الزميل صلاح سيف برفقة المناضل محمد سعيد عبدالله (محسن) عدن أون لاين/ حاوره/ صلاح سيف: قال المناضل محمد سعيد عبدالله حاجب(محسن) أن الخارطة السياسية اليمنية متداخلة شمالا وجنوبا مثلما هي مصالح الناس ولا يمكن فصل الخارطة السياسية في الجنوب عن ما يحدث في العاصمة صنعاء وتأثيرات مصالح الآخرين من حولنا, وبالتالي لا يمكن للسحرة ولا قارئة الفنجان ولا جهابذة السياسية قرأت الوضع المتحول والغير مستقر في اليمن شماله وجنوبه بدقه ,لأن السياسيون اليمنيين قبلوا لأنفسهم بهذا الوضع لذلك هم اليوم تحت الوصاية, وهو ما يجعل التقييم بمعزل عن دور الأطراف الإقليمية والدولية الذين يحركون حبات الشطرنج مسألة صعبة كون الوضع في اليمن أصبح اليوم "عصيدة في كوز" كما يقول المثل اليمني. لكن في اعتقادي أن السياسي المخضرم (محسن) الذي عصرته الحياة السياسية خلال خمسين عام مضت أهلته تجربته وخبرته السياسية على تقديم قراءة واقعية ودقيقة لمعضلات المشهد السياسي اليمني المتداخلة من خلال فك شفراته المعقدة والمتداخلة سياسيا واقتصاديا اجتماعيا من واقع تجارب سياسية عاشها الرجل سواء في السلطة ومركز القرار أو بعيدا عنها كمراقب ومحلل وهو ما مكنه من تقديم رؤيته الفكرية والسياسية لحل تلك المعضلات عبر كتاباته وحواراته الصحفية المختلفة لذا ولذلك طرحت صحيفة (خليج عدن) عليه عددا من الأسئلة المتعلقة بالمشهد السياسي اليمني بعد ثورة الشباب فأجاب عليه في هذا الحوار.
*كيف تقرأ الواقع والمشهد السياسي في اليمن اليوم.؟ - ج – المشهد كما أراه شخصيا يمكن تلخيصه في العناوين التالية: - صراع بين أطراف سياسية مختلفة داخل البلد تديرها قوى وأطراف مختلفة داخلية وخارجية ،و انقسام وصراع على المصالح والسلطة، وعنف وإرهاب وإختلالات أمنية وعدم استقرار في معظم محافظات الجمهورية وبشكل خاص في المحافظات الجنوبية، وهناك أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية،تخلف وفقر وبطالة وخدمات سيئة جدا وحالة الناس يرثى لها، بالمقابل توجد مبادرة خليجية وقرار لمجلس الأمن رقم2014 وآلية تنفيذية مزمنة كما يسمونها تقف أمامها عقبات وألغام عديدة لم ينجز من المرحلة الانتقالية الثانية شي يذكر وهناك الشباب في الساحات المختلفة لهم أهدافهم ومطالبهم، إنما جذر المشكل وأسبابه هي السياسات الخاطئة المتمثلة بثقافة المواطنة الغير متساوية وحرب صبف94 م والحروب الستة في المناطق الشمالية وغيرها من الحروب، و الإقصاء والتفرد والاستبداد والمظالم والفساد ونهب الثروة. الحزب الاشتراكي ظل منذ نهاية حرب صيف94 يطالب بالمصالحة الوطنية بالإصلاح والتغيير لم يستجيب المنتصر،كانت البداية الفعلية للتحول في الانتخابات الرئاسية عام 2006 م الذي قادها المشترك تبع ذلك المطالب الحقوقية فانطلاق الحراك السلمي في الجنوب، والثورة الشبابية الشعبية في11 فبراير2011 م امتدت لكل اليمن تطالب بإسقاط النظام. *إذا ما الذي حقته ثورة الشباب حتى الآن من وجهة نظرك.؟ - تمكنت الثورة الشبابية حتى الآن من إيقاف أحلام التمديد، والتوريث، وإزاحة رأس النظام ،وكشفت وعرت معظم السياسات التي مارسها النظام خلا 33 عاما وأوقفت المسرحية التي كانت تحضر للانتخابات على غرار ما حدث في مصر، كشفت عمق وطبيعة الخلافات بين القوى المتصارعة على السلطة والثروة، أنتخب رئيس جديد وشكلت حكومة وفاق وطني، اتخذت بعض الإجراءات، إنما المطالب الأساسية للثورة وللشعب اليمني والمتمثلة بتغير المفاهيم والسياسات و بإزاحة رموز النظام والفاسدين وبدولة المواطنة المدنية الديمقراطية الاتحادية العادلة كمطالب أساسية لازالت قائمة،النظام لازال بثقافته وبرموزه العائلية والقبلية متربع على أهم المؤسسات،السياسات للنظام لم تتغير حتى الآن رغم الثمن الكبير والتضحيات التي قدمها الشباب في مختلف أنحاء اليمن وأبرز مثال على ذلك أن هناك شباب لازالوا معتقلين ومخفيين ومختطفين وهناك معاقين وجرحى، القيادة السياسية وحكومة الوفاق الوطني تقع عليهم مسؤولية أخلاقية وإنسانية في متابعة إطلاق سراحهم ، هناك صعوبات وتعقيدات كبيرة لا أحد يجهلها لكن إذا توفرت الإرادة السياسية والمصداقية ستحل العديد من القضايا هكذا شخصياً أقرأ المشهد. *ما هي الأولويات التي تقع على القيادة السياسية و حكومة الوفاق إنجازها لاستكمال عملية التغير من وجهة نظرك؟ - إطلاق المعتقلين والمختطفين ومعالجة الجرحى والمعاقين، والاهتمام والعناية بأسر الشهداء وجبر خواطر أسرهم. - هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية وإعادة تنظيمها على أساس وطني قيادة وقاعدة. - الاستقرار وضرورة تعاون الجميع من أجل القضاء على الاختلال الأمنية المختلفة وتطبيق القانون. - وضع حلول عملية دائمة لمشكلات الكهرباء والماء. - هناك عدد من الإجراءات و القضايا سبق لي أن تناولتها في موضوع تحت عنوان أفكار عامة للنظام الذي نريد نشرتها في صحيفة الجمهورية بتاريخ 26 مارس 2012م.تطرقت إلى عدد من الخطوات والإجراءات المقترحة. * كيف تقرأ استعداد القوى السياسية لمؤتمر الحوار الوطني القادم وما هي التعقيدات التي تقف أمام مؤتمر الحوار ؟ في ضوء المبادرة الخليجية واليتها، تنتصب أمام الجهات المعنية بالإعداد والتحضير.. الرئيس ولجنة التواصل والحكومة والأطراف الأخرى العديد من المهام والقضايا حيث يجابه الحوار الوطني تعقيدات ومعضلات كبيرة جداً،هناك خلافات وتوتر وتطرف بين أطراف عدة نتيجة لانعدام الثقة و إرث الماضي، ومن ناحية أخرى عدم وجود توافق حول القضايا الحساسة الرئيسية المتعلقة بالقضية الجنوبية، بمحددات وأسس الدولة المدنية القادمة، مشكلات صعده ،الإرهاب وغيرها من القضايا الأساسية، المشترك لا يملك رؤية موحدة متفق عليها بدليل بيان لفيف العلماء الذين معظمهم في قيادة الإصلاح، مطالب ورؤى الشباب، قيادات الأحزاب والقيادة السياسية لم تقف أمامها، ،الحراك مكونات و مسميات عديدة، ليس لديهم موقف ورؤية واحدة متفق عليها حول القضية الجنوبية ولا طرف وقيادة محدد، قرأتهم للواقع وللأوضاع في اليمن شمالا وجنوباً متباينة ومختلفة وكذلك للموقف الإقليمي والدولي ،هذه هي التعقيدات التي تجابه مؤتمر الحوار الوطني القادم . *في ظل وجود هذه التعقيدات ما هي الخطوات المطلوبة من قبل الأطراف المعنية لتهيئة الأجواء أمام مؤتمر الحوار الوطني.؟ - الحزب الاشتراكي اليمني طرح عدد من القضايا وفي تصوري فأن الأخذ بها و مناقشتها من قبل القيادة السياسية وحكومة الوفاق يمكن لها أن تخلق جو يساعد دخول الحوار ومناقشة القضايا الرئيسية، صالح منذ أول بيان للحزب بعد انتهاء حرب صيف94 م ظل يرفض الحوار الجدي و المطالب الحقوقية بقي يناور حتى وصلت الأمور إلى ما هي عليه، صحيح رئيس الجمهورية ورئيس وزراء اليوم من الجنوب كما يردد البعض لكن ذلك لا يعني شي للمواطن الذي فقد حقوقه ومصالحه المختلفة في الجنوب منذ حرب صيف94 م،إزالة أسباب ونتائج حرب94م وعودة الحقوق لأصحابها ودولة المواطنة المتساوية جوهر القضية، مطلوب خطوات عملية بهذا الاتجاه ،صالح حل كل مؤسسات دولة اليمن الديمقراطية المدنية والعسكرية وتصرف بكل شي, بيان الحزب الاشتراكي لم يأتي من فراغ، اليوم عدت شهور مرت لم ينفذ قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي، ما يتم الآن من إجراءات يمكن تشبيهها بما حار يتم تبريده بنقله من فنجان إلى فنجان أخر؟؟. *كيف يمكن توسيع قاعدة المشاركة لتشمل كل الأطراف في مؤتمر الحوار وما هي الخطوات العملية لضمان نجاح مؤتمر الحوار الوطني.؟ - ينبغي أن تتم دعوة الكل، والأعداد والتحضير الجيد والمناسب بما يضمن نجاح المؤتمر الوطني بالاتفاق والتوافق على القضايا الأساسية والرئيسية وعلى الآلية التنفيذية الواضحة، وبحضور كافة الأطراف المعنية من أحزاب وتنظيمات سياسية والحراك السلمي الجنوبي والحوثيين والشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمستقلين وشخصيات اجتماعية،بحث لا يُستثنى أحداً. - أما بالنسبة للخطوات هي أولا: أن يتم إجراء سلسلة من اللقاءات والمشاورات "التمهيدية" مع و بين مختلف القوى السياسية والشخصيات للتقارب في وجهات النظر حول القضايا المختلفة. - ثانيا: أن لا يكون الحوار من أجل الحوار وضياع الوقت الذي لا له ثمن عند البعض كما ظل يحدث منذ الصراع الملكي الجمهوري مرورا بوثيقة العهد والاتفاق وبكل الاتفاقات حتى أخر اتفاق مع الرئيس السابق علي عبد الله من نتائج ذلك صراعات وأزمات وكوارث وحروب ومزيد من التشظي للأرض والإنسان كل ذلك على حساب الاستقرار والتنمية،(( فلا تم التحرر من الاستبداد ومخلفاته، ولا أقيم حكم جمهوري عادل، ولا أزيلت الفوارق والامتيازات بين الطبقات، ولا بني جيش وطني ثوري لحماية البلاد وحراسة الثورة، بعد مرور خمسن عاما لم يتم تحقيق أهداف ثورة 26 سيبتمبر62 م التي أعلنت وتتصدرها الصحف الرسمية) وإنما تم تدمير جيش سبتمبر وأكتوبر وبناء جيش أسري قبلي عائلي أصبح اليوم إعادة هيكلته معضلة وقضية يومية مطروحة أمام مجلس الأمن؟ الفقر أنتشر رقعته،شلة قليلة أثريت بامتيازاتها على حساب ثروة الشعب ،الخدمات حدث ولا حرج، والعدالة ضائعة الخ، أي وضع هذا، ما حدث ويحدث في معظم البلدان العربية، شي مخيف جدا رئيس هرب وأخر أعدم وثالث حكم عليه مؤيد ورابع أزيح قسرا بمبادرة إقليمية ودولية بعد الآلاف من الضحايا, لكن حتى الآن لم تحل المشكلة ولم يقبل بمغادرة المسرح السياسي وخامس لازال في صراع مع شعبه ومع العالم من حوله, عقلية وثقافة النظام العربي الكرسي أو ألقبر. ثالثا: ينبغي أن يكون الحوار شفافاُ صادقاً وصريحاً، وأن يصل المتحاورون إلى رؤية وطنية توافقية جامعة للقضية الجنوبية ولمحددات وأسس دستورية لدولة مدنية تعددية ديمقراطية اتحادية لكل اليمنيين،هناك خطوط عامة وعناوين رسمتها المبادرة الخليجية المتفق عليها والآلية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم"2014 " يعتبر كل ذلك ملزما لكافة الأطراف بصرف النظر عن تحفظ البعض. - رابعا:في الحوار الوطني من حق أي طرف طرح ما عنده من رؤى أو مشروع ومن حق الآخرين المناقشة بعيدا عن المصادرة للرأي أو الترهيب الفكري والسياسي أو التخوين أو التكفير، كل طرف عليه أن يقبل بمناقشة رأي الطرف الأخر بدون أحكام مسبقة أو تمترس ، الحوار طالما ظل في إطاره السلمي لا خوف منه ولا مشكلة أهم شي أن يضمن في الأخير الخروج بأسس واضحة تضمن الاستقرار وتضع المخارج العملية للقضايا المباشرة والأكثر حساسية وسخونة. *لكن بعض القوى التقليدية التي تملك القوة والمال مازالت تعتقد أنه وصية على الوطن وقد تسعى لفرض أجندتها وفقا لحساباتها الخاصة.؟ اليوم لم يعد مقبولاً تلك الأساليب والوسائل التي ظلت تمارس وتتبع لفرض قناعات وأراء وسياسات معينة متسترة بشعارات وثوابت كما ظلوا يسمونها بغرض الابتزاز و السيطرة على السلطة والثروة والمصادرة لحقوق الشعب ولا بالتكفير للأخرين. *كيف تقيم تجربة المشترك وأداءه وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه في تأسيس الدولة المدنية القادمة أريد معرفة رأيك الشخصي.؟ - ج- المشترك هو أفضل من يمكن يقوم بمثل هذا التقييم كأحزاب وكمشترك، لكن يمكنني باختصار شديد أن أقول بأن المشترك الذي دفع الشهيد جار الله عمر الكهالي الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني حياته ثمنا لدوره ونشاطه في تأسيسه لعب دورا مهما جدا خلال السنوات الماضية وبالذات بعد الاتفاق على برنامج عام 2005 م والذي شكل قاسم مشترك، قال عنه بعض من قادة المؤتمر حينها، أنه بمثابة انقلاب على النظام وعلى الرئيس وعلى الشرعية، حدث تغيرا كبيرا جدا بعد بدخول المشترك ونزوله في الانتخابات التنافسية الرئاسية في سبتمبر عام 2006 م كان ذلك بداية تحول بدخول الفقيد المناضل المرحوم فيصل بن شملان الانتخابات بمشروعه للدولة المدنية وبتبني ودعم المشترك تلاها بروز التجمعات المطلبية عام 2006 م للمسرحين قسرا بعد حرب صيف94 م من العسكريين والمدنيين في المحافظات الجنوبية من خلال المطالب الحقوقية التي لم يستجاب لها من صاحب القرار ومنهم حوله وتعاملوا معها كقضية أمنية ولا زالوا، فتوسعت دائرة المطالب وتحولت إلى حراك سياسي و مطالب سياسية عام 2007 م جوبهت بالقوة و بالقمع المفرط، وسقط الشهداء والجرحى في عدن ولحج وأبين والضالع وحضرموت وشبوة وأصبحت من أكثر القضايا حساسية وسخونة لا يمكن معالجتها إلا بحوار وطني جاد ومسئول بعيدا عن لغة التهديد أو استخدام القوة و العنف فمن يلجا إليه خسران في كل الحالات ،هناك تطرف وأطراف مختلفة تدفع بذلك من داخل النظام ومن خارجه لهم مصالح ، الآخرين لا يمكن ان يسمحوا بذلك إلا إذا كان يخدم مصالحهم،الآن بعد كل ما حدث وإزاحة رأس النظام ، ينبغي على المشترك أن يكون وفي بوعوده وعهوده مع نفسه ومع الآخرين وأن لا يسلك سلوك نظام صالح، ينبغي أن يترجم عمليا الاتفاقات التي أعلنها ويضع آلية تنفيذ لها وأن يلعب دورا إيجابيا في أن تصل السفينة إلى الشاطئي بأمان حتى تنتهي على الأقل الفترة الانتقالية الثانية ويتفق على الدستور ويستفتى عليه وتجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية، أن يعتمد على الشفافية والمصداقية فيما يتم الاتفاق عليه في إطاره ومع الأخريين،وأن يستفيد من ما يحدث اليوم في مصر نتيجة لتمسك البعض بإرث وثقافة الإقصاء والشكوك التي برزت بعد الانتخابات المصرية لمجلسي الشعب والشورى، أو ما يحدث في ليبيا اليوم ، عليه أن يستفيد من أخطاء تحالفات الماضي،أن يغادر المشترك أو البعض من أطرافه عقلية بأن يكون له نصيب الأسد وبقية الأطراف ملحقين أو تابعين أو موظفين سواء منهم داخل المشترك أو خارجه لإن هذه عقلية إقصائية مدمرة مارسها النظام وينبغي أن لا تورث أو تكرر أو أن يلبس البعض نفس الثوب، الوظيفة العامة لها قانون ينبغي التقيد و التمسك به وعدم تجاوزه لإثبات المصداقية لدى الشعب، لا يجوز التعصب على شخص عليه رأي عام بأنه غير مناسب ربما لأن الاختيار كان غير موفق ،في كل حزب وتنظيم توجد عناصر سيئة وعناصر ممتازة, ينبغي وضع حدا لعملية السباق والصراع على النفوذ من خلال مظاهر التجنيد للمؤسسات العسكرية التي برزت مؤخرا محصورة على مناطق أو محافظات دون أخرى بهدف السيطرة القبلية أو الأسرية والمناطقية،هذه المؤسسات ينبغي أن يكون كل منتسبيها قيادةً وقاعدة من كل مناطق الوطن وان يتم العمل بقانون الخدمة العسكرية، ينبغي أن يستفيد الجميع من الدرس وأن لا تكرر الأخطاء ، - كل التفكير ينبغي أن ينصب في إصلاح البيت اليمني على أساس المواطنة والمؤهل والخبرة واليد النظيف، وتصفية التركة الثقيلة للنظام من خلال بناء أسس صحيحة وسليمة لمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وللقضاء ،وإتاحة الفرص للشباب وفقاً للمعاير. * لكن بعض القوى المحسوبة على المشترك والتي تدعي حمايتها للثورة ترى بأنها الأحق بوراثة السلطة لذلك قدمت كشوفات بخسائرها المادية والبشرية؟ - الشعب هو من قدم الشهداء والمعاقين والجرحى من كل مناطق البلاد وكان لبعض المحافظات نصيب الأسد،الشباب والمرأة والجنود وغيرهم قدموا ولازالوا يقدمون التضحيات حتى اليوم، ينبغي أن يأخذون حقوقهم ومكانتهم ومواقعهم و هناك محافظات كان لها دورها و نصيب الأسد في التضحية،لا ينبغي تطبيق المثل القائل (جمل يعصر وجمل يأكل العصارة). وبالتالي عمل البعض في التفتيش لترتيب مواقع لعناصر وقوى حزبية معينة بعيدة بمسافات عن مشروع الدولة المدنية وغير مؤهلة يثير مخاوف ويزرع ألغام ومتاعب عديدة ويضع علامة استفهام ؟ حول ما سبق أن أقره المشترك عام 2005 م وما تناولته العديد من مشاريعه وبرامجه فالمشترك هو جزء من الشعب، هناك أفراد غير منتمين لأية حزب مستقلين هم أفضل من كثيرين داخل أحزاب المشترك أو غيره. ما هو رؤيتك في بيان العلماء ؟ - الكل داخل اليمن مسلمون والإسلام هو دين المحبة والحرية والتسامح والتكافل والعدالة وإحقاق الحق، المواطن اليمني يريد الاستقرار والعيش الكريم بأمن وأمان وكرامة وحقوق المواطنة،بدولة قانون بقضاء مستقل،وقضاة مستقلون في أحكامهم وقراراتهم،العلماء مسؤوليتهم ودورهم النصح والإسهام بخلق وئام واستقرار داخل المجتمع . *من خلال تجربتك الطويلة في الحياة السياسية ما هي الأسباب التي أبقت اليمن واليمنيين في هذا الواقع المتخلف بعد خمسين عام من ثورتي سبتمبر وأكتوبر باختصار.؟ - اليمنيون بقاء حالهم كما هو اليوم نتيجة للتخلف الاقتصادي والثقافي والفقر والصراعات والحروب على السلطة واستخدام وتوظيف الدين لأهداف وأغراض سياسية ،الإمام أحمد أعدم أخوه خوفا على السلطة، وطوال فترات حكم اليمنيين شمالا وجنوباً منذ62 م ظل الصراع على السلطة قاعدة أساسية ،اليوم "سنحان" انشقت على بعضها بعد33سنة من الحكم نتيجة الخلافات على السلطة والمصالح، وحدة22مايو 90 م التي تم وئدها بحرب صيف 94 م- الظالمة كان هدف الحرب من أجل الضم والإقصاء والإنفراد بالسلطة والثروة، ساعد على ذلك تدخلات لأطراف مختلفة في شؤون اليمنيين الداخلية، اليوم على أرض اليمن قوى إقليمية ودولية تسعى لتصفية حساباتها فيما بينها داخل اليمن،بنقودهم وبالدم اليمني ,وكما يقول المثل الحجر من الأرض والدم من رأس اليمني..السؤل إلى متى سيظلون يبيعوا ويشتروا في اليمنيين.؟ * برأيك هل ما تم من خطوات في سبيل هيكلة الجيش والأمن إجراءات طافية ومطمئنة؟ - ما حدث حتى الآن هو تنقلات لبعض من القيادات من موقع لأخر ، الهيكلة وإعادة تنظيم و تموضع القوات المسلحة لم تتم حتى الآن ولم تبدءا وهناك قرارات أصدرها الرئيس تعثر تنفيذها، ما يدور داخل المحافظات الجنوبية وما يحدث تحديدا في محافظة أبين وشبوة والبيضاء ولحج وعدن والحادث الإرهابي في ميدان السبعين أكبر دليل على أن هناك مشكلة كبيرة وتعقيدات بحاجة إلى فتح شفرتها واتخاذ خطوات وإجراءات وفي مقدمتها خضوع أجهزة الدولة العسكرية والأمنية لمركز وقرار سياسي وعسكري وإداري واحد، أنا سأكون صريحاً معك المؤسسات الأمنية والعسكرية إقطاعيات و جزر لا تخضع حتى الآن لقيادة سياسية وعسكرية واحدة وكل طرف يجند ومن لون واحد ،من هناء تبرز غيوم كثيفة ملبدة على سماء الوطن،والقادم غير واضح معالمه حتى الآن على الأقل خلال العامين القادمين بحكم التداخل والتعقيد في المشهد السياسي مع مختلف الأطراف،جذر المشكلة الأساسي في صنعاء.. وبيد الأطراف الإقليمية والدولية الذين لهم مكاييلهم ومعاييرهم ومواقفهم المختلفة, الضحايا اليمنيين يتساقطون يوميا بالمئات وحياة المواطن الأمنية والخدمية والمعيشية ضنكه وفي حالة يرثي لها حتى ما لديهم من أجهزة كهربائية تعطلت بسبب إستمرارانقطاع التيار الكهربائي أكثر من مرة ولساعات في اليوم الواحد. *ما هو تقيمك لعمل اللجنة العسكرية فيما يتعلق بنزع بؤر التوتر في العاصمة صنعاء؟ - بخصوص بؤر التوتر ما زالت على حالها، ما أنجزته اللجنة العسكرية أنا شخصيا ليس لدي معلومات كل ما سمعته وقرأته بأنهم أزالوا أتربه وحواجز إسمنتية ومتاريس من بعض الشوارع والأحياء في العاصمة صنعاء, نتمنى لها التوفيق في إنجاز ما أوكل لها. *كيف تقرأ تطور المواجهات مع القاعدة وما هي أبرز السبل للقضاء عليها أو الحد من خطورتها ؟ - إذا حلت المشكلة الأساسية في صنعاء بين الأطراف المتصارعة وتحقق فعليا هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية صحيحة ومهنية ستحل جزء كبير من مشكلة المواجهة الراهنة مع القاعدة أما القضاء على القاعدة لا يمكن حلها من خلال معالجة أمنية ،يتطلب إشراك المجتمع من خلال عمل تربوي وثقافي وسياسي وحلول عملية لمشكلة الفقر البطالة وخطط تنموية واقتصادية وأمنية شاملة ومتكاملة والتنسيق والتعاون مع الجيران ومع المجتمع الدولي. * تم قبل أيام رفع بعض المخيمات من بعض شوارع صنعاء كمقدمة لإخلاء الساحات هل تؤيد عملية رفع الساحات وإخلائها من الثوار؟ - الشباب في ضوء تقيمهم هم وحدهم من يقرر ذلك هل يبقون في الساحات أو يغادرونها، لكن يمكن البحث من قبلهم عن أشكال نضالية وسياسية وجماهيرية أخرى إلى جانب الساحات. *ما هو تقيمك لأداء حكومة الوفاق بشكل عام وهل أنجزت المهام المناطة بها وفقا لمحددات المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة؟ - من المبكر الحكم عليها, لكن بالإجمال أدائها طيب وسيكون أفضل إذا ابتعدت الأطراف المختلفة من وضع العراقيل والمنغصات والتدخل في شؤونها وصلاحياتها من أي طرفاٌ كان وإذا ساندتها ووقفت داعمة لها فعلياُ قيادة المشترك والمؤتمر الشعبي العام وعدم زجها في صراعات و خلافات داخل المجلس وفي الوزارات ،كما كان يحدث بعد ما شكلت حكومة ما بعد 22مايو 90م، حيث مرت الفترة الانتقالية كلها خلافات ومشاكل ويبدو أن هناك متخصصين لهذه العملية نتمنى آن لا يكرروا المأساة مرة أخرى، وأن يستفيد الوزراء من أخطاء الذين سبقوهم وعدم تكرارها. *هل تتوقع مشاركة الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني بقيادة ومرجعية سياسية واحدة أم سيشارك بمكونات متفرقة ومنقسمة؟ - أولا نحن ينبغي أن لا نستبق الأحداث أو نضع الاستنتاجات المسبقة ربما تكون القراءة خاطئة لوضع الحراك، أما رأي شخصياً أتمنى أن يحضروا ويشاركوا بأفضل ما عندهم وأقدرهم ويضعوا ما لديهم من رؤى بشفافية كاملة فالجنوب ظلت دولة24 عاما وفيها من القيادات و الكفاءات المختلفة وسوأ كان ذلك بمرجعية سياسية واحدة أو بمكونات مختلفة، الأهم أن يحضروا ولا يستثنى أحد سواء من الجيل القديم أو القيادات الشابة الجديدة. *بصفتك شاهدا على التاريخ السياسي اليمني المعاصر وأحد أركان النظام السياسي الجنوبي كيف ترى الأصوات المنادية بالعودة إلى الجنوب وهل تحمل رؤية منطقية مدروسة أم أنها عبارة عن شعارات رومانسية عاطفية؟
- القضية ليس لها علاقة بالرومانسية أو العاطفة، الجنوب ظلت دولة بكامل أركانها ومؤسساتها (24) عاما مئات الآلاف موظفين مدنين وعسكريين مسئولين عن ملايين الأسر تسكن الجنوب طردوا من أعمالهم وجدوا أنفسهم بعد حرب 94م- الظالمة في الشارع ، المسألة والقضية شراكة أسقطت، وحقوق ومصالح للناس كمواطنين ضاعت، فقدوها أخذت عليهم بالقوة، شردوا من ديارهم , من حق الناس عندما يلمسون ويحسون ويشعرون بالغبن وبالسياسات الخاطئة العنصرية والإقصائية والتهميش والاستبداد والظلم وخليك بالبيت وسلب كل حقوقهم المدنية ومصالحهم السياسية والاقتصادية بدرجة رئيسية ويحاربون ويقصون من كل شي.. من حقهم أن يعبرون عن أرائهم و يرفعون أصواتهم ويقولون كل ما يريدون قوله والذي سيوصلهم لحقوقهم كمواطنين، وطالما ظل نضالهم في إطاره السلمي و بعيدا عن العنف فهم سيصلون لحقوقهم. *من خلال تجربتك وخبرتك السياسية في الجنوب ممكن تصف لي الخارطة السياسية في الجنوب اليوم؟ - الخارطة السياسية اليمنية شمالا وجنوبا متداخلة مثلما هي مصالح الناس لا يمكن فصل الخارطة السياسية في الجنوب عن ما يحدث في صنعاء وتأثيرات مصالح الآخرين من حولنا، ما حدث من سياسات أوصلتنا إلى هذه الحالة، وكما قلت أن جذر المشكلة أساساً في صنعاء, لكني أقول لك لا السحرة و لا قارئة الفنجان ولا جهابذة السياسة يستطيعون قرأت الوضع المتحول والغير مستقر في اليمن شماله وجنوبه بدقة لأن السياسيين اليمنيين قبلوا لأنفسهم بهذا الوضع هم اليوم تحت الوصاية، التقييم بمعزل عن دور الأطراف الإقليمية والدولية الذين يحركون حبات الشطرنج كما يريدون مسألة صعبة ، وكما يقول المثل اليمني ((الوضع في اليمن عصيدة في كوز)). * هل لكم تواصل مع قيادات الحراك في الداخل والخارج؟ - توجد علاقات ولقاءات شخصية وصداقة مع البعض في الداخل فقط. * كيف تقرأ تحالف البيض مع إيران وهل أنت على تواصل معه في الوقت الراهن؟ - تعرف أعجبني سؤلك لأنه مصاغ بخلفية وبعناية وذكاء.. وحتى أريحك فالأخ علي سالم البيض له دوره الوطني ونضاله اتفقنا معه ومع قناعاته الآن أم لم نتفق ولا يستطيع عاقل القفز عليها أو نكرانها. - وثانيا: في يوم من الأيام كان علي البيض أمينا عاما للحزب الاشتراكي اليمني وبدونه ما كان يمكن تتم الوحدة في مايو 90م مطلقا ويعرف هذا علي عبد الله صالح وآخرون ,الذين يتحملون المسؤولية عن كل ما حدث ابتداء من عرقلة برنامج أول حكومة مرورا بالاغتيالات والحرب والتكفير وأنتها بحل مؤسسات دولة اليمن الديمقراطية وما وصلت إليه الأوضاع الراهنة في اليمن اليوم. - وثالثاً: كل إنسان له ظروفه وله قناعاته وأحب أن الفت نظرك بأن التواصل مع الأخ علي سالم حسين البيض غير موجود منذ خروجنا من المكلأ في 4\7\1994 م عندما توفي والدي المرحوم سعيد عبد الله في 28 يناير2002 م اتصل للتعزية وكانت أخر مرة. - رابعا:ما ورد في بداية السؤال فأنا شخصيا لا أتفق مع ما ذهب إليه الخطاب السياسي للبيض لكن هذه خياراته وقناعاته على الأقل هو أصدق من الأخريين مع نفسه، والذين يغلفون ويطوعون الوحدة والثروة لمصالحهم وليس لمصلحة الشعب اليمني. - فيما يتعلق بالسؤل ليس لدي دلائل يثبت لي بأنه كما ورد في سؤلك عن تحالف البيض مع إيران أو أنه على علاقة بإيران ولا أعرف نصوص وأهداف هذا التحالف, خلفياته وإبعاده إن كان فعلا موجود، لكن هناك من لهم علاقات مع أطراف خارجية أخرى وأصبح البعض يتباهى ويتفاخر بها لماذا لا يتم الحديث عنهم، العلاقة مع أي طرف اليوم لم تعد مشكلة عند البعض داخل اليمن إلا إذا كانت لا تتفق مع قناعاتهم أو تتقاطع مع مصالحهم لدى أطراف أخرى، وعموما لا نريد هذه الأطراف أن يقوموا بتصفية حساباتها على أرض اليمن. - وحتى أطمئنك أكثر فشخصيا لست مع أي علاقات سياسية أو غيرها لأشخاص أو جماعات مع دول تضر باستقرار وبمصالح الشعب اليمني من أي طرف كان، العلاقات يجب أن تنحصر في إطار الدولة والدولة وحدها. *هناك قوى في الحراك تسعى لجلد الحزب الاشتراكي والنيل من تواجده وسط الحراك برائك لماذا هذا لاستهداف للحزب دون غيره؟ - أولا: الجبهة القومية ومعها العديد من القوى السياسية حررت أرض الجنوب ووحدته و فيما بعد الحزب الاشتراكي اليمني حكم الجنوب(24) عاما حقق العديد من الإنجازات في مختلف المجالات لا يستطيع إنسان سوي نكرانها، أخطاء وأصاب نترك التقييم لمؤرخين محايدين ليس لهم خصومة مع الماضي سواً أحزاب أو أشخاص. - ثانيا: الحزب الاشتراكي اليمني يحمل مشروع واضحً جدا في أهدافه ومضمونه ومفرداته عنوانه.. الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية لكل اليمنيين. - ثالثا: هناك البعض يتحدثون عن التصالح والتسامح لكن جذورهم الثقافية والسياسية مشدودة لخلافات وصراعات الماضي، لا تبارحهم يستجرونها ويستدعونها من ذاكرة الزمان متى ما أرادون ناسين ومتناسين أنفسهم أنهم جزء من ذاك الماضي نفسه سوا منهم من كان يعيش في الوطن أو يصدر المتاعب للوطن من خارجه، من يهاجمون الحزب إذا فتشت بعناية عنهم ستجد البعض منهم يؤدون وظائفهم المرسومة لهم، والبعض الأخر يريدون يثبتوا إخلاصهم وبأن الماضي ليس لهم علاقة فيه، وآخرين مدفوعين بحماس يبحثون لهم عن مكانة وهذا من حقهم , إنما بقراءة صحيحة للتاريخ وللحزب، الأفضل أن يستفيد الجميع من عدم تكرار أخطاء الماضي، أن يختلف الناس سواء أحزاب أو تنظيمات على مشاريع وبرامج وطنية تحقق للشعب الاستقرار والتقدم .