مدخل.. فرعون قال "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد". بوش في حرب احتلال العراق قال "من ليس معنا فهو ضدنا". هناك من يمارس هذة النظرية قولآ وسلوكآ في تعامله مع الآخر وهذا الفكر الالغائي الاقصائي موجود وسائد في دول العالم الثالث غير الديمقراطية وبشكل خاص في دولنا العربية ، وللأسف هذه الثقافة التدميرية اصبحت هي السائدة في مجتمعنا الجنوبي سوء بين الهيئات او داخلها اوبين الافراد إلا من رحم ربي ، هناك من يعمل بهذه النظرية سلوكآ او قولا صريحآ من ليس معنا فهو ضدنا وقد تصل بالبعض النرجسية والانا حد قوله من ليس معي فهو ضدي ، وهناك من فاق فرعون الذي قال ما أريكم إلا ما ارى ، وهناك تهمة جاهزة لاصحاب هذه النظرية في كل زمان ومكان وهي "الخيانة"لكل من يعارض هذا السلوك كما يستخدمها رواد هذا الفكر الدكتاتوري في مواجهة بعضهم البعض . ان المجتمعات وبالذات في جنوبنا الحبيب التي تسودها هذه الحالة غير السوية من الثقافة "النظرية الفرعوشية " والتي وصلت إلى مستوى الصف القيادي وفي اطار النخبة المثقفة ، ستكون النتيجة الطبيعية لهذه المجتمعات الفشل والانهيار سواء في مواجهة عدوها او على المستوى الداخلي . ان الشعوب التي تسودها الحرية والديمقراطية ويتمتع مواطنيها بالحقوق المدنية " السياسية والشخصية " هي التي تستطيع النهوض ببلدانها وتنميتها وايجاد تماسك مجتمعي قوي بين مواطنيها ينتج عنه وجود حالة انتماء وولاء وطني بين افراد الشعب. اذا لم يستفيق العقلاء والساسة في الجنوب سوء في مكونات الثورة التحررية او المجتمعية من قيادات ومثقفين ومصلحين اجتماعيين وشخصيات اجتماعية و و ، ستكون النتائج الكارثية هي المصير المحتوم لقضيتنا وتطلعاتنا التحررية في استعادة دولتنا الوطنية. يجب ان يقف اصحاب النظرية "الفرعوشية" عن سلوكهم التدميري الاقصائي الفوضوي والتي كرسوها كثقافة مجتمعية وسلوك يومي في التعامل مع بعضهم البعض او مع الاخرين . حفاظآ على القضية والوحدة الوطنية الجنوبية ليس امام الاخوة اصحاب هذه النظرية إلا العودة إلى رشدهم وتحكيم عقولهم .