span style=\"color: rgb(255, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"حياة عدن span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"تزامنت الأحداث المؤسفة لدعوة القس الأمريكي تيري جونز لحرق القرآن الكريم، مع صدور كتاب "الله.. رد مسيحي" لميروسلاف فولف، أستاذ اللاهوت بجامعة ييل، الامريكية وفيه يحاول أن يضع يده علي الفروق الواهية التي تمثل نقاط خلاف بين الجانبين، ويحاول الرجوع إلي أصولها وإظهار حجمها الطبيعي. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"في بداية الكتاب يؤكد أنه لا فارق بين اللفظتينGOD" "و"ALLAH " وأن كلتيهما تعني الإله خالق الكون، ومع ذلك فقد تسبب الاختلاف علي تعريف معني "الله" في سوء تفاهم، وكراهية كبيرة بين المسلمين والمسيحيين علي مدي قرون، وفي كتابه المثير للجدل يؤكد فولف أن إله المسيحية، هو نفسه إله الإسلام، واحد في الأصل. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"ويحاول أن يوصل رسالة عبر كتابه مفادها أن ما يكتب عنه هو "لاهوت سياسي"، يحقق خلاله في "هوية وشخصية الله"، ويقول أن الديانتين الإسلامية والمسيحية تقدمان ما يشبه مرسوما يلزمنا بضرورة حب القريبين منا أيا كان لونهم أو جنسهم أو عرقهم، والإحسان لهم ومعاملتهم بالطريقة التي نحب أن يعاملونا بها. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"وعبر الصفحات يضع فولف يده علي عدة أمور خلافية، ويناقشها باستفاضة، ك"الثالوث المقدس" في المسيحية، و"التوحيد" عند المسلمين، والاهتمام ب"الجار"، وغيرها، لافتا إلي أن جهل البعض بهذه الاختلافات يؤدي إلي العنف، مدللا علي ذلك بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول (صلي الله عليه وسلم) والأزمة التي نتجت عنها. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"ويقول بوضوح أن المتطرفين من الجهتين لا يعدون مسلمين أو مسيحيين حقيقيين، فالإيمان برأيه لا يترجم إلا إلي الاعتقاد بأن هناك إله واحد، هو الخالق وأنه مختلف عن العالم الذي نعرفه، وهو من سيحاسبنا في النهاية. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \""موضوع الكتاب ليس روحيا بقدر ما هو سياسي بحت" هكذا يخبرك فولف أن الخلافات الدينية تم إذكاؤها عن عمد من أجل مكاسب وتحركات سياسية، وأن الحديث عن نقاط الخلاف تلك يصبح حديثا سياسيا وليس دينيا روحانيا، لذا تجده يعيد النظر في لحظات تاريخية مثل سقوط القسطنطينية عام 1453، ويحاول استرجاع أوائل المتحدثين عن السلام في التاريخ كنيكولاس الذي اختلف مع تقدير البابا للإسلام، وعارض وصفه للإسلام بأنه انتشر بحد السيف، كذلك يعود فولف إلي وثائق الإصلاح الديني البروتستانتي، ويتوقف عند شخصية مايكل لوثر كينج، وعند خطبة لينكولن الثانية خلال الحرب الأهلية والتي قال فيها: دعونا لا نحكم علي الناس كي لا تتم محاكمتنا". span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"فولف يكشف عن لعبة لاهوتية سياسية تم لعبها لإذكاء الخلاف بين الديانتين بحيث لا يتم حلها، وهذا بالضبط ما يجعل كتابه هامًا جدا، والجمهور الذي يتوجه إليه المؤلف بكتابه ليس المسلمين، هكذا يعترف، ولكنهم مرحب بهم، كما أنه ليس لليهود، ولا لأي ديانة أخري باستثناء المسيحية، وبالذات المسيحيون ذوو المسيحية السليمة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"*روز اليوسف