كثيرا ما يتردد على مسامعي هذا السؤال او بالاصح هذه الاستغلاط من اشخاص منعزلين عن السياسة او من اشخاص جهلة بمجريات الاحداث في البلاد والعالم او قد يقصد به حتى التشويه والاستياء او حتى بمثابة جدال نتيجة عدم الاحساس بنتائج فورية وملموسة في اعين هؤلاء الاشخاص المحبطين والمغالطين . اقول لهؤلاء ان المليونيات التي تقام وتتم من حين لاخر في الجنوب هي مثابة حزام الامان الذي يعتمد عليه الجنوبيين للحيلولة دون تعرض ثورتنا للانتكاس والتراجع او حتى التشويه والتقليل من شانه وانخفاض تاثيرها في المعادلة السياسة الموجودة حاليا وهي اداة ضغط قوية تلجم وتخرس كل من يحاول تجاوز ارادة شعب الجنوب العظيم وثورته الفولاذية العظيمة وكذلك تعتبر المليونيات بمثابة سد منيع تحول دون ان تتراجع هذه الثورة للخلف ولو خطوة واحدة خصوصا في ضل هذا الركود الموقت المخيم على الاجراءات والفعاليات الثورية في الاشهر الاخيرة كما تعتبر المليونيات استفتاء شعبي على شرعية وصحة وصواب وشعبية ما ذهب اليه الحراك الجنوبي السلمي منذ سنوات وحق الجنوب في الاستقلال عن صنعاء وحكومتها الجاثمه على الجنوب بعد حرب الضم والالحاق الظالمة التي اعلنت عليه في السابع والعشرين من ابريل المشئوم1994 م. كما تعتبر هذه المليونيات انتصار ساحق ورهان رابح على كل المراهنين على ذبول هذه الثورة وتقزيمها خصوصا انها مرت بمراحل صعبة جدا عصفت بها بداية بالقمع والقتل والنفي والزج بالسجون والتنكيل والمنع وليس انتهاء بفرض مخرجات الحوار والترويج لها واظهارها على انها مكاسب للجنوبيين وقضيتهم ، وعلى نقيض ذلك يعتبر التراجع عن الاستمرار في الفعاليات وفي مقدمتها المسيرات الحاشدة والمظاهرات المليونية والتجمعات الثورية والعصيانات المدنية كل ذلك يعتبر انتصار للاحتلال والاته العسكرية وانتصار لعصابات النهب والسلب وايضا استمرار للقتل والاذلال والتبعية . كما تمثل المليونيات رسالة واضحة المعالم لدولة الاحتلال واقطابها وقبائلها ومكوناتها المتنازعة بان الجنوب ماض في ثورته وحراكه ونضاله السلمي نحو استعادة دولته ووطنه مهما حاولوا تجاوز مطالبه وتجاهل ارادته ودفن رؤوسهم في التراب عن عواقب هذا التجاوز البليد الذي اودى بهم كتحصيل حاصل الى تجاهل تاريخ شعب الجنوب النضالي على مدى التاريخ . كما تمثل المليونيات برقية لدول الاقليم والعالم بانها تقف مع الطرف الخطاء وانها مهما حاولت الترقيع في هذه الدولة وحكومتها لن تستطيع النيل من ارادة الجنوبيين وان استخدمت اموالها وثرواتها للتأثير على ارادتهم المتجسدة في الحرية والاستقلال . كما تشكل المليونيات دعوة لوسائل الاعلان والاعلام العربية والعالمية لمراجعة مواقفها تجاه قضية الجنوب العادلة فحواها انكم مهما تخليتم عن نقل الحقيقة وتخليتم عن نقل مجريات الاحداث او حتى تشوية وتغير الحقائق في الجنوب فلن تستطيعوا تغير شي من الحقيقة البينة وانكم بهذه الطريقة تفقدون مصداقيتكم واستقلاليتكم التي تدعونها ولتعلموا اننا في الجنوب لم نعد نعول عليكم كثيرا فلقد تعودنا تجاهلكم المتعمد وحتى تشويهكم وتزيفكم منذ سنوات . اخيرا تستطيع ان تعرف القيمة الحقيقة لتلك المليونيات من خلال ان تتخيل فقط ولو لبرهه انه لم تعد هناك جماهير مليونية تخرج بالجنوب مثل ما تعودنا فيا ترى كيف ستكون نظرة الاحتلال للجنوب وكيف ستكون نظرة العالم وقبل هذا وذاك كيف ستكون نظرة الجنوبيين لانفسهم اولا ولثورتهم ومستقبلها ثانيا ، ثانيا ماذا سنقول وستقولون انتم لاسر وذوي الشهداء الذين امتلئت بهم المقابر وماذا ستقولون للجرحى الذين امتلئت بهم المستشفيات و المستوصفات وماذا ستقولون للاسرى والمعتقلين الذين تعج بهم السجون الانفرادية والعنابر الجماعية وماذا ستقولون للثوار الذين يضحون ليل نهار بانفسهم واوقاتهم واموالهم وكل ما يملكون لاحياء تلك المليونيات ثالثا كيف سيستطيع الجنوبين عامة حتى المطالبة والتحدث عن مطالب وحقوق وحرية وكرامه مالم يخرجوا بتلك الصورة الثورية الرائعة التي اذهلت الاحتلال والعالم والمتربصين بنا في كل مكان وزمان ، كما كيف سيستطيع من يتفاوض ويتحاور باسم الجنوبيين زروا وبهتانا في الجنوب او حتى في صنعاء او في الخارج دون ان يسند ظهره على تلك التحركات المستمرة والتجمعات الشعبية المليونية .