نشرت صحيفة الاولى اليومية والصادرة من صنعاءوعدن في عدد اليوم الخميس تحقيقا للزميلة الصحفية اثمار هاشم عن ما الت لة الاوضاع في محافظة عدن وانتشار استخدام السلاح ولاهمية التحقيق موقع حياة عدن يعيد نشر التحيق نص ونقلا عن الصحيفة .... تعيش مدينة عدن منذ ما يقارب العام حالة من الشلل التي تضرب كافة مناحي الحياة جراء الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد العام الماضي وانعكست أثارها السلبية على حياة الناس ومعيشتهم فنجد إن كثير من المرافق الحكومية غاب عنها الموظفون يسبقهم في ذلك المسؤلين الأمر الذي عطل كثير من مصالح المواطنين ناهيك عن تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية للسكان نتيجة ارتفاع الأسعار وانعدام المشتقات النفطية وغيرها من الأمور التي اثرث سلبا على حياة الناس ونغصت عيشهم ان لم تكن أحالته إلى جحيم إلا إن أكثر ما يشكو منه الناس في المدينة هي حالة الانفلات الأمني غير المسبوق التي تمر بها المحافظة وتقاعس السلطة عن القيام بدورها في حماية الناس و ممتلكاتهم خاصة مع ما تشهده المدينة من عملية تفجيرات في أجزاء عدة من المحافظة تستهدف النقاط الأمنية . يضاف إلى ذلك عمليات الاغتيالات التي تعرض لها عدد من القادة الأمنيين والعسكريين وانتشار الأسلحة بشكل كبير في أيدي الكثيرين وتحديدا الشباب منهم دون ان يعرف احد مصدر تلك الأسلحة التي صارت بمتناول الجميع تقريبا حتى والذين لم يسبق لهم ان حملوا سلاحا من قبل إلى جانب انتشار البسط العشوائي على المساحات الخالية المملوكة للدولة التي تعتبر ملكيات عامة واقتحام بعض مخازن وملحقات المرافق الحكومية .. كل ذلك يتم بقوة السلاح والبلطجة اللتان تعدان من الظواهر الغريبة والشاذة على مجتمع هذه المدينة المسالم الذي اصبحت تسودة العشوائية مستخدمين منطق القوة لفرض ما يريدون بعيدا عن العقل والمنطق وإلغاء تام للقانون والحق الذي حل محلة العنف والسلاح بديلان لفرض الآراء واستلاب حقوق الناس وتحول عدن الى مدينة يحكمها قانون الغاب وليس مدينة كان مشهود لها منذ القدم بالمدنية والتحضر في التعامل . جميع تلك التصرفات والسلوكيات التي تتم أثارت غضب واستياء عدد كبير من أبناء عدن الذين وان كانوا حسب قولهم يتحملون على مضض ارتفاع الأسعار وأزمة المشتقات النفطية إلا ان أنهم لم يعودوا قادرين على تحمل هذا الانفلات الأمني وتقاعس الجهات المسئولة عن حمايتهم بالشكل التي ينبغي على تلك الجهات ان تقوم بها في هذا السياق تحدث الينا البعض عما وصلت إليه الأمور في عدن تصرفات طائشة ومسئولون غائبون بانفعال شديد تحدثت الينا الأخت أم حنين مبدية استيائها الشديد من حالة الانفلات الأمني التي تعيشها المحافظة وانتشار الأسلحة بأيدي مجموعة من المراهقين ممن لا يملكون خبرة او تدريب كافيين على كيفية استخدام تلك الأسلحة التي انتشرت بشكل واضح مع بدء الأزمة السياسية التي شهدتها اليمن العام الماضي واصفة ما يقوم به البعض من عمليات بسط على المساحات الفارغة أو مرافق الدولة بأنها أعمال بلطجة يجب الوقوف والتصدي لها بحزم لان من يقومون بتلك الأعمال يأخذون ما ليس لهم بقوة السلاح في وجه من يعارضهم مطالبة الجهات المسئولة بالقيام بواجباتها وعدم التهرب والتخفي في منازلها تاركين الناس عرضة للفوضى والشغب يقوم بها جماعات غاب عنها العقل لا تفكر سوى بنفسها وليس مهما ما قد يتعرض له الآخرون من أذى جسدي ونفسي لتصرفاتها الطائشة. احد المواطنين والذي فضل عدم ذكر اسمه قال بصوت مملؤ بالحزن هناك مخطط كبير يدبر ضد مدينة التي يراد لها ان تصل إلى الهاوية فعدن حسب قوله منذ استقلالها لم تعرف الخير يوما كما ان من حكموها خلال الفترات السابقة لم يعملوا على تحسين أوضاعها بل انهم زادوها سواء خاصة بعد عمليات المضايقات الكبيرة التي تعرض لها صفوة أبناء عدن المتعلمين بعد الاستقلال مباشرة وإجبارهم على ترك عدن وأضاف قائلا أصبحنا اليوم نعيش في عالم مجنون والظروف التي نمر بها في الوقت الراهن تجعلنا نتسال إلى متى ستظل الأوضاع بالتدهور هكذا وهل علينا جميعا أن نحمل السلاح باعتباره اللغة التي أصبحت سائدة هذه الأيام لإثبات وجهه النظر أو الحصول على ما نريد أكان حقا ام باطلا !! بدورها الأخت أثير محمد قالت أصبحنا لا نشعر بالأمان حتى ونحن في بيوتنا نخشى ان تأتينا رصاصة طائشة خاصة بعدما أصبحنا نسمع في أوقات متفرقة من اليوم أصوات طلقات دون معرفة مصدرها كما إن التفجيرات التي تتعرض لها نقاط التفتيش والاغتيالات التي تحدث جعلتنا لانفكر بالخروج من البيت كثيرا خشية أن يحدث شيء ما ونصبح في موقف صعب .. وتساءلت قائلة أين هي تلك ا للجان الشعبية التي تم تشكليها لحماية الممتلكات لماذا لم نسمع عن تصديها لعمليات البسط العشوائي التي أصبحنا نراها ونسمع عنها في كل يوم واختتمت حديثها بالقول اشعر بالأسف على ما وصلت إليه الأمور في عدن التي لم تعد تشبهه في شيء تلك المدينة التي عشنا وتربينا فيها .
اللجان الشعبية جعجعة دون طحين وبالحديث عن اللجان الشعبية لابد من التذكير انه في منتصف العام عندما بدأت تظهر حالات التقطع للطرقات من قبل بعض الشباب والذين كانوا يصفون أنفسهم بالثوار إضافة إلى حالات السرقة والنهب الذي بدأت تتعرض لها بعض السيارات من قبل مجهولين تم الإعلان عن تشكيل عدد من اللجان الشعبية في أحياء كل مديرية مهمتها حفظ الأمن وحماية الممتلكات من عمليات التخريب والنهب التي قد تتعرض له بعض المرافق أو المنازل إلا انه و للأسف الشديد لم يشعر الناس بوجود فعلي لتلك اللجان كما عدم تشكيل هيئة أو مجلس يضم كافة مكونات اللجان الشعبية في كافة مديريات المحافظة جعل عملها اقرب ما يكون للعشوائية . بل ولعل البعض من الناس يتذكر إن أكثر ما قامت به تلك اللجان بحجة استتباب الأمن هو توزيعها السلاح على بعض الشباب الذين كان يلحظ وجودهم في محطات البترول مع بدء انتشار أزمة المشتقات النفطية والذين بحسب أراء الناس زاد أولئك الشباب الأمر سوء لتلقيهم الرشاوى للسماح لبعض السيارات بالحصول على أكثر من حصتها من البترول والديزل إلى جانب حالات إطلاق الرصاص التي كانت تشهدها بعض المحطات مما يعني إن الشباب المنتمين للجان الشعبية تحولوا في بعض المناطق والأحياء إلى سبب للفوضى بدلا من نشر الأمن والسكينة العامة . عدن مدينة خالية من السلاح ولان انتشار الأسلحة في مدينة عدن بشكل كبير والانفلات الأمني التي تشهده المحافظة يثير حالة من الاستياء الكبير بين أوساط السكان الذين يروا في انتشار الأسلحة ظاهرة دخيلة على عدن انبثقت مبادرة من قبل مجموعة من الشباب الناشطين في مختلف المجالات تحت عنوان عدن مدينة خالية من السلاح .. وفي هذا الصدد تحدث إلينا الأخ حسام الجعدني رئيس المبادرة إن فكرة إنشاء المبادرة جاءت بعد أن لمسنا رفض الكثيرين من أبناء المحافظة لانتشار الأسلحة خاصة وان عدن تتسم بالمدنية ولم يحدث أن عرفت طوال تاريخها انتشار الأسلحة كما هم حاصل الآن ناهيك عن سماعنا عن حالات تعرضت للوفاة والإصابة نتيجة استخدام الأسلحة بشكل عشوائي لذلك استشعرنا المسؤولية تجاه المحافظة التي ننتمي إليها بعد و شخصنا الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع فوجدنا إن أسبابها تعود إلى غياب الأمن وتقاعسه عن القيام بواجبة إضافة إلى قلة الوعي بين الشباب الذين يحملون الأسلحة عن المخاطر المترتبة على حملهم للسلاح وكذا انتشار البطالة بين الشباب مما جعلهم هدفا سهلا من قبل بعض الجماعات التي سعت إلى استقطابهم ووزعت لهم السلاح والمال لتنفيذ بعض الأعمال الخاصة بهم بغض النظر عن العواقب التي قد تنتج من استخدام الأسلحة . واسترسل الأخ حسام بالقول.. لقد بدأنا بتنفيذ بعض النشاطات الهادفة الى نشر الوعي عن ضرورة جعل عدن مدينة خالية من السلاح من خلال القاء محاضرة بهذا الشأن وجمع حملة توقيعات بين الناس التي اظهرت استياء كبير من الناس من ظاهرة انتشار الاسلحة والذي يعكس عدم رضائهم عنها وعن الطريقة الاستفزازية التي يتم بها حمل الاسلحة بالشوارع ، واضاف قمنا كذلك بعمل تشبيك مع عدد من منظمات المجتمع المدني للضغط على السلطات للقيام بدورها بالحد من انتشار الاسلحة في عدن وتابع قائلا: قمنا بالنزول إلى إدارة امن عدن للحصول على إحصائيات عن عدد القضايا الجنائية التي شهدتها المحافظة العام الماضي فتبين من تلك الإحصائيات إن إجمالي عدد القضايا بلغ (2980)من بينها (680 ) حدثت جراء استخدام الأسلحة وهذه بدورها تنقسم إلى(71) قضية قتل،(57) قضية قتل عمد، (14)قضية قتل غير عمد،(151) قضية شروع في قتل،(82)قضية تهديد بالقتل،(328)قضية إيذاء جسدي نتيجة استخدام الأسلحة النارية. واختتم الأخ حسام حديثة إلينا متسائلا : من أين يتم الإنفاق على ذخائر تلك الأسلحة ولماذا لا تصرف تلك الأموال بأشياء تنفع المجتمع والناس؟؟