span style=\"color: rgb(255, 0, 0);\"span style=\"font-size: medium;\"حياة عدن بواسطة سمير حسنspan style=\"font-size: medium;\" رافقت الثورة اليمنية منذ انطلاقها في منتصف فبراير/شباط الماضي للمطالبة بإسقاط حكم الرئيس علي عبد الله صالح حرب نفسية شرسة، استخدم فيها طرفا الصراع سلاح الشائعة عبر مختلف الوسائل والتقنيات، طبقا لتطور الأحداث عبر مراحل الاحتجاجات.
ويرى مختصون وباحثون يمنيون عدم تكافؤ الفرص لخصميْ الصراع، ويشيرون إلى أن أبرز مظاهر الحرب النفسية كان إشاعة الفرقة بين الجماعات الثورية في الساحات، والغموض والتفتيت والعنف والترويج للانهزامات والانتصارات والتمويه، والأحلام والأماني التي لازمت الاحتجاجات.
وتكشف وثيقة باسم اللجنة الشعبية لمناصرة صالح -حملت عنوان "سري للغاية"، ووجهت لرؤساء دوائر إعلام حزب المؤتمر الشعبي الحاكم- جانباً من آلية الحرب النفسية المتبعة، حيث تدعو في أحد بنودها السبعة إلى "خلق أخبار تخدم الشرعية الدستورية وصياغتها بأسلوب صحفي، لكسب المزيد من الأنصار ونشر الدعايات والحرب الإعلامية النفسية".
وتحث الوثيقة –التي بثها ناشطون على صفحات فيسبوك- أنصار النظام على "ربط حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض بالإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة، وإعداد بيانات باسم القاعدة تتضامن مع مطالب المعتصمين في المعارضة".
وتوجه الوثيقة بتشويه صورة منشقين ومعارضين، وتكثيف التواصل الإعلامي والترويج للحوار والشرعية الدستورية، وتكذيب ما تروج له ضد الوطن والقائد بعض من وصفتها الوثيقة بقنوات الفتنة، ومنها قناتا "سهيل والجزيرة".
span style=\"color: rgb(255, 0, 0);\"إشاعة الغموض ويرى استشاري الطب النفسي محمد المقرمي أن أبرز سلاح للحرب النفسية تعرضت له الثورة اليمنية كان الغموض أو التعمية، وأداره النظام بكفاءة خلال التغطية الإعلامية والمفاوضات السياسية المتعلقة بالمبادرة الخليجية. ويشير في مقال تحليلي إلى أن حالة الغموض تؤدي إلى إصابة الشخص بحالة عصبية مزعجة، تصاحبها حالة نفسية شديدة قد تؤدي إذا ما استمرت لفترة طويلة إلى انهيار معنوياته، لافتا إلى تفاوت قوة مقاومة شباب الثورة وقدراتهم على تحمل الحرب النفسية وفقا لطبيعة المرحلة التي تمر بها الثورة.
وفي اعتقاد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عدن ورئيس مركز مدار للدراسات الدكتور فضل الربيعي، أن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مثلت الميدان الأبرز لحرب الشائعات، ولعبت دور أساسيا في إدارة الخصوم للصراع.
وألمح -في حديث للجزيرة نت - إلى أن نظام صالح نجح عقب الاحتجاجات في خلق تشكيك كبير للخارج في تحويل الثورة ضده من فعل ثوري شعبي مجتمعي إلى أزمة سياسية بينه وبين المعارضة، مستفيداً من انشقاق الجيش ودخوله طرفاً في الصراع، إضافة إلى ضعف الأداء السياسي للمعارضة اليمنية في بعض مراحل الاحتجاجات.
وأشار إلى أن نشاط المعارضة انحصر كثيراً في التركيز على الداخل لمجابهة النظام بكشف الحقائق وفضح الشائعات، وهذا ما مكنها من التخفيف من أثر بعض الشائعات ودرء إثارة النعرات الطائفية والقبلية والدينية، لكن المعارضة -يقول الربيعي- أخفقت في القدرة على تمثيل جميع الأطياف السياسية كالحركة الحوثية والحراك الجنوبي، مما مكن النظام من استغلال هذا التباعد. span style=\"color: rgb(255, 0, 0);\" إشاعة التفتيت وبحسب رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبد السلام محمد فإن أخطر أنواع الحرب النفسية تمثل فيما يعرف باسم إشاعة التفتيت، لتدمير معنويات الثوار من خلال الخلط بين التفاؤل والتشاؤم كاستقالة أو تنحي الرئيس صالح أو سقوط نظامه وضعفه، يأتي بعدها الرد العسكري أو السياسي للنظام على أرض الواقع.
ولفت إلى تنوع الشائعات خلال مراحل الاحتجاجات واستخدام النظام والمعارضة على حد سواء إشاعة العنف والترويج للانهزامات والانتصارات أثناء اشتباكات حي الحصبة، وما بعد حادث محاولة اغتيال الرئيس صالح والمواجهات في أرحب، واستخدام الورقة الدينية والفتاوى المتناقضة، وقضية الاختلاط في الساحات لاستثارة الجانب الديني والعادات والتقاليد القبلية.
وألمح رئيس مركز "أبعاد" إلى أن استخدام النظام لإشاعة تنتشر ببطء مفادها أن الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وراء حركة الاحتجاجات -لإثارة مخاوف الخارج من التغيير- نجح في بداية المطاف، خاصة أنه تبعها تحرك حقيقي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب على الأرض.
غير أن ما وصفها محمد بالعمليات الأميركية التي وصلت إلى قتل قيادات في هذا التنظيم، إلى جانب "البراغماتية للتيار الإسلامي السياسي" خلال هذه الفترة، أضعف كثيرا تأثير هذه الشائعة.
ويشار إلى أن بعض الشائعات كان لها تأثير محدود على الثوار وبعضها الآخر اختفى أثره بسبب طول فترة الاحتجاجات، مستدلاً على ذلك بإشاعة التخويف من الحرب الأهلية، وإشاعة التمويه لتشتيت تفكير كثير من اليمنيين وإظهار الثورة على أنها محاولات انقلابية من آل الأحمر. span style=\"color: rgb(0, 0, 255);\"المصدر: الجزيرة