شيع عشرات الآلاف من أبناء الجنوب صباح اليوم الخميس جثمان الشهيد الطفل صديق صالح قاسم الردفاني الى مثواه الاخير في مقبرة الشهداء الواقعة في الضاحية الغربية لمدينة الحبيلين بموكب جنائزي مهيب . وانطلق موكب التشييع من مستشفى ابن خلدون في الحوطة عاصمة محافظة لحج الحوطة برتل من السيارات رافعين الاعلام الجنوبية وصور الشهيد , وقبل انطلاق موكب التشييع انطلقت مسيرة جماهيرية حاشده من ساحة التحرير والاستقلال في حوطه لحج اتجهت مباشرة إلى مستشفى ابن خلدون للمشاركة في تشييع الشهيد صديق صالح .
وواصل الموكب الضخم سيره صوب ردفان حيث استقبلتهم الثائرين على جنبات الطرقات ملوحين بالأعلام الجنوبية وصور الشهيد حتى وصل المطاف بهم الى منطقة " حبول شمس" على مشارف مديرية الملاح بردفان , حيث كان الالاف هناك على موعد الاستقبال الموكب وتعالت هتافاتهم صادحة بالحرية والاستقلال والقصاص من القتلة , كما نددوا بالاغتيالات والجرائم المرتكبة بحق الشعب الجنوبي واخرها الشهيد صديق ومن سبقه من الشهداء . وفي المقابل فقد شوهد المئات من الجنود المدججين بالسلاح ينتشرون في مدينة الملاح وبالقرب من النقاط العسكرية وقاموا باستفزاز المشاركين في الموكب ومحاولة عرقلة مروره بعد ان قام بعض الجنوب بمحاولة سحب اعلام دولة الجنوب من المشيعين وإيقاف بعض السيارات ومنع التصوير غير ان ضخامة الموكب أجبر تلك القوات على التراجع والسماح للموكب بالمرور ليستمر الثائرين في مواصلة المسيرة وكسر الحواجز الأمنية .
وانطلق الموكب صوب ردفان بعشرات الآلاف من السيارات يلوحون بنضالات اخرى لاستمرار الثورة واستعادة الوطن بأصوات ترج جبال ردفان حتى وصلوا الى ملعب الشهيد الجعوف بجدعاء ردفان وهناك حمل جثمان الشهيد على الاعناق بموكب بشري صوب مقبرة الشهداء وهناك ووري جثمانه الثرى ليصعد الثائرون الى جبل المقبرة في صورة معبرة تدل على اصرار الشعب الجنوبي بمواصلة مسيرة نضاله التحررية مهما كلف من تضحيات .
جدير بالذكر بأن الطفل صديق صالح قاسم قد استشهد برصاص قوات الجيش المرابطة في نقطة عسكرية تابعة للواء (135) مدرع الذي يقوده العميد "أبو العوجاء" والمرابط في مديرية الملاح مساء السادس عشر من نوفمبر الماضي بينما كان وبمعية شقيقه الأصغر على متن حافلة ركاب عائداً من عدن حيث أطلق أحد الجنود الاحتلال الرصاص على الطفل صديق (15) عام وأرداه قتيلا في الحال .
وأثارت جريمة مقتل الطفل صديق موجة سخط واستنكار شديدين وموجة غضب عارمة اجتاحت جموع قرى ومناطق ومدن رباعيات ردفان الأربع وما تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم .