت =================== ويختتم الطالب محمد بن حوله , حديثه موجهاً إياه إلى جامعة حضرموت قائلاً:" حقيقاً لا أدري بأي الكلمات سوف أصف ما يختزنه قلبي لهذه الجامعة التي تخرج منها عديد الشخصيات الراقية والأسماء التي شرفت المحافظة في هذا الوطن .. على الرغم من قلة الإمكانيات والتهميش التي تعاني منه الجامعة , إلا أن هذا لم يمنع جميع القائمين ع الجامعة والمسئولين بالقيام بدورهم على أكمل وجه ومساعدة جميع الطلاب الجامعين على قدر المستطاع .. صراحاً لا أعلم إلى متى سوف يستمر هكذا الحال من قبل المجلس الأعلى للجامعات اليمنية في صنعاء من سوئ تعامل مع الجامعات في حضرموت وإلى متى سوف يفهمون ويفقهون بأن حضرموت هي منبع العلم وهي أساس وبناء أي فكره وبأن محافظة حضرموت يجب أن يتم الالتفات لها ومقارنتها بالمحافظات الأخرى .. نأمل أن نرى ذلك في أقرب وقت ممكن لنرى بلد متطور مزدهر يحقق أحلام وتطلعات وطموحات العديد من الأشخاص الذي دُمرو تحت نظام سابق تعمد التهميش. ويضيف الشاب / صالح مبارك الجعيدي مختتم حديثه برسالة أحب أن يوجهها إلى جامعة حضرموت قائلاً:" إن الجامعة في حقيقة الأمر لم تتوفق في قرارها بإغلاق قسم الأعلام حتى المبررات التي أطلقتها لتبرير الإغلاق كانت خجولة لأنها كانت غير مقنعه للكثير من الشباب وهي حجج واهية أتمنى من قياده الجامعة أن تجيب على سؤالي : ما ذنب الطلاب الذين كانوا ضحية قراركم هذا ؟ وإحباطكم طموحهم وأمالهم بل أن البعض ذهب منهم لاختيار تخصص أخر لم يرغب فيه ولكن يبدو أن الظرف أرغمته على اختيار تخصص ربما هو لم يقتنع به لأنه لا يوجد مجال غير ذلك , فظروف البعض لا تسمح لهم بالسفر إلى محافظة أخرى أو إلى الخارج , فأرجو من قيادة الجامعة والمتمثلة في أ.د/ محمد سعيد خنبش أعاده النظر أن لم تتمكن في هذا العام فأتمنى منها ، لا تكرر خفقانها العام المقبل , حتى لا تكون الجامعة سبب لقتل الطموح والآمال فيتغير أسمها من جامعه حضرموت إلى جامعه "القهر موت..!
