كنا قد تناولنا في العدد قبل الماضي بعضاً من القصص والحكايات المؤلمة والتي كان أبطالها جنود يتبعون اللواء (135) القادم من عصيمات عمران إلى ملاح ردفان , قصص وحكايات تقشعر منها الأبدان رويناها على أللسنة المواطنين البسطاء الذين تجرعوا ومازالوا يتجرعون مرارة الألم والعذاب , قتل للأبرياء وسلب للممتلكات وانتهاك للحرمات وتشريد الأسر وتهجير الديار كل ذالك كانت عناوين لفصول مآسٍ تناولناها بحيادية ومهنية منطلقين في ذالك من واجبنا المهني والأخلاقي في نصرة المظلوم والإسهام في نقل همومه ومعاناته إلى أصحاب الشأن والقرار على أمل أن تكون لتلك الصيحات والصرخات آذانٌ صاغية وقلوب وضمائر حية تستنهض فيهم الهمم وتثير فيهم قيم الإنسانية وروح المسئولية التي طغى عليها الجُبن والخنوع وران على قلوبهم الوهن . وعلى الرغم التهديد والوعيد الذي تلقيناه عقب صدور العدد عبر الاتصالات الهاتفية من أرقام البعض منها محجوب والآخر رفض المتحدثون عن الإفصاح عن هوياتهم واكتفاءهم بإطلاق عبارات التهديد والوعيد بأن مصيرنا سيكون مثل الكثير ممن قال المتصلون بان جنود "أبو العوجاء" داسوا على رؤوسهم بإقدامهم وأنهم سوف يعلموننا درساً عن من هم جنود "أبو العوجاء" ووو غيرها من الألفاظ الذي نربى بأنفسنا عن ذكرها والتي تدل عن قيم وثقافة أصحابها وهي بالطبع ألفاظ وعبارات مردودة على أصحابها إلا أن كل ذالك لم يزيدنا إلا عزيمة وإصرار في مواصلة ما كنا قد وعدنا به في العدد قبل الماضي وهو معرفة مواقف وردود أفعال المجلس المحلي والسلطة المحلية والحراك ومشايخ وأعيان الملاح تجاه ممارسات وجرائم جنود "أبو العوجاء" والتي سوف نحاول عرضها واستخلاصها من خلال التقرير التالي :
محلي الملاح : للمواطنين كامل الحق في الدفاع عن حياتهم وأموالهم وأعراضهم وأرضهم بكل الطرق الممكنة ..
المجلس المحلي بمديرية الملاح والذي لم يسلم حتى أعضاءه من الاعتداءات والاعتقالات من قبل عسكر ابو العوجاء يرى المواطنون بأن موقف أعضاءه من تلك الجرائم التي يرتكبها العسكر لم تكن عند مستوى المسئولية والوضوح باعتبار انهم يكتفون ببيانات الشجب والتنديد ولا يقدمون على أي خطوات عملية من شأنها الضغط على الجهات المختصة بسرعة رفع القوات العسكرية ومحاسبة المتسببين بارتكاب جرائم القتل والاعتداء على المواطنين مثل الإعلان عن تعليق عملهم في المجلس وغيرها من الخطوات التصعيدية , غير ان بعضاً من أعضاء المجلس المحلي الذين وجدناهم وبالصدفة عقب خروجهم من اجتماع طارئ للمجلس عقدوه في منزل أحد أعضاء المجلس لكون مبنى المجلس محتل من قبل القوات العسكرية التي رفضت السماح لقيادات السلطة المحلية ومدراء المكاتب التنفيذية والموظفين بالدخول إلى المبنى لمزاولة عملهم , حيث طرحنا عليهم بعض الأسئلة والاستفسارات لمعرفة رأيهم وموقفهم مما يحصل , فكان من الأخوة شايف هماش وسالم علي سعيد وسيف شائف جمع وعزيز سالم وآخرون من أعضاء المجلس المحلي أن سلمونا نسخة من البيان شديد اللهجة الصادر عن الاجتماع والذي قالوا بانه يترجم مواقفهم الواضحة والصريحة تجاه ما يحصل والذي جاء فيه :
"وقف المجلس المحلي أمام الأحداث الأخيرة التي شهدتها المديرية والتي تمثلت في الاعتداءات الصارخة من قبل قوات الجيش المحتلة لمقر المجلس ومقار أعمال كل مرافق المديرية وكان آخر هذه الاعتداءات هو القيام بالقتل في الشوارع للمواطنين والمارة وترويع الأطفال والنساء وخلق حالة من الهلع والخوف .. وكذا إجبار أصحاب المحلات التجارية والمساكن على إغلاق محلاتهم بالقوة في يومي 13 و 14 / 9 / 2013م وأمام ذلك وبعد أن ناشد المجلس كل السلطات من المحافظة وإلى وزارة الدفاع وحتى رئاسة الجمهورية فأنه يؤكد على ما يلي :-
- إدانة وشجب واستنكار حادث اغتيال الشهيد رأفت صالح حيمد العطفي وجرح ثلاثة آخرين , ويطالب كل منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية القيام بواجبها في الضغط على السلطة لتسليم القتلة ومحاسبتهم , كما يدين المجلس وبكل قوة كل أعمال العنف التي قام بها أفراد الجيش من إغلاق محلات المواطنين بالقوة المسلحة وتحت تهديد السلاح وإطلاق النار العشوائي على المنازل والمحلات والمواطنين والمارة .. - يطالب المجلس بسرعة سحب القوات العسكرية المحتلة لمقر المديرية ومرافقها ورفع كل النقاط العسكرية من كل أراضي المديرية كونها مصدر استفزاز للمواطنين وتعكير الأمن والاستقرار .. - يرى المجلس بأن للمواطنين كامل الحق في الدفاع عن حياتهم وأموالهم وأعراضهم وأرضهم بكل الطرق الممكنة .. - يدعم المجلس ويساند ويقف في مقدمة الصفوف في أي خطوة تصعيدية يراها المواطنون مناسبة لرفع الجور عن شعبنا في هذه المديرية . - يدعو المجالس المجالس المحلية في منطقة ردفان ومجلس المحافظة إلى التضامن مع أبناء المديرية والمشاركة في فعالياتهم الاحتجاجية القادمة ومطالباتهم برفع القوات العسكرية من أرضهم . - تتحمل السلطة وقواتها العسكرية المحتلة لأرضنا ومرافقنا المضاعفات الناتجة عن أعمال العسكر الهمجية التي يقومون بها ضد أبناء المديرية ومستخدمي الطريق وغيرهم "..
كذالك الحال مع قيادة السلطة المحلية فموقفها ينسجم مع موقف المجلس المحلي وإن كان ذالك عن طريق المذكرات والبلاغات التي تبعث بها إلى قيادة المحافظة والجهات المختصة في العاصمة صنعاء والتي تطالب فيها بسحب القوات العسكرية وتسليمها لمبنى المجمع الحكومي لمزاولة عملها فيه وتعزيز الجانب الأمني ومحاسبة المتسببين بارتكاب جرائم القتل وترويع المواطنين والاعتداء على المحلات التجارية وإطلاق الرصاص على منازل المواطنين في عاصمة المديرية غير أنه وحتى اللحظة لم تجد لبلاغاتها ومذكراتها أي تجاوب وأضحى لسان حالها يقول "لقد أسمعت لو ناديت حيً ولكن لا حياة لمن تنادي " .
- الحراك : ملتزمين بالنضال السلمي مع احتفاظنا بحق الدفاع عن النفس : قيادة الحراك الجنوبي بمديرية الملاح أكدت بأن ما يحصل في الملاح من جرائم قالت بان قوات من وصفته ب"المحتل اليمني" ترتكبها بحق المواطنين الأبرياء وغيرها من الأعمال والممارسات التي ما أنزل الله بها من سلطان أمر لا ينبغي السكوت عنه لكونها جرائم مشهودة وترتكب في ضل صمت مريب ممن تدعي انها سلطات مسئولة في المديرية والمحافظة . ويضيف رئيس مجلس قيادة الثورة السلمية الجنوبية بمديرية الملاح العقيد مبارك سعيد هندي بأن الحراك الجنوبي وحتى اللحظة ملتزم بخيار النضال السلمي الذي اختاره طريقا للوصول إلى الهدف المنشود في استعادة الدولة الجنوبية والخلاص من (...) الذي يحاول جر الحراك إلى مربع العنف , ولكن ومع كل ذالك فأن حق الدفاع عن النفس والمال والعرض مكفول في كافة الشرائع السماوية والقوانين الوضعية ومن حقنا الدفاع عن أنفسنا بالطرق التي نراها مناسبة . وأكد العقيد مبارك سعيد هندي في سياق حديثه ل"الأمناء" بأن مجلس الثورة السلمية سوف يصعد خلال الايام القادمة من فعالياته الاحتجاجية المطالبة بإخراج قوات الجيش من مدينة الملاح وسوف يخرج الآلاف من أبناء الملاح وردفان وبصدور عارية ولن ترهبهم أسلحة ودبابات "أبو العوجاء" , مؤكداً بأن مرتكبو جرائم القتل القتل سوف لن يفلتوا من العقاب وسوف يتم محاسبتهم اليوم أو غداً لانها جرائم مشهودة ولا تسقط بالتقادم .
- وللمشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية موقف : المشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية في مديرية الملاح كان لهم موقف رافض ومندد بما ترتكبه قوات "أبو العوجاء" من جرائم بحق المواطنين الأبرياء حيث تداعوا الأسبوع الماضي إلى عقد لقاء موسع انعقد في منطقة دار شيبان بالراحة وقد خرج اللقاء بالعديد من القرارات ومنها : - يقر الاجتماع توجيه رسالة لقائد المنطقة الرابعة والمحافظ ووزير الدفاع بطلب سحب الوحدة العسكرية المرابطة في مبنى الإدارية المحلية الملاح في أسرع وقت . - يطالب الاجتماع بالتحقيق في الانتهاكات التي حصلت ضد المواطنين وتقديم مرتكبيها للعدالة وخاصة قضايا القتل والجرح والاعتداء بمختلف أشكاله. - نطالب بتوفير الإمكانية اللازمة للأمن العام حتى يقوم بدوره في حفظ الأمن وكذلك اللجان الشعبية. - نطالب قيادة المديرية من سلطة محلية وأمن وغيرها تحمل مسئولياتها أمام حفظ الأمن وأمن المواطنين . - ندعو المجلس الملحي إلى تعليق كامل أعماله في حالة عدم الاستجابة لمطالب أبناء المديرية. - نهيب بجميع أبناء الملاح إلى اليقظة والوعي وضرورة محاربة أي ظواهر سلبية تخل بالأمن. - ندعو كافة أبناء ردفان المساندة والتضامن مع أبناء الملاح وأسر الشهداء في فعالية يوم الخميس القادم وأي فعاليات أخرى. تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ ما ورد في هذا البيان.
- المجالس المحلية في مديريات ردفان تتضامن وتندد بعسكرة الملاح
عبر أعضاء المجالس المحلية لمديريات ردفان الأربع عن الإدانة والشجب والاستنكار للأوضاع التي تعيشها مديرية الملاح من قبل قوات الجيش المرابطة بالمديرية والتي أدت إلى احتلال مبنى السلطة المحلية بالمديرية وحولت المبنى إلى ثكنة عسكرية وإقامة النقاط العسكرية بالمديرية واستفزاز المواطنين وابتزازهم وقدمت أخيراً على اغتيال الشباب رأفت صالح حيمد العطفي بينما كان مسافراً من عدن نحو منزله في قرية السوداء في مديرية الملاح , معبرين عن إدانتهم لهذه الجريمة التي وصفوها ب( البشعة واللا إنسانية) .
وطالب أعضاء المجالس المحلية في مديريات ردفان الأربع (الحبيلين , الملاح , حبيل جبر , حالمين) في بيان صادر عنهم تلقت "الأمناء" نسخة منه بسرعة رفع القوات العسكرية من مديرية الملاح من النقاط العسكرية المستحدثة وكذلك من مبنى السلطة المحلية والتحقيق الفوري في مقتل الشاب رأفت صالح العطفي ومحاسبة الجناه ومن أمرهم عبر القضاء لينالوا عقابهم.
كما طالب البيان بسرعة تفعيل محضر اتفاق اللجنة الرئاسية برئاسة الأخ عبدالقادر هلال مع المجالس المحلية بمديريات ردفان الأربع في مديرية الملاح في مايو 2008م والمتمثل برفع كافة الاستحداثات العسكرية من مديريات ردفان الأربع منذُ 1 إبريل 2008م وإعادتها إلى وحداتها التي جاءت منها.
وأكدت المجالس المحلية في رباعيات ردفان وقوفها المطلق مع أبناء الملاح , مشيرين إلى انه وفي حالة عدم الاستجابة فإنهم سوف يصعدون من مواقفهم بكل الطرق حتى تلبى جميع المطالب التي وردت في البيان .