لم يكن من السهل على شعب الجنوب صنع هذا اليوم التاريخي وجعله عيد تاريخي يحتفل به في كل عام فالثلاثين من نوفمبر من العام سبعة وستين ميلادية انة اليوم الذي قلب كل الموازين لدى الشعب الجنوبي ورتب أوراق ثورة أكتوبر المجيدة وبعث روح الامل في جسد الجنوب العربي بعد ان قتلتها الفترة الزمنية الطويلة التي ركد فيها الاحتلال البريطاني على ارض الجنوب لمدة 138عام هذه الفترة التي أرهقت شعب الجنوب من جراء وجود الاحتلال على أرضة. صنع هذا اليوم المجيد شعاع الحرية المنشودة طوال هذة الفترة الطويلة بفضل الله اولا ثم بفضل اؤلئك الرجال الذين وهبوا ارواحهم فداء لهذا الوطن المحتل من اجل مسح تلك الدموع الحارقة التي تجري على وجنتية وليس كما يقول مؤرخو التاريخ اليمنيين بان الثورة الجنوبية ليست الا امتدادا لثورة سبتمبر هذا كذب وافتراء فهي ثورة صنعها ابنا الجنوب الاحرار لوحدهم صنعها الشهداء الجنوبيين والجرحى ولم يكن لابناء اليمن اي دور في ذالك الا ادارة الاختلافات بين اوساط الشعب الجنوبي من خلال الجبهتين القومية وجبهة التحرير حتى التاريخ لم يسلم من تزويرهم وخبثهم بلرغم من علمهم المطلق بأن ثورة سبتمبر اليمنية بدأت شرارتها بفضل الشعب الجنوبي الذي احتضن مناضليهم من بطش الامام بحكم الجوار والإخوة الإسلامية ويعلمون ايضا بان اول صحيفة لثوار اليمن كانت من عدن تحت اسم صوت اليمن يعرفون كل هذا ولكنهم لايريدون الاعتراف بهذا . والان وبعد ان اعاد نوفمبر الكرامة والفخر والحرية للجنوبيين عاش الجنوبيين تحت نضام كفل لهم كل حقوقهم جعلهم يواكبون العالم بحضارتهم ولكن سرعان ماتبدد هذا العيش الرغيد بموافقتهم في الشراكة معى العربية اليمنية التي كانت لاتزال تعيش تحت حكم القبيلة والذين لايعرفون من الدين الا اسمه تنفيذا لطموحات القومية العربية وصنع الوطن الكبير الذي كان يطمح اليه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي لم يتحقق بعد موته . والان ونحن في هذه المرحلة من الثورة الجنوبية ننتظر بشوق كبير تجديد هذا اليوم العظيم بعد ان انهاه الاحتلال اليمني بهمجيته ونقل شعب الجنوب من العيش الرغيد الى افقر الشعوب ولو لم يكن هذا الاحتلال ومشروع الوحدة المشؤؤمة لكانت الجنوب تنافس السعودية ودول الخليج ولكن لاينفع هذا الكلام الان فقد سبق السيف العذل ولانملك الا ان نواصل ثورتنا التحررية بكل حماس وعزيمة وننتظر حتى يعود لنا هذا اليوم .